اكد أحمد قذاف الدم، دعمه لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج، بنيل هذا الأخير ثقة برلمان طبرق، واتهم قذاف الدم في حواره مع الشروق حكام ليبيا بعد "الثورة" بتنفيذ مجازر في حق الليبيين أكثر فظاعة مما حصل خلال حكم القذافي، ويُبدي المتحدث ارتياحا بالغا للدور الجزائري حيال الأزمة الليبية. ما مواقف من المجلس الرئاسي الذي يقوده فائز السراج؟ ما يقبل به الليبيون سنقبل به، ولكن أرى أن هنالك تشاؤما، والبعض رفض المجلس الرئاسي الذي يقوده السيد فائز السراج، ولا أرى توافقا اتجاهه، فقد اعترض رئيس البرلمان عليه، وهذا الاعتراض لاقى صدى في الشارع الليبي، ورأي رئيس البرلمان يجب أن يُحترم، وعندها لكل حادث حديث. لكن أن تحظى هذه الحكومة ببعض الوفاق، أفضل من حالة اللاوفاق والأخطر منه التمدد الكبير للتنظيمات الإرهابية؟ الآن يجب أن نتساءل: هل الحكومة وبغضّ النظر عن الأسماء المشكَّلة، لها، هل هم قادرون على إقامة وتحقيق الاستقرار وحدة الليبيين وطموحاتهم؟ أنا لا أعتقد أن أحدا من الليبيين سيعترض على الحكومة إن استطاعت تحقيق الأمن والسلم لهم، لكن الكثير من الليبيين يشككون في قدرة الحكومة، لان هنالك معارضة كبيرة لها، في الداخل الليبي، وإذا لم يحظوا بدعم البرلمان، فمن الصعب أن يحققوا أي تقدم. هل أنت مستعدّ لتقديم الدعم والمساعدة لفائز السراج وحكومته؟ إذا اعترف البرلمان بالسراج، فإن إرادتي من إرادة البرلمان الليبي، لان هذا البرلمان نال اعترافا دوليا، ورغم أننا لسنا طرفا في هذا البرلمان، ولكن من أجل استقرار ليبيا ودعمها وحقن دماء الشعب الليبي، سنرضى ونوافق بكل ما يرضى ويوافق عليه البرلمان. حكومة الوفاق حظيت بدعم إقليمي من الجزائرتونس مصر وحتى من الغرب، هل هو عامل ايجابي لها في نظركم؟ هذه الدول تنتصر لإرادة مجلس الأمن، الذي قرر أيّ حكومة تقود ليبيا في مكان الشعب الليبي، ومن يرفض تطاله العقوبات، والأكيد أن الجميع يخاف العقوبات، ولهذا سيتمّ قبول هذه الحكومة وفق هذه الحالة. ما هي مخرجات الأزمة الليبية وماذا تقترحون؟ أرى الحل في أن يجلس الليبيون جميعا، تحت راية بيضاء وسلام، يحضرها الليبيون ويقرّون من خلالها حكومة محايدة ليست تابعة لأي طرف، نحن مع حكومة يقودها الليبيون الأخيار وهم كثيرون، تتم بموافقة قوات المسلحة والشرطة والمهجّرين في الخارج وهم بالآلاف، ونفس الحال مع السجناء. هذه الحكومة مدعوة للإشراف على انتخابات عامة تحت رعية أممية، وعدا ذلك فهو تكرار للخطأ، لا يمكن فرض شيءٍ بالقوة، أو التهديد، أو بالأساطيل، هذا لن يوصلنا إلى أيّ شيء، وأنا أخشى أن تحصل مواجهاتٌ بين جموع الليبيين، وهذا شيء مؤسف ومؤلم، نحن عانينا كثيرا بعد التدخل الغربي، والآن اعتقد أن الليبيين أحسّوا بما جرى، ويطمحون لاستتباب الأمن والاستقرار. على ذكر السجناء، هل إطلاق سراح رموز النظام السابق كسيف الإسلام والبغدادي المحمودي وعبد الله السنوسي، شرط أساسي لإحلال السلم في البلد؟ أقول إنه بعد السنوات العجاف، والتهجير والدماء، لم نعد نعرف من يحاكم من؟ ولا نعرف من يجب أن يكون في السجن ومن يجب أن يكون خارجه؟ ولذلك نطالب بإصدار عفو عام عن كل الليبيين، ويبقى الحق الخاص، للقانون. الجرائم التي حصلت بعد 2011 فاقت التي حصلت في 42 سنة، وهذا بشهادة الجميع، أنا لا أدافع عن أشخاص، ولكن من ارتكب جريمة ومن نهب حق الشعب الليبي وأموالهم، يجب أن يقدّم إلى محاكمةٍ عادلة، وهذا عندما تقوم الدولة الليبية، أما الآن فهؤلاء المجرمون الملطخة أيديهم بالدماء، يسيطرون على المشهد الليبي ويحاكِمون أطرافا أخرى، دون قانون ودون دولة معترف بها، في ليبيا الآن هنالك أربع حكومات و4 جهات تتحكم في البلد، هذا مشهدٌ عبثي يجب أن لا يكون، ولن يحل المشكلة، الحل في عفو عام. تُتهمون بإطالة عمر الأزمة وتوفير الدعم المالي لداعش خاصة في مدينة سرت، والتحريض على ثورة 17 فبراير عبر قناة «الجماهيرية»، ما ردّكم على الاتهامات؟ أولا سرت في عام 2011 تعرّضت إلى حرب إبادة من طرف الحلف الأطلسي الصليبي الذي قتل السكان وهجّر ودمّر المدينة، وبالتالي أفرغت من سكانها وشبابها ومقاتليها، وهذا سبب طمع داعش فيها، كما يسمونه. أنا لا يمكن أن أكون طرفاً ضد هلي، هل تعلمون أن لا أحد تحرك من الحكومات المتعاقبة لوقف المجاز الحاصلة في سرت؟ أما عن القنوات التي تحرّض، فهنالك أكثر من 30 قناة تموَّل من الخارج وتبثّ في هذه السموم على الليبيين، وتحرِّض على القتل والتدمير، وليست واحدة فقط مموَّلة من الخارج، ولكن إذا كانت قناة واحد تبثّ وتدافع عن ثورة الفاتح فان هذا حقها الطبيعي، لماذا يُحرّم على هؤلاء، ويحلّ لآخرين؟ هذا ليس معقولا. أعود وأؤكد انه لا يمكن الخروج من هذا الوضع، إلا بعفو عام، ومشاركة جميع الليبيين في تحديد مستقبل البلد، عن طريق القبائل والقوات المسلحة والقوى السياسية والمجتمع المدني وجميع الخيريين دون استثناء لأحد. تربطك علاقاتٌ جيدة مع الساسة في الجزائر، ما المطلوب منها اتجاه ليبيا في هذه المرحلة؟ الجزائر كفت ووفت، استقبلت آلاف الليبيين وهم فيها ينعمون بالأمن، وقامت بدور محايد مع جميع الليبيين، وتقوم بدور حميد كذلك من أجل حقن الدماء، والمؤكد كذلك أن الجزائر مستهدَفة بالربيع الأسود الذي مس الأمة العربية من بغداد إلى جبال الشعانبي، هذا للأسف كله لضرب الجزائر بحكم خبرتها وسياستها الرشيدة، نعرف أن للجزائر تجربة كبيرة في مواجهة التطرف والمؤامرة الكبرى، وأتمنى أن تستمرّ في دعم الليبيين لأن هذا يخدم السلم والأمن في شمال إفريقيا (الشروق الجزائرية )