قال مازن الشريف، الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية، إن التعاون الأمني الفعال بين الجزائر وبلاده، تأخر بعد أن كان الرئيس قايد باجي السبسي يتحرك عبر المحور الخليجي. وانتقد مازن الشريف، تعاطي السلطات التونسية مع العائدين من بؤر التوتر في ليبيا وتونس والعراق، عقب التحاق العديد منهم بتنظيمات إرهابية بالأراضي الليبية، ومسؤوليتهم عن أعمال دموية في البلاد، وقال إنه من المهم أن تبدأ من التقييم، لكن تقييم المشكل خاطئ في بعض جوانبه، فعلى الصعيد العام بعض الآباء هم من دفعوا بأبنائهم لتفجير أنفسهم في مواقع التوتر، محذرا من خطورة وضعهم في السجون، ودعا إلى أن تكون المراقبة صارمة، "فنحن نعلم أن وضعهم مع من يحملون الفكر ذاته يكون تدميريا عندما يتم التواصل فيما بينهم". أما فيما يتعلق بعودة "دواعش" غربيون إلى بلدانهم عقب هجمات بروكسل وباريس، فقال الخبير الأمني التونسي، إن الدول الغربية تجني سياستها الخاطئة، فقبل سنوات تركت بعض أئمة المساجد وكانوا معروفين، ينشرون أفكار متشددة، مشيرا إلى خطأ رعاية حكومات غربية وتسفيرها دواعش إلى سوريا من أجل إسقاط نظام الأسد، لاعتقادها أن الأمر لن يكلف أكثر من أيام ، لكن بعد مرور سنوات تحصد نتائج سياستها الاستشرافية الخاطئة، وأنهم يجنون خيباتهم على شعوبهم. وتوقع الشريف، أن تشهد أوروبا عمليات غير مسبوقة، ولعل تصريحات نتانياهو، حول تحويل إسرائيل إلى المنطقة الآمنة في العالم ليهود أوروبا، تؤكد أن ما قد يعترض اوروبا مخيف. وفيما يخص التعاون بين دول الجوار على حل الأزمة الليبية، وامتصاص مخاطر عودة آلاف الإرهابيين إلى بلادهم، نبه الخبير إلى التعاون بين الجزائروتونس، وقال أن التعاون الفعال بين البلدين تأخر فالرئيس الباجي السبسي كان يتحرك عبر المحور الخليجي فيما سبق، لكنه استدرك ذلك مؤخرا، وأراد تدارك أخطاءه في التوجه نحو التعاون مع الجزائر رغم أهمية البلد من حيث الجوار. وتابع المتحدث أن غياب فكرة إقدام دول الجوار الليبي على خطوة التدخل العسكري خطأ من الأساس، لأن تونسوالجزائر تركتا الغرب ينوب عنهما في ذلك، إذ أن التدخل العسكري بالتفاهم مع القبائل الليبية يبقى محمودا أكثر من الخطوة العسكرية الغربية، "ولما نقول إن داعش في سرت فذلك يعني أنهم داخل البلاد، فهي منطقة استراتيجية لا تبعد كثير عن البلدين، فضلا عن التهديدات القادمة من بوكوحرام بالنيجر، والجماعات الإرهابية بشمال مالي، بل الأولى كان على الجامعة العربية ودول الجوار الليبي أن تدفع إلى اقتناص قررا أممي تحت غطاء الأممالمتحدة للقيام بالتدخل العسكري ضد "داعش"، وأوضح أن تونس مثلا اتخذت خطوات كبناء جدار ترابي عازل، لكن لم يصد تحركات الإرهابيين وتمكنوا من التسلل من خلاله (الفجر الجزائرية )