في يوم واحد اعلن محسن مرزوق والمنصف المرزوقي عن ولادة حزبين سياسيين جديدين عجّلا بولادتهما اخطاء قيادات حزب حركة نداء تونس الذي وان انطلق كبيرا فانه بدأ يصغر شيئا فشيئا. فحراك شعب المواطنيين الذي ولد بعملية قيصرية مستعجلة في محاولة كانت يائسة لقطع الطريق امام نداء تونس استعاد الامل في هزم حزب ساكن قرطاج الذي اخرج لمريديه زعيمهم من القصر قهرا كما يتصور صانعو الحراك وكما عللوا بذلك قضاياهمالمرفوعة بتهمة تزييف الانتخابات.وها هو يعلن عن ميلاد حزب تونس الارادة. ولاعتقاد محسن مرزوق ومن معه ان حركة نداء تونس اضحت تتحرك عكس عقارب الساعة وهي بذلك تهدم ما بنوه لذلك اختاروا الانسحاب واعادة البناء ( على وزن نداء) بناء تونس كاسم لحزبهم الجديد املين في سحب البساط من تحت اقدام من تبقى بالحزب بافتكاك شبيبتهم ونسائهم اللذان كانا وراء فوز الباجي قايد السبسي بكرسي الرئاسة. وغير بعيد عن الطرفين يعمل في صمت " مريب " مهدي جمعة لتجميع اكثر ما يمكن من كفاءات وطنية وقدرات اقتصادية حول مشروعه الجديد الذي سيكون متعدد الاذرع لكن براس واحد حدد مسبقا وجهة رجليه فجمعة وان يبدو غير مستعجل وحذرا اكثر من اللزوم فانه يعتقد انه يعلم من اين تأكل الكتف ( هذا ان تبقى لتونس كتف(. يحدث كل هذا سنة واحدة بعد ان عاشت تونس على وقع انتخابات حرة ونزيهة كما يشهد بذلك العالم شارك فيها الاطراف الثلاثة بكل جهدهم لانجاحها فمرزوق ادار حملة الرئيس الباجي قايد السبسي والحملة التشريعية للنداء والمرزوقي كان فاعلا رئيسيا في رئاسية2014 ومنافسا شرسا الى حدود المتر الاخير رغم هزيمة حزبه في التشريعية اما مهدي جمعة فكان الضامن لسير تلك الانتخابات في ظروف طبيعية. فلِم كل هذا التعجل وسنوات اربعة تفصلنا نظريا عن الانتخابات القادمة ، هل هو استقراء لهزة سياسية ما ستقع وتعيد التونسيين الىمراكز الاقتراع قبل الاوان ام هو اقتناع ان مهمة حركة نداء تونس انتهت بازاحة النهضة وايصال الباجي قايد السبسي لقرطاج وانهائل لتفتت وشيك قاعديا وبرلمانيا ..تفتت يستوجب ملء الفراغ المحدث في المشهد السياسي قد لا تتوفر الاجوبة الان لكن المؤكد ان الساحة السياسية تستعد لاستقطاب انماط جيدة من السياسيين بتقنيات تعاطي وخطاب جديدة وان الفرجة حتما ستكون مضمونة ، وفي الانتظار ستظل تونس تئن.