بعد أيام الجبل المسرحية وعيد الرعاة ينظم فريق المركز الثقافي الجبلي بريف الوساعية- سبيطلة الدورة الأولى للمهرجان الدولي للإكليل نهاية هذا الأسبوع السبت والأحد 2 و 3 جوان الجاري ويعدّ اختيار الإكليل محورا لهذه التظاهرة الثقافية التنموية لأهمية هذه النبتة التي ينطلق موسم جنيها من بداية ماي إلى موفى جويلية ولكن ورغم عائداتها ورغم أهمية زيت الإكليل المستعمل طبيا والذي يقع تصديره بأثمان جد مرتفعة فإن العملة يحصلون في هذه الأرياف القصية على مبالغ زهيدة لا تتجاوز تسعة دنانير للقنطار الواحد مما جعل موسم جني الإكليل في تراجع مستمر هذا بالإضافة إلى الأخطار التي تهدد نبتة الإكليل. تندرج هذه التظاهرة في إطار البرمجة الثقافية التي يريدها فريق المركز الثقافي الجبلي واقعية تلامس أنشطة متساكني هذه الفيافي القصية وتسهم في تعلقهم بأرضهم وطبيعتهم الخلابة التي لم يقع إلى الآن برمجتها في مسالك سياحية وطنية مما سيمثل متنفسا لسياحتنا التي ظلت سجينة الشواطئ وبعض الوجهات الكلاسيكية فكانت هشة ويسر انتكاسها لأبسط الرجات. ومما تجدر الإشارة إليه هو أن ضيوف المهرجان الدولي الأول للإكليل من فنانين أجانب وتونسيين وإعلاميين سيقضون ليلة السبت عند الأهالي هناك على سفح جبل سمامة وذلك في إطار مشروع السياحة المتضامنة الذي يسعى شباب الجبل إلى إرساء تقاليده في هذا الريف وقد نجحت هذه المبادرة في تظاهرة عيد الرعاة نجاحا كبيرا إذ عاش الضيوف نهاية أسبوع استثنائي في أجواء بدوية تلقائية بعيدا عن رتابة تظاهرات القاعات المغلقة. سهرات دولية وتكريم لأبناء الجبل يسعى فريق المركز الثقافي الجبلي وجمعية الهضاب بالتعاون مع عديد الأطراف كجمعية العمل التنموي بالوساعية ومندوبيتي الثقافة والسياحة إلى الحفاظ على تقليد تظاهرة شهرية وستكون التظاهرة القادمة ليلة «القصبة» وهي الآلة المحببة لسكان هذه المناطق. وفيما يلي البرنامج الكامل للمهرجان الدولي للإكليل بريف الوسّاعية السبت 2 جوان : افتتاح معرض الفنانة التشكيلية العصامية زينب الهلالي فوق «راقوبة العقاب» بداية من السابعة مساء وتنطلق السهرة الفنية الدولية على التاسعة ليلا وهي تجمع الثنائي البلغاري ليدلا كانيفا (الاكورديون) والكسندر افستفياف (الناي) في وصلة أغاني تراثية بلغارية وتونسية يليهما عازف السانتور العراقي محمد زكي درويش صاحب الصوت الشجي في باقة بغدادية ومجموعة الدبكة الفلسطينية . ويلي السهرة عرض «حسبتك خويا» (طرق وقصبة) مع الكامل بلعيد وصليحة غيلاني وخليفة الهلالي ومنصف بالجمعي في الملولية، وعازفي القصبة عمار الصالحي ومصطفى الذيبي. الأحد 3 جوان: وبداية من الساعة السابعة يكون الانطلاق إلى الجبل (منطقة الحسيان) لمواكبة موسم جني الإكليل مع «الكلاّلة». كمالا تنطلق ورشة الفنون التشكيلية بمشاركة أطفال الجبل تنشيط الفنان الايطالي درفلوي اوليفياي. وتنتظم بداية من التاسعة صباحا ندوة علمية حول نبتة الإكليل بمشاركة أخصائيين ومهندسين. ينتظم حفل الاختتام على الساعة الحادية عشرة وتؤمنه جمعية الإخوة المصرية التونسية برئاسة احمد سمير حيث تكرم العملة المشاركين في الموسم وراديو «شعانبي أف أم» والمرحوم محمد بن عبد الرحمان الذي كان من اشهر حراس الجبل اذ تفانى في حراسة ثروته طيلة حياته، كما تكرم الجمعية الوفود المشاركة بإسنادهم ميدالية الأخوة. ويقع بالمناسبة تنظيم دورة «الإكليل» لكرة القدم» لفائدة أطفال الجبل ودورة في «الخربقة» لفائدة الشيوخ والكهول وذلك على هامش التظاهرة. وسعى المنظمون إلى نشر كتاب يكون مرجعا حول نبتة الإكليل في الجهة وفي بلادنا عموما وذلك بمشاركة مهندسين فلاحيين وباحثين مختصين