حذر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط من إمكانية سيطرة الفرع الليبيّة لتنظيم "داعش" على مناطق أخرى في ليبيا بعد سيطرته الكاملة على مدينة سرت في ظلّ غياب أيّ فصائل تنافسه على السّلطة وذلك وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الليبية بالبيضاء. وأوضح التقرير أنّه في الوقت الذي ركّز فيه البعض على هزيمة تنظيم داعش المتطرّف في درنة شمال شرقيّ ليبيا يبدو أنّ التنظيم كان ينمي أصوله وقدراته ببطء في سرت لينشئ عاصمته الأولى خارج سوريا والعراق . ويذكر أنّ تنظيم داعش ليبيا نشأ في مدينة درنة في العام الماضي وذلك قبل أن يتمدّد التنظيم إلى سرت بعدها بشهور قليلة بسهولة، لأسباب عدّة أبرزها الانشقاقات في تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا الموالي للقاعدة، والتسويات التي توّصل إليها التنظيم مع القبائل المحليّة فضلاً عن انضمام بعض أنصار القذافي في سرت إلى داعش. ورغم فشله في درنة إلاّ أنّ التنظيم بات أكثر تمرّسا في عمليّاته داخل سرت وبات قادرا على السيطرة على مزيد من المناطق وهو يسعى إلى ربط أراضيه في منطقة سرت بمنطقة الجفرة التي تتضمّن حقل المبروك النفطيّ ومدينة ودان. كما يحتاج أيضا إلى دمج المزيد من القبائل التي كانت موالية للقذافي في منطقة فزان جنوبا. ويشير التقرير الخاصّ بالمعهد الذي قلل فيه محللّون آخرون من أهميّة سيطرة تنظيم داعش على سرت، إلى أنّ انحساره في الشرق الليبي يوضح عدم قدرته على مجابهة الجيش، كما أنّ تراجع الدعم الخارجي أثّر على قوّته فلم يعد أمام التنظيم في ليبيا سوى مدينة سرت التي تخلو من أيّ تحدٍّ حقيقيّ لسيطرة داعش. يذكر أن "الصباح نيوز" كانت قد نشرت في مقالات سابقة أن التنظيم الارهابي على منطقة الجفرة التي تعتبر جغرافيا قلب ليبيا وتربط الشرق الليبي بغربه وشماله بجنوبه.