يثير الإعلامي والمنتج وليد الزريبي الجدل كلما قدم كاميرا خفية لرمضان إذ تعرف أعماله في برامج المقالب تنديدا أو استياء من بعض مكونات المجتمع المدني، الضيوف وأحيانا من متابعي العمل في تونس وخارجها على غرار الكاميرا الخفية "شالوم" أو "الملك". ويعتقد وليد الزريبي أنه ينقل مشاغل اجتماعية وتساؤلات فكرية من خلال عمله على سلوكيات وردود أفعال قادرة على كشف الكثير من شخصية التونسي وفي رمضان 2021 اختار الزريبي كاميرا خفية تتماهى مع أزمة عالمية تسببت في مخاطرها جائحة كورونا غير أن هذا الخيار عرف استياء من عدد من المؤسسات منها منظمة الصحة العالمية، التي وجهت عبر مكتبها في تونس رسالة إلى وزير الصحة فوزي المهدي بوقف عرض "أنجلينا 19" بسبب استغلاله لصورتها دون ترخيص فيما طالبت "أنا يقظ" بعدم عرض البرنامج قبل انطلاقه في رمضان الحالي على قناة نسمة. وليد الزريبي في حديثه ل"الصباح" علق على ردود الفعل التي خلفها أحدث برنامج مقالب قام بتنفيذه ويكشف عن غاياته من العمل واتهامه المتجدد بتقليد رامز جلال بعد استعانته بالممثلة الاسبانية لينا ساندس المعروفة بشبيه أنجلينا جولي. *الفكرة انطلقت من آنية "عالمية" وباء كورونا لكن كيف تم وضع التصور العام ل"أنجلينا 19″؟ – كل أفكار البشرية في الفترة الماضية كانت ولازالت تحوم حول هذا الوباء وانصهرت كل الأسئلة السياسية، الاجتماعية، الأمنية، الثقافية والاقتصادية في سؤال وجودي واحد يتعلق بالإنسان ما بعد الوباء .. هكذا بدأت الفكرة، وكان علينا فقط أن نضع تصورا ملائما لهذا الموضوع، قصة نرويها للناس فيها شيء من الواقع وشيء من الخيال، شيء من الحقيقة وشيء من الوهم، شيء من الجدية وشيء من الكوميديا السوداء تليق بهذا الواقع التونسي والعربي على حد السواء، هو ذلك، الذي يشاهده الناس الآن على شاشة التلفزيون. *وهل تعتقد أن برنامج الكاميرا الخفية يمكن أن يكون التصور الأمثل لهذا الكم من الرسائل السياسية والاجتماعية؟ – بخصوص الرسائل، لا ننكر ذلك، هناك تقمّص لأدوار كثيرة، بعضها واضحة وبعضها مشبوهة، تحوم حول هذا الواقع، تبدأ من رأس الهرم "منظمة الصحة العالمية"، هل تقوم بدورها أم تتقمص دورا أوكل لها، مرورا بلوبيات المال والسلطة التي تقود العالم وتحركه كما تريد، وصولا إلى الحكومات، حكومات العالم الثالث التي تئن تحت وطأة هذا الحصار والاحتكار. في تونس مثلا حياة التونسيين رهينة لدى الدول المانحة ومنظمة الصحة العالمية.فليس أسهل من الموت الآن بهذا الوباء .. ثم لا ننكر أن البنية الصحية في تونس ضعيفة جدا ولا تستطيع أن تحافظ على الإنسان. والسؤال هو هل يمكن أن نقول كل هذا ببرنامج مقالب لا أكثر.. أعتقد نعم، والدليل مطالبة منظمة الصحة العالمية بإيقاف بث هذا البرنامج "أنجلينا 19". *منظمة الصحة العالمية و"أنا يقظ" نددت بتصور "أنجلينا 19″، فما هو تعليقك على هذا الرفض من عدد من الهياكل ومكونات المجتمع المدني؟ – "أنا يقظ" قدمت شكوى تطلب إيقاف بث البرنامج، ومتى؟ قبل بثه. ولماذا؟ بسبب البرنامج أم القناة التي تبثه..!! لا أريد الإجابة. وفيما يخص رسالة منظمة الصحة العالمية إلى الحكومة التونسية التي تطلب فيها إيقاف بث البرنامج بحجة أنه يهدم جهودها في هذه الجائحة الكونية..!! لا أعتقد أن أي من هذا حقيقي .. فهناك أفلام كبيرة في هوليوود تتحدث عن لوبيات المال والأدوية التي تقود العالم الجديد، بتواطؤ من قادة منظمة الصحة العالمية وفروعها في كل دول العالم، وخاصة في العالم الثالث، هذه الأفلام صورت كيف أصبح الإنسان فأر تجارب لدى هذه المنظمة، آلاف القتلى في المختبرات وفي الشوارع في دول العالم الثالث لصالح أن يربح هؤلاء.. هذه كلها أفلام أمريكية، فلماذا لم تعترض منظمة الصحة العالمية وتطالب بإيقافها !!؟ *أغلب انتاجاتك في مجال الكاميرا الخفية أثارت الجدل ومنها "أنجلينا 19" فهل تعتقد أنك أصبت في خيارك لرمضان 2021 خاصة ونحن في وضع وبائي متأزم؟ – هي خيارات، قد تصيب وقد تخيب. خيار أن نقول لا للتفاضلية بين إنسان وإنسان، خيار أن نكون ضد دخول هذه التلاقيح في الحقائب الدبلوماسية.. ضد الطبقية في توزيع هذه اللقاحات.. أصل الأشياء أن الموت يساوي بين كل شيء، لكن في تونس انقلبت كل المفاهيم. *وما ردك على اتهام الكاميرا الخفية "أنجلينا 19" بالتأثير سلبا على حملة التلقيح؟ – عزوف المواطن التونسي على التلقيح، ليس بسبب تأثير برنامج الكاميرا الخفية "أنجلينا 19″، وليس خوفا من الموت، نحن نعيشه كل يوم، وإنما بسبب انعدام الثقة في هذه الحكومة، وفي كل الحكومات المتعاقبة .. هناك أزمة ثقة كبيرة بين الناس والمنظومة الحاكمة. هذه أصل الحكاية. *الاستعانة بشبيهة أنجلينا جولي على غرار أحد برامج رامز جلال في رمضان 2015 أليس نوعا من التقليد؟ – كل ما قدمته سابقا أو الآن لا علاقة له برامز جلال، رامز يستهدف جسد ضيوفه، وأنا أستهدف عقولهم.. أنجلينا جولي مع رامز استخدامها كشكل خارجي، أي صورة. وأنا استخدمتها كمضمون داخلي، بمعنى فكرة.