تراهن دمشق كثيرا على زيارة الوزير الجزائري للشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي والجامعة العربية عبد القادر مساهل، حيث أفرد الإعلام السوري والجزائري حيزا هاما لأول زيارة لمسؤول حكومي عربي إلى دمشق، منذ 2011، وذهبت قنوات وصحف إلى حد التأكيد على أن جولة الوزير مساهل، تكرس لرفع الحصار الديبلوماسي المفروض على سوريا، كما اعتبرت أنه من شأنها تعزيز سبل التعافي الاقتصادي والاجتماع في سوريا من خلال تفعيل التعاون بن البلدين في كافة المجالات. وأحيطت زيارة وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل الى العاصمة السورية دمشق ولقائه بالرئيس بشار الأسد، باهتمام رسمي واعلامي لافت، كونها تعد الاولى لوزير عربي منذ اندلاع الاضطرابات الامنية قبل خمس سنوات، وقد استقبل الأسد الوزير عبد القادر مساهل، في ثاني يوم من زيارته لدمشق، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية وأهمية تعزيزها في كل المجالات، وخصوصا على المستوى الاقتصادي وتوسيع آفاق التعاون والتكامل بين البلدين بما يخدم الشعبين الشقيقين. ودار الحديث بين الجانبين حول خطر الإرهاب وأهمية توحيد جهود جميع الدول في محاربته، حيث عرض الوزير مساهل التجربة الجزائرية في مواجهة الإرهاب وتحقيق المصالحة الوطنية، مؤكدا ان الجزائر تتضامن مع الشعب السوري وتدعم صموده في مواجهة الإرهاب الذي تتعرض له. بالمقابل، عبر بشار الأسد عن تقديره للموقف المبدئي الذي تقفه الجزائر مع سوريا، واعتبر أن الإرهاب لم يعد محليا وإنما بات جزءا من لعبة سياسية تهدف لضرب وإضعاف الدول التي تتمسك باستقلالية قرارها، مؤكدا أن الوضع في سوريا أصبح أفضل، وان الشعب السوري مستمر في صموده وتماسكه للدفاع عن أرضه. الديبلوماسية الأمنية الجزائرية وفي هذا الصدد، أبرز الخبير الجزائري في الشؤون الاستراتيجية أحمد ميزاب، في حديث ل»الصباح»، ان التحرك الجزائري يأتي انطلاقا من جملة النشاطات الديبلوماسية في عدة مناطق تحت عنوان الديبلوماسية الامنية، وقال ان زيارة مساهل لسوريا، تأتي ضمن مبدإ المعاملة بالمثل كرد طبيعي لزيارة وليد المعلم، للجزائر، واعتبر ان توقيت الزيارة جيد. وقال المصدر إن الجزائر مطالبة بلعب دور محوري وتطبيق المصالحة الوطنية، موضحا أن مبادرة المصالحة وحقن الدماء أفضل الحلول. مساهل: الجزائر اكتوت بنيران الارهاب وأكد عبد القادر مساهل أن مكافحة الارهاب اليوم تتطلب تظافر الجهود داخليا بالحفاظ على الانسجام الاجتماعي وتجنيد جميع الطاقات الوطنية، وخارجيا، باتخاذ التدابير اللازمة من قبل المجموعة الدولية عن طريق فض النزاعات بالطرق السلمية. وجدد في الكلمة التي ألقاها لدى ترأسه اجتماع لجنة المتابعة الجزائرية السورية بدمشق «مساندة الجزائرلسوريا في مكافحة الارهاب والتطرف العنيف»، وقال ان الجزائر اكتوت بنيران الارهاب لأكثر من عقد، معربا عن تضامن الجزائر مع سوريا «التي تواجه عدوانا ارهابيا طال جميع شرائح المجتمع، وحتى إن اختلفت أسماؤه فإنه يستهدف تدمير مقومات وركائز الدولة والاستيلاء على الحكم بالقوة وترويع المواطنين والنسيج الوطني». وأضاف انه «انطلاقا من تجربتنا، فإن حل الازمة السورية لا يتم إلا بإرادة الشعب السوري عبر حوار وطني شامل يضع حدا للعنف ويضمن الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها وانسجام شعبها مما يحميها من التدخل الأجنبي». وتابع بعد أن أكد أن الجزائر تتابع باهتمام بالغ مراحل الحوار السوري تحت رعاية الاممالمتحدة، «إننا على يقين بأن بلدكم سيتجاوز لا محالة المحنة التي يمر بها، وستواصل سوريا مسيرة البناء والازدهار بما يحقق تطلعات شعبها في كنف الامن والاستقرار والمصالحة الوطنية». الجزائر- كمال موساوي الصباح بتاريخ 26 افريل 2016