عادت في الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم الخميس، بطاحات جزيرة جربة إلى العمل، لتستأنف بذلك حركة العبور من وإلى جزيرة جربة عبر هذه البطاحات بنسق طبيعي، بعد أن توقفت منذ منتصف الليل وطيلة الحصة الصباحية. وجاء استئناف حركة البطاحات في أعقاب اتفاق بين الجامعة العامة للأشغال العمومية والإسكان والبيئة، ووزير التجهيز والإسكان، وجهود والي مدنين مع المكتب التنفيذي الجهوي لاتحاد الشغل، من أجل تأجيل الإضراب المزمع تنفيذه اليوم وغدا. ووفق بلاغ لنقابة أعوان البطاحات، تحصلت "وات" على نسخة منه، فإن تأجيل الإضراب أتى نتاج ما أبداه وزير التجهيز من تفهم لمطالب المضربين، وتأكيده على مواصلة المساعي لدى رئاسة الحكومة، وعلى الاستعداد لتحسين وضعيات العاملين المهنية والاجتماعية. وبدت الحركة عبر البطاحات ضعيفة مع بداية استئناف العمل، غير أنها مرشحة لارتفاع نسقها في الساعات المقبلة، خاصة وأن هذه الفترة تمثل ذروة العمل بالبطاحات لتزامنها مع العطلة المدرسية ومع احتفالات راس السنة، سيما وان جربة تمثل وجهة العديد من التونسيين، إلى جانب تزامنها مع موسم جني الزيتون، إذ أن الكثيرين من أهل جربة يمتلكون ضيعات فلاحية خارج الجزيرة يتجهون لها عبر البطاح. وحسب رئيس مصلحة البطاحات، أحمد السالمي، فإن هذه الفترة تعد ذروة العمل، إذ تصل حركة البطاحات إلى 80 رحلة بين ذهاب وإياب تؤمن فيها نقل 3 آلاف عربة، أي معدل مائتي شخص في السفرة الواحدة. وكان أعوان بطاحات جزيرة جربة دخلوا في إضراب بيومين بدعوة من الجامعة العامة للأشغال العمومية والإسكان والبيئة، على خلفية ما وصفته النقابة الأساسية للبطاحات ب»تنكر وزارة التجهيز والإسكان إلى اتفاقات سابقة تشمل مطالب مهنية واجتماعية وفق جمال يحيى، كاتب عام النقابة. وخلفت هذه الوضعية التي أدت الى توقف حركة البطاحات وبذلك حركة المسافرين بسبب الإضراب، تحركات جدية ومفاوضات ماراطونية بين الإدارة والمهنة منذ يوم أمس، غير أنها لم تفض إلى نتيجة تذكر، ما دفع الإدارة إلى الإتجاه نحو عملية التسخير لتأمين تواصل حركة البطاحات. وأوضح كاتب عام النقابة أن "تزامن الإضراب مع هذه الفترة لم يكن مقصودا، وإنما جاء صدفة"، على حد قوله، مضيفا أن "الإضراب ليس هدفا في حد ذاته، بل وسيلة تم الاضطرار الى اعتمادها بسبب تعنت الوزارة وتنكرها للاتفاقات".