أعلن مصدر رسمي أردني لوكالة فرانس برس السبت ان السلطات الاردنية وافقت على دفن جثمان وزير الخارجية العراقي الاسبق طارق عزيز الذي توفي في سجنه الجمعة، في اراضي المملكة "لأسباب انسانية" وبناء على رغبة عائلته. وقال المصدر الذي فضل عدم كشف هويته ان "السلطات الاردنية وافقت على طلب من عائلة طارق عزيز لإحضار جثمان السيد طارق الى الاردن لدفنه هنا لأسباب انسانية". وأضاف "الآن يتم مخاطبة السلطات العراقية بعدم ممانعتنا ثم تتخذ اجراءات هناك من قبلهم لتسليم الجثمان لعائلته". من جانبه، قال نجل عزيز زياد المقيم في عمان لفرانس برس "لم يتصل بنا أحد من الحكومة العراقية او السفارة العراقية هنا في عمان لإبلاغنا ان بإمكاننا تسلم جثة والدي او ما اذا كان باستطاعتنا دفنه هنا". وأضاف ان "الجثة تم نقلها من الناصرية الى بغداد بحسب تلفزيون قناة العراقية ولكن لا أحد حتى الآن اتصل بوالدتي المتواجدة حاليا في بغداد لإخبارها ان بإمكانها تسلم الجثة". وتوفي طارق عزيز، الذي أمضى اعوامه الاخيرة في السجن، الجمعة في احد مستشفيات جنوب البلاد حيث نقل اثر تدهور حالته الصحية. وقال عادل عبد الحسين الدخيلي، نائب محافظة ذي قار حيث كان عزيز مسجونا، لوكالة فرانس برس "طارق عزيز توفي في مستشفى الحسين التعليمي في مدينة الناصرية، بعد نقله اليه اثر تدهور حالته الصحية". ولم يحدد الدخيلي السبب المباشر لوفاة عزيز (79 عاما)، الا ان الرجل الذي كان أبرز الوجوه المعروفة في نظام صدام حسين في الخارج، عانى من مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام دقات القلب. وطالبت عائلة عزيز مرارا بالإفراج عنه نظرا للظروف الصعبة التي كان يعانيها في السجن. كما نقلت عن محاميه في العام 2011، طلبه من رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الاسراع في تنفيذ حكم الاعدام الصادر بحقه، بسبب تردي وضعه الصحي. وحكم على عزيز بالإعدام شنقا في أكتوبر 2010، لإدانته "بالقتل العمد وجرائم ضد الانسانية" في قضية "تصفية الأحزاب الدينية". وعزيز المسيحي الوحيد بين الاركان البارزين للنظام السابق، كان الوجه الدبلوماسي الأبرز لصدام حسين لدى الغرب. وعرف الرجل الذي كان يتحدث الانقليزية بطلاقة ويدخن السيجار الكوبي الفاخر، بنظارتيه الكبيرتين ولباسه الانيق. وسلم عزيز نفسه للقوات الأمريكية بعد أقل من شهر على اجتياحها البلاد واسقاط النظام السابق. وشغل عزيز مناصب عدة اذ عين وزيرا للإعلام في سبعينات القرن الماضي، ووزيرا للخارجية في 1983، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء في 1991. (أ ف ب)