رغم مرور أكثر من سنة على تواجده بتونس فان يوسف المصري المدير العام لاوريدو منذ نهاية السنة المنقضية ومديرها للعمليات منذ غرة فيفري 2015 فضّل العمل في صمت ..ليس لأنه قليل التواصل إذ يشهد له الجميع قدرته البارعة على ربط العلاقات وتلطيف الأجواء بل لأنه اختار أن يعمل في صمت ليكون لقاؤنا به أول حديث يجريه للصحافة الوطنية تحدث خلاله بكل صراحة عن برامج المشغل وخططه المستقبلية وعن الاستعداد لخدمة الجيل الرابع المثيرة ..وعن استثمارات المشغل في تونس. استلمتم مهام الإدارة العامة نهاية السنة المنقضية في ظرف شبه خاص يستعد فيه المشغّل كما بقية المشغلين إلى خوض مناقصة الجيل الرابع .. فماذا برمجتم على المدى القريب استعدادا لهذا الحدث الهام ؟ يأتي تسلمي لمهامي الجديدة بعد أن أدرت لمدة سنة تقريبا إدارة العمليات بالمشغّل بغاية تطوير تموقع المشغّل كرائد في السوق التونسية. ومن ابرز أهدافنا القريبة استكمال الانتقال إلى خدمات الجيل الرابع بنجاح. ولقد أتممنا الإجراءات التقنية والإدارية وقمنا بالمشاركةفي طلب العروض الخاص بخدمة الجيل الرابع للاتصالات، كما انطلقنا منذ سبتمبر الفارط في الاختبارات الأولى لهذه الخدمات بتونسوالتي تمت بنجاح بعد أن وضعنا مهارات تونسية مؤهلة للعمل على هذه التقنية وقمنا بتدريبهم من اجل إنجاح هذا الإطلاق.وقد كشفت نتائج أشغالنا تحقيق سرعة تدفق لتحميل البيانات وصلت إلى 69 ميغابايت في الثانية ..وبالتوازي نحن نعمل على توفير التغطية لمختلف أنحاء الجمهورية وقد شملت إلى حدود اليوم 13 ولاية. ومتى يبدأ التسويق ؟ من المتوقع أن يتم ذلك خلال مارس القادم وستتفاجأون بجودة الخدمة الجديدة. وماذا عن الأسعار المنتظرة لتسويق الخدمة الجديدة ؟ كما عودنا حرفاءنا، سنقدم لهم خدمات عالية الجودة وبأسعار تفاضلية علما أننا قمنا بعديد الاستثمارات المكلفة منها إنفاق 155 مليون دينار تونسي لاقتناء التراخيص إلى جانب الكلفة العالية لانجاز البنية التحتية المخصصة للمشروع لكن أوريدو تحقق مرابيح جيدة ؟ صحيح لكن مجلس الإدارة قرر أن تظل جل أرباح الشركة لسنة 2015 في تونس وان تستثمر في خدمات الجيل الرابع وسيتواصل النسج على نفس المنوال خلال السنوات التي تلي لأننا سنواصل الاستثمار إذ نخطط إلى استثمار 200 مليون دينار سنويا بالنسبة للثلاث سنوات المقبلة وذلك لمزيد تطوير خدماتنا...علما أن كلفة استثماراتنا في الجيل الرابع وحدها هي ضعف كلفة اقتناء اللزمة ..علاوة على انه ولتحقيق ما وصلنا إليه اليومفقد استثمرنا ما يقارب المليار دينار خلال السنوات الخمس الماضية في مختلف أوجه قطاع الاتصالات. وتجدر الإشارة كذلك إلى إن أوريدو قامت منذ سنة 2012 باقتناء رخصة استغلال خدمات الهاتف القار بمبلغ ارتفع إلى 20 مليون دينار وذلك إيمانا منا بأهمية التدفق العالي القار في خدمة التنمية خاصة بالمناطق الداخلية على اعتبار دورها في دعم الاقتصاد التونسي. وسنواصل نفس التوجه بالنسبة لخدمات الجيل الرابع فهذه التقنية تمثل نقلة هامة في مجال تطوير الاتصالات في تونس. ونحن نريد توفير تغطية واسعة لتلبية تطلعات حرفائنا في مختلف أنحاء البلاد. لكن هل يعني هذا أن خدمات الجيلين الثاني والثالث سيتم التغاضي عنها لحث المشتركين على الالتحاق بخدمة الجيل الرابع؟ لا غير صحيح ..نحن ساعون لتقديم خدمة جيدة والدليل أن الهيئة الوطنية للاتصالات صنفتجودة خدمات الهاتف الرقمي الجوال من الجيلين الثاني والثالث لأوريدو في المرتبة الأولى بتونس الكبرى. ويمثل هذا الانجاز ثمرة تعاوننا مع مؤسسة «نوكيا ناتوورك». لقد سجلنا أعلى جودة خدمات للجيلين الثاني والثالث وتمكنا من تقديم خدمات المكالمات الصوتية عبر الانترنت بنجاح، حيث وصلت نسبة نجاح إجراء المكالمات الصوتية للجيل الثاني إلى 99 % دون انقطاع طوال دقيقتين، كما وفرنا خدمات بيانات عالية السرعة مقارنة ببقيّة المشغّلين.وبالإضافة إلى ذلك، فقد سجلنا أفضل جودة لمشاهدة الفيديو، وأفضل معدّل لتحميل أو إرسال البيانات في الثانية، إذ بلغ معدّل سرعة التحميل في الولايات الأربع 7919 كيلو بايت في الثانية. سؤال يطرح نفسه .. متى سيتمكّن التونسي من امتلاك رقم هاتفه الجوال الخاص واستخدامه مع أي مشغل كما هو متوفر في الخارج ؟ نحن ساعون للإعداد لذلك تقنيا لكن ما يمكن أن أؤكده أن الإعلان عن ذلك سيكون متزامنا مع فتح الباب لخدمة الهاتف القار صحيح أنكم قدمتم خدمات جيدة في مجال نشاطكم لكن ماذا قدمتم من خدمات اجتماعية للتونسي عموما وللشباب خصوصا؟ أولا أريد أن أؤكد أن مؤسستنا التي تشغل 1700 موظف تعتمد على الطاقات التونسية عموما وعلى الشباب التونسي خصوصا بنسبة 99.99 بالمائة وباستثناء شخصي وأجنبي آخر فكل العاملين بالمؤسسة هم من التونسيين ..ونحن ساعون إلى خلق المزيد من فرص التشغيل تشمل اكبر عدد ممكن من الشباب سواء من خلال افتتاح فروع جديدة أو التشجيع على بعث المشاريع الخاصة. وقد تمكنا في هذا المضمار من توظيف قرابة 1800 إطار شاب. علما انه في سنة 2015 قمنا بفتح 30 فرعا من مجموع 109 محل و1150 نقطة بيع في مختلف أنحاء الجمهورية. كما تم إنشاء 12 مشروعا جديدا بفضل برنامج انطلاق الذي تساهم فيه مؤسستنا. وبالتوازي تنظم أوريدو عددا من الأنشطة الرياضية على غرار نوادي "فوت جونيور" للبراعم وأنشطة تخص كرة السلة "Ooredoo Street Basket" والرياضات الشاطئية "Ooredoo Beach Soccer" و"Oordoo Volley Beach" وكذلك "Juventus SoccerSchool " والتي تهدف إلى صنع الحدث وتوفير فرصة للجهات التي لا تتوفر على وسائل للترفيه للخروج عن النسق الاعتيادي الخالي من المستجدات ومنح الفرصة للشباب للتعبير والمشاركة والتعارف بإقامة المنافسات في الولايات الداخلية. كما أطلقت Ooredooمنافسات Act with Ooredooالتي تهدف إلى اختيار أحسن مشروع جمعياتي وخيري بتشجيع المبادرات الجديدة من نوعها. هذا إلى جانب دعمها لعديد المشاريع الأخرى التي تسعى إلى دعم المساواة في الفرص في عديد المجالات: تكنولوجيا، فن، تعليم وعمل... يوسف المصري أنت أول عربي يحظى بمنصب مدير عام للمشغل الخاص الأكبر في تونس ..وأنت لبناني الجنسية لكنك رجل متعدد الاقامات إذ انك عملت بعدة دول ..فكيف تقيمون تجربتكم التونسية؟ إحقاقا للحق إني عرفت تونس صدفة في مهمة عمل ومنذ سنين وأنا مواظب على زيارتها والإقامة بفنادقها للسياحة، لأني وبكل صراحة افتتنت بها إلى النخاع ...وكلما قادتني طبيعة عملي اليوم إلى مدينة إلا وعدت احمل انطباعات جيدة عنها فأنا ولهان بالحمامات ومعجب بسوسة وصفاقس وارتاد سيدي بوسعيد وأحب باب الجزيرة وباب سويقة وعصافير شارع بورقيبة واعشق الأكلات التونسية ..وأصاب بالإحباط كلما فكرت أني سأغادرها يوما ..فالتونسيون شعب متميز ومتأكد أنّ القادم أفضل بكثير فتونس بلد يستحق كل الخير.
