أكد وزير الدفاع فرحات الحرشاني، أن أعضاء مبادرة 5 زائد 5 لوزراء الدفاع، أجمعوا على أن "الحلول العسكرية ليس لها مستقبل في مواجهة التحديات والمشاكل الأمنية في ليبيا"، وأن "الحل الوحيد يكمن في ايجاد حل سياسي يقوم على تركيز حكومة واحدة تمثل الشعب الليبي". وشدد الحرشاني، خلال ندوة صحفية انعقدت اليوم الخميس بضاحية قمرت، في ختام الدورة العاشرة لاجتماع مجلس وزراء دفاع مبادرة 5 زائد 5 ، على "أن الإٍرهاب ينمو أكثر في ظل غياب دولة وسلطة واحدة" مبينا أنه رغم أهمية الجهود المبذولة، فإن الوضع في ليبيا مازال "مقلقا" وفق تقديره. وقال في هذا الصدد "نحن واعون بالأخطار والتحديات المستقبلية، خاصة مع وجود عدد لا يستهان به من التونسيين في بؤر التوتر وبامكانهم السفر إلى ليبيا هروبا من سوريا والعراق بسبب ما تتلقهاه المجموعات الإرهابية هناك من ضربات عسكرية". وأفاد بأن مواجهة هذه التهديدات مرتبط بمدى استقرار الأوضاع في ليبيا حيث سيضطر التونسيون المنتمون الى جماعات إرهابية إلى العودة إلى بلدهم، مشيرا إلى وجود خطة عسكرية أمنية في تونس بالتنسيق مع الوزارات المعنية، لمتابعة العائدين من بؤر التوتر وتطبيق قانون مكافحة الإرهاب في شأنهم، وتوفير الإحاطة الأمنية أو الإحاطة النفسية والإجتماعية، لمن لم يتورط في ارتكاب جرائم ارهابية. وبخصوص التعاون مع الجزائر، صرح الحرشاني بان "البلدين يعملان في تنسيق كبير خاصة على المستوى الاستعلاماتي" مشيرا إلى وجود تنسيق يومي بين الدرك الجزائري والحرس الوطني التونسي، بما يساهم في التخفيف من وطأة الإرهاب والتهريب على الحدود بين البلدين. وأبرز ضرورة الانطلاق من قراءة صحيحة لظاهرة الإرهاب قصد إيجاد حلول ملائمة لها، معتبرا أن العديد من القراءات التي قامت بها المجموعة الدولية في السابق "لم تكن صحيحة في بعض الأحيان" حسب تعبيره، وهو ما أدى إلى تنامي هذه الظاهرة لا في تونس فقط بل في العالم بأسره. من جهته ثمن نائب وزير الدفاع الوطني الجزائري محمد زناخري، في كلمته بمناسبة تسلم بلاده رئاسة الدورة القادمة لمجلس وزراء دفاع مبادرة 5 زائد 5 ، قدرة تونس خلال ترؤسها الدورة 11 للمبادرة على تحقيق نسبة 75 بالمائة مما تعهدت به، "في وقت يصعب فيه التركيز على أمور أخرى الى جانب الحفاظ على الأمن الوطني"، حسب تعبيره. وأضاف قوله "هناك وعي مشترك بأن مواجهة كل تهديد شامل يفرض تعاونا شاملا"، مشيرا إلى وجود توافق في وجهات النظر بخصوص القضية الليبية، ودعم مقترح المنتظم الأممي القائم على تركيز حكومة وحدة وطنية. وفي رده على سؤال بخصوص موقفه من لقاء الفرقاء الليبيين الذي جرى مؤخرا في تونس، بعد أيام من انعقاد اجتماع لدول جوار ليبيا بالجزائر أعرب زناخري عن ترحيبه بكل مبادرة يمكن أن تساهم في تحقيق الإستقرار في ليبيا وتهدئة الوضع فيها. يذكر أن لجنة مبادرة خمسة زائد خمسة، تتكون من ممثلين اثنين عن كل بلد عضو، وتعقد بصفة دورية مرتين في السنة، إلى جانب اجتماع سنوي لوزار دفاع المبادرة يعقد بالبلد الذي يترأس الدورة. وكانت الدورة الاولى لهذه المبادرة انطلقت سنة 2003 ، وهي تهدف إلى إرساء تعاون ميداني ومتعدد الأطراف في المسائل الامنية ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الخبرات والمعارف وتتمثل ميادين التعاون اساسا في المراقبة البحرية للحوض الغربي للبحر الابيض المتوسط، ومساهمة القوات المسلحة في حماية المدنيين عند حدوث كوارث كبرى الى جانب الامن الجوي والتكوين والبحث.