قال وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني، إن "معالجة ظاهرة الارهاب وغيرها من الظواهر الاجتماعية لا تستوجب الحل الامني والعسكري والتراتيب الحمائية فقط، بل تحتم ايجاد حلول انجع تكون الديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية محورها الاساسي". وأفاد الحرشاني، في افتتاح القمة الاستثنائية لوزراء الدفاع لمبادرة "5 زائد 5 دفاع" المنعقدة اليوم الثلاثاء بالضاحية الشمالية للعاصمة، بان التحديات الامنية في غرب حوض المتوسط، تستوجب مقاربة تتجاوز المفهوم الظرفي والامني لتشمل البعد التنموي بمختلف ابعاده الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية والدينية والحضارية. وأكد في السياق ذاته، ان وزارء الدفاع لمبادرة "5 زائد 5 دفاع"، اجمعوا على ان الحوار السياسي ونزع السلاح في ليبيا "هما السبيلين الكفيلين بحقن الدماء"، مبينا ان هذا الحل يحظى باجماع المجموعة الدولية وهو الانجع لاعادة الامن والاستقرار في المنطقة، وعلى الصعيدين الاقليمي والدولي. وأكد الوزير، اهمية هذا الاجتماع الذي ينعقد في مرحلة دقيقة مليئة بالتحديات الامنية في الحوض الغربي للبحر الابيض المتوسط، خاصة مع بروز تنظيمات ارهابية خاصة منها ما يسمى ب "تنظيم الدولة الاسلامية" الذي يشكل خطرا حقيقيا على امن المنطقة المغاربية والعربية وحوض المتوسط. وابرز ضرورة ارساء تعاون مؤسساتي بين الضفتين الشمالية والجنوبية من اجل تنمية مستديمة، باعتبار ان حوض المتوسط يعد فضاء استراتيجيا يستوجب تعزيز امنه واستقراره على اساس احترام القيم المشتركة للديمقراطية ودولة القانون والمؤسسات واحترام حقوق الانسان. وشدد الحرشاني على ان تونس اليوم، اكثر اصرارا على مكافحة الارهاب بالتنسيق مع قوات الامن الداخلي، في اطار استراتيجية تم وضعها للغرض، وذلك بحكم وعيها العميق بخطر هذه الظاهرة، مؤكدا حرص تونس على احكام التنسيق وتبادل المعلومات مع بلدان الجوار حول التحركات المشبوهة، من خلال اعطاء دفع جديد للتعاون مع البلدان الاعضاء في مجالات التكوين والانشطة العسكرية ومراقبة الحدود ومجابهة الهجرة غير الشرعية. واكد ان تونس لن تدخر جهدا لدعم مجهودات المجموعة الدولية في مكافحة الارهاب، في اطار انشطة الهياكل والمنظمات والهيئات الدولية، من خلال المساهمة في ترسيخ القيم الكونية المشتركة في مجال حقوق الانسان والحريات واشاعة قيم الديمقراطية، وعبر المصادقة على المعاهدات الدولية ذات العلاقة. وتعد هذه الدورة الاستثنائية التي يشارك فيها وزراء الدفاع لمبادرة "5 زائد 5 دفاع" وتجمع دول شمال وجنوب المتوسط، فرصة لاستعراض الوضع الامني الراهن في غرب حوض المتوسط، وتبادل الاراء بشان القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى وجه الخصوص الارهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وانتشار الاسلحة وغيرها من الظواهر الاجتماعية. يذكر ان مبادرة "5 زائد5 دفاع" التي تترأسها تونس سنة 2015 تهدف الى ارساء تعاون متعدد الاطراف وميداني في المسائل الامنية ذات الاهتمام المشترك، وتبادل الخبرات والمعارف. وتشمل ميادين التعاون، المراقبة البحرية للحوض الغربي للبحر الابيض المتوسط، ومساهمة القوات المسلحة في حماية المدنيين عند حدوث كوراث كبرى، الى جانب الامن الجوي والتكوين والبحث.(وات)