اسدل الستار مساء أمس على الدورة الرابعة لعيد الرعاة بسبيطلة وتحديدا بهنشير بوفروة والوساعية وجبل سمامة وتميزت الدورة الخامسة بفقراتها المتنوعة وبمشاركة فنانين وإعلاميين أوروبيين فضلا على تنظيم رحلة من تونس للعاصمة سجلت حضور مشاركين يمثلون المجتمع المدني وشعراء ونقابيين وإعلاميين وفنانين . وكان المهرجان قد افتتح يوم الجمعة المنقضي بفقرة الإقامة الفنية في فضاء ميفيزا تياتر بسبيطلة بمشاركة فنانين أوروبيين أثثوا فقرة "أصوات سمامة " , تلتها ورشة رسم على نوافذ مدرسة هنشير بوفروة تنشيط الفنان حاتم بالشيخ , واحتضنت نفس المدرسة عرضا تنشيطيا للفنان الهادي محمودي وجمعية أحلام الطفولة . وتواصلت فقرات التظاهرة يوم السبت بورشات الكوريغرافيا تحت إشراف سليم بن صفية بمشاركة فريق "غاربويز " وشباب المكناسي فنون , من جهة أخرى كان الجمهور على موعد مع الفقرة الرئيسية لعيد الرعاة " الناي يقاوم " بقيادة عماد العليمي وبمشاركة الفنان الفرنسي جون لوك توماس وجهاد الخميري وميشال مار فضلا على مجموعة أصوات سمامة التي تضم كلا من الجمعي العلالي والكامل بلعيد وصلوحة الهلالي ومصطفى الذيبي وعمار الصالحي وهذا العرض هو من إنتاج مشترك بين عيدي الرعاة بسمامة ومهرجان شاناك بفرنسا ومينرفا تياتر لمقداد الصالحي , وتواصل المهرجان مساء السبت من خلال عرض ركج الإكليل أثثاه شباب سبيطلة والقصرين من خلال تقديم لوحات في الرقص والتعبير الجسماني على سفح جبل سمامة كان مشفوعا بسهرة فنية أثثها الفنان الفرنسي إيلي اوكتاف والكونغولي دافيد جيرو في ريف هنشير بوفروة , واختتم عيد الرعاة يوم الأحد بجز الأغنام وارتجالات موسيقية وشعرية , وما يمكن قوله أن هذا المهرجان الذي كان جامعا وشاملا لعدة فنون وتقاليد هو أفضل رسالة لمجابهة الإرهاب بعيدا عن العكاظيات والبلاتوات السياسية والخطب الجوفاء , بالفعل مقاومة الإرهاب تكون عبر "فقرة الناي يقاوم " عبر الشعر وعبر الالتحام بساكني جبل سمامة وبوفروة والوساعية مروار بساكني جبل السلوم وصولا إلى الشعانبي , عيد الرعاة كما عشناه و واكبناه كان مهرجانا لكل الفنون وقبلة للمبدعين والفنانين وفرصة لمساندة ساكني تلك الربوع ومعاضدة جهود رجال الجيش والحرس الوطني والأمن والحماية المدنية الذين أمنوا إقامته وتجندوا لنجاحه , وحتى نوفي كل الساهرين على هذا المهرجان حقهم وجب التقدم بالشكر إلى أهالي هنشير بوفروة والوساعية الذين أصروا على ان يتكفلوا بإقامة ضيوف المهرجان كما وجب تحية الفنان المبدع عدنان الهلالي هذا الفنان الموسوعي وصاحب المبادرات ومؤسس لعدة مهرجانات هدفها التشبث بالأرض والموروث كتظاهرة "الجبل يغني " و"أيام الجبل المسرحية و"المهرجان الدولي للإكليل " ... هو فنان متشبث بالأرض والتاريخ ولا يعترف بالجغرافيا حيث يمتد نشاطه الى كل شبر من ربوع تونس ليقدم تظاهرة "قرية دون كيشوت في الهوارية وينشئ "سيني فيرما بقرية غرداية بولاية نابل ومسيرة الزهور بالعاصمة .. ليكون بالفعل فنان بصفة الجمع .