صرح المتهم (ف.م) الذي شملته التحقيقات في قضية اقتحام منزل وزير الداخلية الأسبق لطفي بن جدو أنه اثر اندلاع الثورة أصبح يتبنى الفكر السلفي الجهادي ويتردد على مسجدي الإيمان والأنوار وكثيرا ما كان يحضر الدروس الدينية التي يلقيها شخص تابع لجماعة الدعوة والتبليغ. وبخصوص عملية اقتحام منزل الوزير الأسبق بن جدو فقد ورد في اعترافاته أنه قبل العملية بشهر واحد التقى عنصرين وتجاذب معهما أطراف الحديث فاقترحا عليه رصد محيط منزل وزير الداخلية في تلك الفترة غير أنه تعذر عليه القيام بذلك لأنه سلفي وشقيقه متحصن بالفرار مع الجماعات الإرهابية بجبل الشعانبي فتكفل بالمهمة شخص آخر وقد كلف بمراقبة المنزل ابتداء من صلاة المغرب حتى منتصف الليل ورصد تحركات أعوان الأمن وعددهم وتوقيت التعويض والأسلحة المستعملة في عملهم. الرصد منذ تكليفه بالمهمة بات المدعو (ب.ع) يلتقي (ف.م) بجامع الإيمان ليخبره عن نتائج رصد الهدف المذكور فيتكفل بدوره بإيصال تلك المعلومات إلى عنصرين يوصلانها بدورهما إلى الإرهابي محمد صالح الذيبي المتحصن بجبال القصرين مع بقية العناصر الإرهابية. وورد في اعترافات المتهم المذكور أن العنصر المكلف بالرصد كان يجلس كل يوم بمقهى قبالة المنزل وأخبره عن جميع تحركات الأعوان المكلفين بالحراسة وعددهم خمسة يجتمعون بالمستودع التابع للمنزل وأعلمه أنه ومن خلال مراقبته لهم استنتج أنهم غير مستعدين لأي رد فعل على أي هجوم مفاجئ لأنهم لا يحملون أسلحتهم ويتركونها داخل المستودع كما أعلمه أن هناك دورية قارة تضم عونين داخل سيارة إدارية متواجدة يوميا خلف المنزل كما نبهه من تجنب الجهة الخلفية للمنزل عند الهجوم للتأهب الدائم للعونين المذكورين ونصحه بالهجوم من الجهة الأمامية مضيفا أن السلاح الذي يحمله الأعوان نوع اشطاير. وعن موقع المنزل وطبيعة معماره فأخبره العنصر المكلف بالرصد أنه محاط بسور قصير وأن منطقة الحرس الوطني قريبة منه والتي يبيت فيها عون واحد يغلق عادة الأبواب على نفسه فأوصل كل تلك المعلومات إلى عنصرين إرهابيين التقاهما بالسوق البلدي بالقصرين. لقمان والهجوم وورد في اعترافات المتهم المذكور أنه ورد عليه أمر من الجماعات الإرهابية بالجبل قبل تنفيذ الهجوم بثلاثة أيام بالكف عن الرصد وإعلام العنصر المكلف بالرصد بالانسحاب من موقعه، وقال إنه خلال الليلة الفاصلة بين 27 و28 ماي 2014 أي خلال الليلة الموافقة لاستهداف مقر إقامة لطفي بن جدو أخبره العنصر الذي تكفل بمهمة الرصد أن العملية تمت بنجاح وعبر له عن سعادته الكبيرة بذلك وأخبره أن العناصر الإرهابية التي نفذت الهجوم وغادرت المكان وكان الإرهابي الجزائري لقمان أبو صخر في الصفوف الأمامية. الصباح بتاريخ 6 مارس 2016