دخل مانويل فالس، رئيس الحكومة الفرنسية في حرب مفتوحة مع حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف الذي تترأسه مارين لوبان قبل أسبوعين فقط من الدورة الأولى (22 مارس) للانتخابات الإقليمية الفرنسية التي من المتوقع أن يحرز فيها الحزب المذكور فوزا كبيرا. وتشير نتائج عدة استطلاعات للرأي حصول "الجبهة الوطنية" ما بين 28 إلى 30 بالمائة من الأصوات في الدورة الأولى، متقدمة على حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" المعارض الذي يترأسه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وعلى الحزب الاشتراكي الذي يتوقع أن يمنى بخسارة تاريخية. ولمنع حدوث هذا السيناريو الذي يخشاه العديد من السياسيين الفرنسيين والرئيس هولاند، أطلق مانويل فالس صفارة الإنذار معلنا عن عزمه محاربة حزب مارين لوبان لمنعه من الفوز. وقال فالس "أخشى على بلدي، التمزق في مواجهة أفكار اليمين المتطرف. خوفي أن يحصل هذا الحزب على 30 بالمائة من الأصوات ليس في الدورة الثانية بل في الدورة الأولى"، مذكرا أن "الجبهة الوطنية" تصدرت نتائج الانتخابات الأوروبية ويمكن جدا أن تتصدر من جديد نتائج الانتخابات الإقليمية في فرنسا. وإلى ذلك، أظهر أخر استطلاع للرأي أجراه معهد أوبنوي نهاية الأسبوع الماضي تصدر حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" نتائج الدورة الأولى مع 29 بالمائة يليه بعد ذلك حزب " الجبهة الوطنية" 28 بالمائة، فيما يحتل الحزب الاشتراكي المرتبة الثالثة بحوالي 18 بالمائة. ويخشى مانويل فالس أن يؤدي فوز "الجبهة الوطنية" إلى زرع الفتنة بين الفرنسيين، معلنا عن حقه وواجبه في النقد الشديد لحزب مارين لوبان. وقال "أحتفظ بحق انتقاد مارين لوبان وإظهارها على أنها خطر على فرنسا. هذا الحزب لا يقدم الحلول لفرنسا ولا للمناطق وبرنامجه سينشر الفتنة بين الفرنسيين". وأكد فالس، أنه مهما كانت نتائج الانتخابات الإقليمية، فسيستمر في مهامه كرئيس للحكومة لأنه "ينبغي الاستمرار في إصلاح البلاد وحل المشاكل التي تواجها وفق المهمة التي أوكلها لي رئيس الجمهورية". وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد دعا في مقابلة أجراها مع قراء جريدة "لوبرزيان" الفرنسيين إلى عدم التصويت لصالح حزب مارين لوبان لأنه يحمل أفكارا غير "جمهورية" ولن يأتي بحلول لفرنسا. وإلى ذلك، توالت ردود الفعل إزاء تصريح مانويل فالس، خاصة في صفوف حزب "الجبهة الوطنية". حيث قال فلوريان فليبو، نائب رئيس الجبهة الوطنية "تصريحات فالس تدل على أنه في حالة ذعر، يجب ألا يتحدث بهذا الشكل إلى فرنسيين، مانويل فالس في وضعية حرجة. وإذا كان حزب "الجبهة الوطنية" في الطليعة في 29 مارس والحزب الاشتراكي في الأسفل، فما عليه إلا أن يترك منصبه". رئيس الحكومة الفرنسية استبعد هذا الخيار مشيرا أنه سيشارك في مهرجانات انتخابية لتوعية الفرنسيين بمخاطر التصويت لصالح حزب مارين لوبان.(فرانس 24)