الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    المسرحيون يودعون انور الشعافي    أولا وأخيرا: أم القضايا    بنزرت: إيقاف شبان من بينهم 3 قصّر نفذوا 'براكاج' لحافلة نقل مدرسي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    نابل.. وفاة طالب غرقا    مدنين: انطلاق نشاط شركتين اهليتين ستوفران اكثر من 100 موطن شغل    كاس امم افريقيا تحت 20 عاما: المنتخب ينهزم امام نظيره النيجيري    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    وزير الإقتصاد وكاتب الدولة البافاري للإقتصاد يستعرضان فرص تعزيز التعاون الثنائي    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    الطب الشرعي يكشف جريمة مروعة في مصر    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    منتخب أقل من 20 سنة: تونس تواجه نيجيريا في مستهل مشوارها بكأس أمم إفريقيا    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    الطبوبي: المفاوضات الاجتماعية حقّ وليست منّة ويجب فتحها في أقرب الآجال    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    البطولة العربية لالعاب القوى للاكابر والكبريات : التونسية اسلام الكثيري تحرز برونزية مسابقة رمي الرمح    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    عيد الشغل.. مجلس نواب الشعب يؤكد "ما توليه تونس من أهمية للطبقة الشغيلة وللعمل"..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    تونس العاصمة مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح أحمد صواب    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    كأس أمم افريقيا لكرة لقدم تحت 20 عاما: فوز سيراليون وجنوب إفريقيا على مصر وتنزانيا    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    منذ سنة 1950: شهر مارس 2025 يصنف ثاني شهر الأشد حرارة    ترامب يرد على "السؤال الأصعب" ويعد ب"انتصارات اقتصادية ضخمة"    وفاة أكبر معمرة في العالم عن عمر يناهز 116 عاما    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    معز زغدان: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستكون مقبولة    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    كرة اليد: الافريقي ينهي البطولة في المركز الثالث    Bâtisseurs – دولة و بناوها: فيلم وثائقي يخلّد رموزًا وطنية    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    عاجل/ اندلاع حريق ضخم بجبال القدس وحكومة الاحتلال تستنجد    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    تعرف على المشروب الأول للقضاء على الكرش..    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عريش سعيد (رئيس هيئة الإعلام الخارجي اللّيبية) ل «التونسية»:عيون دواعش صبراتة على تونس.. والحذر واجب
نشر في التونسية يوم 02 - 11 - 2015

كل ما يقرّر في «الصخيرات» يطبخ في تونس
معلوماتنا لا تستبعد مقتل «أبو عياض»

نتفهم موقف تونس

مشكلة البغدادي المحمودي أنه ليس في أياد أمينة

دول أجنبية تغذّي الإرهاب في ليبيا لزعزعة استقرار تونس والجزائر ومصر

في ليبيا كنّا لا نطيق بعضنا.. لكنّنا على طريق الوفاق

نرفض أي استفزاز يسيء إلى مصالح شعبينا
حاورته: جيهان لغماري
التونسية (تونس)
حاول عريش سعيد رئيس هيئة الإعلام الخارجي اللّيبية، في حكومة طبرق، خلال زيارته الى تونس في الأيام الأخيرة، نزع فتيل التوتر الاعلامي الذي أحدثته تصريحات رئيس الهيئة السابق للإعلام بين البلدين ومناقشة آفاق جديدة في المجال الإعلامي قصد بعث أرضية تعاون مشترك في المستقبل وإقامة برامج إعلامية مشتركة بين البلدين والاستفادة من الخبرات الإعلامية التونسية لتطوير المشهد الإعلامي الليبي.
«التونسية» التقته فكان معه هذا الحوار حول أهداف زيارته إلى تونس والوضع الليبي الراهن ومدى انعكاساته على بلادنا .
قلتم إن زيارتكم إلى تونس تندرج في اطار نزع فتيل التوتر الإعلامي بين البلدين؟
نسعى من خلال هذه الزيارة الى توطيد العلاقات وتعميقها على جميع المستويات بين البلدين ونزع فتيل التوتر الاعلامي الاخير بالإضافة الى التعاون وتبادل الخبرات في المجال الاعلامي. في الفترة الماضية حدث تراشق بالتصريحات الخاطئة بين الطرفين وتم الرد عليها بطريقة خاطئة. هذا الامر انعكس بشكل سلبي جدا على العلاقة السياسية خاصة أنّه في تونس لدينا اكبر جالية وهي تُعتبَر المطبخ السياسي ان جاز التعبير، فهي تحمل العديد من سمات العاصمة طرابلس وبها السفارات والمنظمات الدولية التي كانت موجودة بليبيا والمعنية بالشأن الليبي، كلها موجودة هنا في تونس، وحتى الذي يُذكر في الصخيرات يُطبخ هنا في تونس . تونس مهمة جدا لنزع فتيل التوتر وفتح آفاق جديدة للتعاون وايضا للاستفادة من خبراتها في تطوير الاعلام الليبي .
هي زيارة رفع الالتباس؟
نعم هي زيارة لرفع الالتباس الذي أحدثته تصريحات رئيس الهيئة السابق للإعلام والتي اعتذرت عنها رئاسة الحكومة الليبية في الإبان وأعلنت أنها لا تمثلها ولا تلزمها وأنها تحترم المؤسسات السيادية في تونس ومواقفها وتصريحاتها ولا يمكن أن تنسى حفاوة الشعب التونسي واستضافة آلاف العائلات التونسية مجانا عشرات الآلاف من العائلات الليبية بعد اندلاع ثورة 17 فبراير 2011. وبرلمان ليبيا بكل مكوناته وحكومة السيد عبد الله الثني يسعيان الى ترسيخ شراكة استراتيجية ومشاريع التعاون والإخاء التي تكرس أننا فعلا شعب واحد في دولتين أو أكثر لأسباب تاريخية وجيوسياسية. نحن نرفض كل التصريحات الاستفزازية التي يمكن أن تسيء إلى مصالح شعبيْنا . ايضا هناك الكثير من الزملاء الإعلاميين الليبيين الذين شهدوا موجة نزوح الى تونس بسبب الصراع في ليبيا يحتاجون الى الوقوف معهم ومساندتهم والنظر في وضعياتهم.
تخططون لمشاريع إعلامية مشتركة بين البلدين؟
نحن نريد ان نضع خطة متكاملة الاطراف لا لبس فيها لهذا اقترحنا اعداد مؤتمر للإعلام تشارك فيه الخبرات التونسية الليبية وسيكون ان شاء الله في العام القادم وستشرف عليه هيئة الاعلام الليبي. هذا المؤتمر سوف يضع اساسيات التعاون وكيفية الاستفادة من الخبرة التونسية وكيفية دعم الإعلام في تونس وليبيا.
نحن نريد دعم المؤسسة الاعلامية التونسية وهدفنا ليس دعمها لشيء معين بل لكي لا تكون عرضة لأطراف اخرى قد تخل بالاستقرار في تونس بما من شأنه أن ينعكس سلبا على الاستقرار الليبي. الامر الثاني نحن نبحث عن اعمدة الاعلام، والمدارس الاعلامية في الخليج مثلا قائمة على اعلاميي المغرب العربي وتونس بكل تأكيد لها كثير من أبنائها الاعلاميين الذين يمثلون ركائز رئيسية في المدارس الاعلامية بدول الخليج. فلماذا لا نفكر بجدية ونركّز مؤسسات اعلامية مغاربية كبرى؟ هذا التفكير هو الذي يدفعنا الى توحيد الجهود من أجل قيام المغرب العربي بشكل حقيقي ولو كان ذلك على الصعيد الاعلامي فقط. قد يقول البعض ان هناك اختلافا كبيرا جدا في السياسة ولا يمكن قيام هذا المغرب العربي لكن ما هي الحواجز التي تمنع قيام اتحاد مغاربي اعلامي؟ هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه لابد ان يتحد المغرب العربي لكن في الوقت الحالي نحن نفكر بطريقة عملية: كيف ستقاوم ليبيا الارهاب؟ من سيدعم وفاقها واستقرارها؟ أليست بلدان المغرب العربي؟.
لكن فكرة المغرب العربي الكبير تبدو حلما أمام كم العقبات الهائل التي تواجه بلداننا؟
نحن نعتقد أن العقبات التي تم ذكرها كالإرهاب والازمات الاقتصادية ستكون الدافع الحقيقي لتوحد المغرب العربي «اذا كان الارهابيون اتحدوا في ما يسمى «قاعدة المغرب العربي» فمن باب اولى ان نتحد نحن» . قبل ان يتحد المغرب العربي لابد من اتحاد الليبيين والتونسيين وان تكون هناك شراكة حقيقية ليست على الورق فقط.
ليبيا.. الى أين؟ هل هناك تعثر في الحوار؟
في اعتقادنا ان ليبيا بدأت تشهد المراحل الاخيرة للخروج من الأزمة . الخلاف الآن هو هل سيكون هناك نائب ثالث للحكومة أو لا يكون وليس الخلاف لماذا كان فائز السراج رئيسا للحكومة؟. قبل عام وشهرين، انعقدت اول جلسة لمجلس نواب في طبرق وكان يصف مناهضيه من قادة «فجر ليبيا» او من يساندهم سياسيا (المؤتمر الوطني المنتهية ولايته) بأنهم ارهابيون ويطالب المجتمع الدولي بدعمه لمحاربة هؤلاء الارهابيين وانظري الى تلك المراحل من غدامس الى جنيف الى الصخيرات ...اليوم نتحدث عن وجود عدد من النواب مصرّين على أن يجلس الفرقاء بشكل مباشر مع بعضهم.. اليوم نتحدث عن توقيع الاحرف الاولى بل عن تسمية حكومة وفاق ...نلاحظ ان مدنا تطرفت بشكل كبير جدا وناهضت الشرعية بشكل كبير جدا واحتضنت هذه الجماعات، اليوم هذه المدن تسير على ذات النهج الذي يُسيّر مجلس نواب والقيادة العامة للجيش بل ان هناك قيادات من هذه المدن تتواصل مع مجلس النواب. نحن اتينا من بعيد، كنا لا نطيق بعضنا اطلاقا ونصف بعضنا بالإرهابيين واليوم نجلس مع بعضنا لنتفق على رئيس حكومة بل اتفقنا على رئيس حكومة هو فائز السراج ومجلس النواب وافق عليه وقال لماذا لا نضيف النائب الثالث في حين ان مدنا محسوبة على «فجر ليبيا » الآن هي شريكة لنا؟. حكومة الوفاق الوطني التي اقترحها «برناردينو ليون» اثر محادثات الصخيرات المغربية سيتم الاتفاق عليها بشكل نهائي في اقرب الآجال. هناك تقارب كبير في المواقف بين الاطراف الليبية بالإضافة الى الدور البارز الذي لعبته القبائل الليبية في تهدئة الاوضاع وحقن دماء الشعب الليبي وبناء دولة صلبة قادرة على مواجهة آفة الارهاب.
يٍُقال إنّ فائز السراج مدعوم من جهات أجنبية؟
فائز السراج هو ابن ليبيا له شخصيته والخبرة الكافية في السنوات السابقة بشكل عملي في الاسكان والمرافق . هو ايضا ابن عائلة عريقة في ليبيا ابوه كان وزيرا تقلد عدة وزارات في حكم الملك الصالح السنوسي. السراج أيضا عضو هيئة الحوار الوطني التي أسست في عهد علي زيدان وكان فاعلا فيها وهو ايضا نائب في البرلمان الليبي ورئيس للجنة الاسكان والمرافق. قد نسأل هل هو مدعوم من الامارات وقد نسأل لماذا هو موجود في تونس والقاهرة ويتنقل بين هذه العواصم؟ قد نسأل لماذا لم تنتقده الدول المناهضة للإمارات لو كان مدعوما منها؟
الرجل مدعوم من الامارات ومن كل الدول الأخرى ليس فقط من الامارات. تتخيلين ان حكومة الوفاق اقرها الليبيون فقط ؟ هناك ايضا اطراف اجنبية ساهمت في اقرارها، كانت هناك اسماء اخرى مطروحة وعرضها مجلس النواب والمؤتمر الوطني ولم تدخل في السباق اطلاقا وأبعِدت وأحد اهم اسباب ابعادها هي القوى الدولية . نحن نقول ان هناك توافقا على فائز السراج داخل ليبيا وتوافق من القوى الدولية ولو كان مدعوما من الامارات لما وافقت عليه قطر وتركيا بصريح العبارة.
رئيس الحكومة الليبية عبد الله الثني سيزور الشقيقة دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع القادم رفقة مسؤولين ليبيين بارزين بينهم رئيس الأركان في الجيش الليبي. ونتوقع أن تدعم الدول العربية والإسلامية والدولية جهود التسوية السياسية للأزمة الليبية بعد أن اقتنع غالبية الليبيين والمعنيون بملفات ليبيا بأنّه لا مجال لتمديد الحرب المدمرة التي استفحلت فيها خلال الأعوام القليلة الماضية.
نستشف من حديثكم ان ليبيا بدأت تخرج من عنق الزجاجة وابتعد عنها شبح التقسيم؟
انا ابن «اجدابيا» واجدابيا تقع في اقليم برقة وقبيلتي حُسِبَت ذات يوم على التيار الفيدرالي. لم ولن اتوقع في يوم من الايام، وان كنت مؤمنا بقضية الحكم الفيدرالي، ان ليبيا ستنقسم اطلاقا. لا يليق بليبيا الا ان تكون موّحدة. كل المعطيات الآن أمامي، عمّا نتحدث؟ عن قيام الدولة. والدولة تحتاج الى ثقافة مدنية ولا يليق بها الا ان تكون في «طرابلس» وعن ادارة الثروات وستكون في اقليم «برقة» الحاضنة الاجتماعية التي تحمي التشريع. نحكي عن الاصالة والثبات والكفة التي رجحت مع المنتصر هي «فزان» والحديث عن الدستور في مراحله الأخيرة حول أين ستكون العاصمة فكانت احدى الحلول المقترحة، واعتقد ان هذا الذي سيحصل، ستكون المؤسسة التشريعية في شرق البلاد في «برقة» وستكون المؤسسة التنفيذية في «طرابلس» . وفي اعتقادي ان التقسيم بعيد جدا بل اني لا اراه اطلاقا. ليبيا لا يمكن لها الا أن تكون واحدة.
أين يتموقع «فجر ليبيا» من كل هذا؟
«فجر ليبيا» فقد الحاضنة المدنية والاجتماعية والشعبية وهذه المسميات في طريق التلاشي (فبراير ، سبتمبر، فجر ليبيا، الكرامة...) ويبقى الهم واحد هو ليبيا لأن «داعش» لا تفرق بين فجر ليبيا ولا سبتمبر او فبراير(داعش ترانا كلنا كفارا) . فمن باب اولى للعقلاء وذوي البصيرة ان يدركوا ان هذا الخصام السياسي لن يقود الا للتهلكة. صحيح أنّ «فجر ليبيا» في فترة من الفترات وصفت «داعش» والتنظيمات المتشددة بأنهم ثوار لتجمّلهم ليس ايمانا بأن هؤلاء ثوار، بل هي تعرف انهم تنظيمات ارهابية وانهم خريجو قندهار وانهم سيشكلون خطرا على ليبيا ولكن هم دعموها في فترة من الفترات فقط ليطيحوا بخصومهم السياسيين من قادة «الكرامة» ومجلس النواب.
حجم الخطر الداعشي في ليبيا هل هو فعلا كما يسوّق له الإعلام؟
«داعش» في مناطق صبراتة، في سرت، في درنة وفي بنغازي وهي تتمدد في البلاد لكنها لا تملك قوّة بشرية كبيرة. هي ماذا تملك؟.. آلة اعلامية للرعب ولإرهاب الناس، انظري ماذا حصل عندما اصطدمت بشباب «درنة». وداعش اول مدينة اعلنتها في درنة. منذ سنوات تحاول الجماعات الاسلامية أن تجد موطن قدم لها لتصبح وكرا من أوكارها . ومن المفارقات العجيبة لمدينة «درنة» أنها المدينة الاكثر مدنية، هي مدينة الفن والكتاب والمثقفين، لكن هذا الفكر الداعشي عشش فيها . عندما انتفض شباب درنة اصبحت داعش في اطراف «الفتايح» خارج درنة.
إذن، تخوف رئيس الحكومة التونسي من وجود داعش على بعد 70 كلم من حدودنا له مبرراته؟
نعم اكيد، صبراتة بها قادة ل «داعش» ومن فترة طويلة ابلغنا القيادة السياسية التونسية ان «داعش» في صبراتة وأنها تتشكل وتحاول ان تتموضع هناك ونحن نعرف من يحكم صبراتة... هم يحضرون لإقامة امارة في صبراتة واذا تمّ لهم الأمر هناك ستكون تونس على مرمى حجر منهم يأتونها حتى عن طريق البحر!. لهذا كانت دائما حكومتنا (عبدالله الثني) توجه رسائل الى تونس للحذر من الخطر الداهم على حدودها ودائما نقول لهم «ديروا بالكم يا قيادة تونس كونوا معنا.. لأن صبراتة ستأتيكم».
موقفكم من التعاطي التونسي من الأزمة الليبية؟
القيادة التونسية أعلنت موقفها وليس بخفي وقالت إنها تقف على مسافة متساوية من الطرفين. ونحن اعلنا موقفنا وتحدثنا كثيرا في وسائل الاعلام التونسية . نحن نقدر هذا الموقف ونجد له المعاذير ، ليس لأننا راضون عليه ولكن لأننا نحاول ان نتلمس الطريق لأية شراكة بيننا ونبحث عن مواطن الاتفاق . عندما يخطىء اشقاؤنا واخوتنا التونسيين التقدير نجد لهم المعاذير لأن كلامهم صحيح فاكثر الجالية التونسية موجودة في غرب ليبيا وتحت سيطرة «فجر ليبيا» كما أنّ هناك حدود مشتركة بينها وبين هذه القوات. نحن لا يرضينا ان نتساوى مع اطراف غير شرعية بالمطلق لكن نحاول ان نتفهم الموقف التونسي واسبابه.
النقطة الثانية، القيادة التونسية وخاصة فخامة الرئيس الباجي قائد السبسي كان رئيس حكومة إبان الثورة ولم يعترف بالثورة الليبية بشكل صريح لكن السلاح والمال كان يدخل عن طريق تونس وبعلم من الباجي قائد السبسي وبشهادة سيدي المستشار مصطفى عبد الجليل. حقيقة ليس كل ما يُعلَن هو ما يوجد في الخفاء . ونحن لا نعلم ما هو في الخفاء ولكننا نعرف ان تونس يهمها بشكل كبير جدا مصلحة ليبيا والدولة المدنية.
ألا ترى أنه كان من باب اولى ان تحتضن تونس مفاوضات الحوار الليبي؟
بالعكس ....كل ما يعلن في الصخيرات (المغرب)، يُطبخ هنا في تونس بكامله .
تعليقكم على الأحكام الصادرة على رموز نظام القذافي ومنهم البغدادي المحمودي الذي سلّمته السلطات التونسية ؟
بخصوص البغدادي المحمودي هو ليس في أياد آمينة ..نحن نخشى على حياته ليس دفاعا عنه بل لأننا نريد أن نقدمه الى محاكمة عادلة. ان كان مذنبا فسيأخذ جزاءه وان كان بريئا سيخرج لكننا لا نأمن على القضاء في ايدي مليشيات ولا نأمن على البغدادي المحمودي ولا غيره من اعوان القذافي الآخرين الموجودين عند الجماعة الليبية المقاتلة المسيطرة على سجن الهضبة . بالنسبة الى تسليم البغدادي المحمودي الى ليبيا هل كان القرار خاطئا أم صحيحا؟ في اعتقادنا ان ذلك كان صحيحا، يجب ان يسلم ويحاكم في محاكم ليبية لكن ان يصل الى اياد غير امينة ذلك هو موطن الخلل.
هل لديكم معلومات عن مصير «ابو عياض» ؟
في الفترة الماضية عندما استهدفت الغارة الأمريكية وبالتنسيق مع المخابرات الليبية، موكب الارهابي الجزائري «مختار بلمختار». وحسب شهود عيان في منطقة أجدابيا، فإنه تم نقل مصاب من المسلحين الذين تم استهدافهم إلى المستشفى وكان في حالة حرجة جدا، حيث ان نسبة الحروق التي اصيب بها قدرت ب80 بالمائة، الامر الذي منع الذين اسعفوه من تصويره أو التعرف عليه. هذا القيادي الذي استهدفته الغارة الأمريكية، كان يئن وكلماته لا تكاد تفهم ، لذلك لم يتوصل مسعفوه الى تحديد جنسيته ان كانت تونسية أو جزائرية.
كتيية «انصار الشريعة» تحولت الى مكان المستشفى وقاتلت بشراسة من اجل افتكاك العنصر الارهابي المصاب، ونجحت بعد ساعات طويلة من القتال وأخرجته من المستشفى، ولم يتسنّ الكشف عن هويته وان كان قد لقي حتفه متأثرا بجروحه البليغة أم بقي على قيد الحياة. لكن هناك تقارير تحدثت عن أن هذه الشخصية ربما يكون «أبو عياض»، مضيفة أنه ربما قُتل في الغارة فيما أُصيب مختار بلمختار.
هناك اطراف اجنبية تغذي وتحرك الارهاب في ليبيا.. لمصلحة من ولماذا ؟
هذه الدول لها مصالح في تقويض الاستقراربليبيا وفي المنطقة برمتها. هذه الدول ليس لها مصالح فعلية في ليبيا ولكن لها مصالح فعلية في دول جوار ليبيا.
هل تقصد بدول الجوار الجزائر؟
قد تكون الجزائر أو مصر أو ربما تونس. هناك من يحاول تقويض الاستقرار في ليبيا حتى يزعزع استقرار تونس والجزائر ومصر. بعضها عربية تحاول تقويض الاستقرار في مصر على وجه التحديد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.