قال موقع جلوبال جورنالست البريطاني، إنه بعد خمس سنوات من إطاحة التونسيين بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، تقف البلاد الآن في مفترق طرق، فبعد نجاح الدستور في الدولة الشمال إفريقيا، وعقد انتخابات حرة ونزيهة، وتكريم أحد الجماعات المؤيدة للديمقراطية بجائزة نوبل للسلام، تختلف اليوم التحديات الموجودة على القائمة. ويضيف الموقع أن تونس تواجه مشاكل أمنية من قبل جارتها ليبيا التي يتواجد بها تنظيم داعش الإرهابي، خاصة في مدينتي سرت وصبراتة، موضحا أن عددا من الإرهابين شنوا هجمات داخل تونس، وهاجمت الولاياتالمتحدة معسكرا للتدريب داعش في مدينة صبراتة، مما أسفر عن مقتل 49، من بينهم نور الدين شوشان، يعتقد أنه زعيم داعش في ليبيا. ويشير «جلوبال جورنالست» إلى أن منذ أسابيع هاجمت "داعش" بن قردان الحدودية مع ليبيا، واستهدفت قوات الشرطة والأمن، وأن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 58 شخصا على الأقل، بينهم 46 لداعش، كما قتلت طفلة تبلغ من العمر 12 عاما. ويوضح الموقع البريطاني أن الهجوم أثار مخاوف من استمرار "داعش" في شن هجمات جديدة في منطقة متوترة بالفعل وتقف على حافة الهاوية، حيث قال كاني كسيري، مدرب برمجة الكمبيوتر التونسي الذي عمل في بن قردان، إن المعتمدية تقع تحت الحراسة المشددة للجيش، مضيفا: "حين كنت أذهب لمكان العمل كان هناك نقطة تفتيش للجيش ليعرفوا ماذا ستفعل في المدينة حال لم تكن من سكانها". ويلفت «جلوبال جورنالست» إلى أن الحدود التونسية ليست المكان الوحيد الذي يدعى للقلق، حيث استهدف تفجير انتحاري عناصر من الحرس الرئاسي التونسي وسط العاصمة التونسية، وأسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح 20، وكان انفجارا ضخما هز أرجاء العاصمة، مما دفع الرئيس السبسي إعلان حالة الطوارئ وإغلاق الحدود الليبية مؤقتا. وذكر الموقع أن السياحة مهددة في تونس، رغم كونها أهم الصناعات ومصدر للدخل، بعد تفجيرين كبيرين استهدفا الأجانب في العام الماضي، ففي يونيو أطبق مسلح النار على منتجع في مدينة سوسة، ما أسفر عن مقتل 38، ومن بينهم 30 بريطانيا، وجاءت مجزرة بعدها بثلاثة أشهر، حيث ارتدى المسلحون زيا عسكريا وأطلقوا النار على متحف باردو، ما أسفر عن مقتل 19 بينهم 17 أجنبيا. ويرى «جلوبال جورنالست» أنه حتى لو كانت تونس قادرة على مواجهة "داعش" إلا أن ديمقراطيتها الوليدة مهددة بسبب الاقتصاد الفاتر واتساع رقعة الفساد، فلا يوجد فرص عمل جديدة للعاطلين. ويختتم الموقع: «كل ما يحدث في تونس من المحتمل أن يرفع أهميتها لدى الولاياتالمتحدة التي لم تهتم لها قبل الثورة، وكانت نادرا ما توجد على رادار صناع القرار الأمريكيين، لكن بعد الثورة والربيع العربي باتت تونس من أهم الدول لدى واشنطن» (البديل(