قال مصدران أمنيان، اليوم الأحد، إن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أقال رئيس جهاز المخابرات العسكرية محمد مدين "الجنرال توفيق"، بعد 26 عاما من شغله المنصب، في أحدث خطوة لكبح جماح نفوذ مدين على الساحة السياسية. وعُرف الجنرال "توفيق" وعمره 76 سنة، بأنه "صانع الرؤساء" منذ سنة 1990 من خلف الكواليس، ويلقبه كثيرون باسم "رب الجزائر" بعدما قاد دائرة المخابرات العسكرية لعدة سنوات وجعلها من أقوى أجهزة الاستخبارات في العالم. وعين بوتفليقة بصفته وزير الدفاع الوطني والقائد الأعلى للقوات المسلحة، الجنرال بشير طرطاق قائداً جديداً لسلك المخابرات، وهو واحد من أبرز المسؤولين الذين تبوؤوا مناصب المسؤولية في الاستخبارات الجزائرية خلال العقدين الأخيرين، وعُرف بخبرته في مكافحة الإرهاب الذي ضرب الجزائر خلال عشرية الدم والدموع. وخاض بوتفليقة منذ سنوات صراعاً طويلاً مع الفريق محمد مدين، الذي لم يسبق أن تعرف الرأي العام ولا وسائل الإعلام على صورته إلا تلك الصورة الرمادية وهو يرتدي نظارته. وانفردت صحيفة "النهار" المقربة من السلطة في الجزائر، بنشر صورة "الجنرال توفيق" واقفاً أمام أيد متشابكة في وضع يرغب في "التصافح"، وعدت الصورة دليلاً على قرب نهاية مسؤولية "صانع رؤساء الجزائر" في أقوى أجهزة الاستخبارات بشمال إفريقيا. ورفض مدير مكتب الرئاسة أحمد أويحي في مؤتمر صحفي، السبت، الحديث عن وجود صراع بين بوتفليقة ومدير المخابرات العسكرية، مفيداً أن التغييرات التي باشرها رئيس الجمهورية في قيادة المخابرات والجيش هي من صلاحياته وحده. وقبل يومين، أقال الرئيس بوتفليقة القائد العام لسلاح الدرك الوطني الفريق أحمد بوسطيلة، وعين بدله اللواء نوبة مناد في تغيير مفاجئ لكن جاء ليضخ دماء جديدة في هذا الجهاز الأمني بحسب تصريحات أدلى بها، الأحد، الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع لدى تنصيبه الجنرال نوبة مناد.(وكالات)
