مرت خمسة أشهر على تسلم احد ابرز الشخصيات المثيرة للجدل خلال فترة ما بعد الثورة لمقاليد رئاسة الجمهورية بعد انتخابات اعتبرت حرة ونزيهة وصفق لها كل العالم وحيّا فيها نضج الشعب التونسي واعترف به عضوا جديدا في نادي الشعوب المؤمنة بالديمقراطية والمؤهلة لاكتسابها . اعجاب بتونس لكنه بمفعول محدود زمنيا وفوز مستحق للباجي قايد السبسي علّق عليه العديد امالا كبيرة كي يساهم في عودة الاستقرار والامن ويفتح الملفات العالقة ويعيد تنشيط دواليب الاقتصاد المعطلة ويعيد كذلك الاعتبار للدبلوماسية التونسية التي فقدت الكثير من بريقها . وبين إعجاب العالم وآمال التونسيين حلقة وصل يبدو ان ربطها لم يحكم بالقدر الكافي فمفعول الإعجاب بدأ يزول بمرور الوقت وبفعل إدارة شؤون البلاد بأيادي رخوة الى حد الارتعاش في بعض الاحيان وكذلك بفعل دبلوماسية ينقصها الكثير من الحضور، وفي كل هذا كانت تحركات رئيس الجمهورية محدودة في الزمان والمكان والنتائج ينقصها الجمع بين السياسي والدبلوماسي والاقتصادي وكأن الرئيس ليس من نفس حزب الأغلبية وكأن حكومة الائتلاف يسودها الاختلاف وكأن مركزا القوى في قرطاج والقصبة على تباين... إن انتخاب التونسيين للباجي قايد السبسي هو انتخاب لمن أرادوه أن يرمز للتوحيد لتجنب التفريق، انتخاب لمن ارادوا ان يأتمنوه على البلاد رغم علمهم بمحدودية صلاحياته الدستورية .. لذلك كنا نأمل ان يضع الباجي قايد السبسي يده في عجين خبز التونسيين ان تجمع تنقلاته الى الخارج بين اعضاء ديوانه ووزراء حكومة الصيد والمشرفين على المؤسسات المالية والاقتصادية الكبرى ورجال أعمال الفاعلين .. كنا نأمل ان تكون له كلمته في حسم معضلات على غرار الفسفاط وتململ الجنوب وان ينزل بثقله لحسم مسالة الإضرابات وغيرها.. كنا نأمل كل ذلك لكن " وينو الباجي ؟ "