ترأس وزير الشؤون الخارجية رفيق عبد السلام، الوفد التونسي المشارك في اشغال القمة السادسة عشرة لدول حركة عدم الانحياز التي انعقدت بطهران يومي 30 و31 اوت الفارط تحت شعار "السلام الدائم في ظل حوكمة عالمية مشتركة". هذا وقد انتخبت تونس نائبا لرئيس الدورة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز لما تحظى به من حظوة واحترام بين دول مجموعة عدم الانحياز، وفق بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية تلقت "الصباح نيوز" نسخة منه. وألقى عبد السلام كلمة اكد فيها على دعم تونس والتزامها برسالة الحركة والاهداف التي قامت من اجلها وفي مقدمتها الدفاع عن سيادة واستقلال دولها واقامة نظام دولي اكثر عدلا وتوازنا، وكذلك جهود الحركة في مواجهة التحديات الدولية التي تعيق التنمية المستدامة في الدول النامية. وأبرز الوزير ان تونس التي تعيش مخاض تحولات سياسية كبرى بعد ثورة 14 جانفي، تسعى جاهدة الى ارساء ديمقراطية تقوم على مؤسسات ثابتة وتكرس سيادة الشعب وتمكنه من ممارسة حقه في تحديد مصيره وخياراته في اطار هويته الاصيلة والمنفتحة وتجسد الاهداف النبيلة التي قامت من أجلها الثورة. كما جدد وزير الخارجية التزام تونس التام للتعاون في مختلف المجالات على اساس المصلحة المتبادلة بين شعوب الحركة انطلاقا من قناعتها بأن النمو الاقتصادي المشترك يعد القاعدة الاساسية للامن والاستقرار الداخلي والاقليمي والدولي، مستعرضا الدور المحوري لحركة دول عدم الانحياز في تعزيز مقومات السلم والامن الدوليين. من جهة أخرى، دعا رفيق عبد السلام، الى ارساء علاقات دولية متوازنة وشفافة تقوم على التفاهم والتعاون والشراكة المثمرة والى تكثيف التعاون فيما بين دول الحركة وداخل الاطر الدولية من أجل تخفيف أعباء وتبعات العولمة وإضفاء طابع اكثر اخلاقية وانسانية على النظام الاقتصادي والنقدي الدولي. وأعلن الوزير، بهذه المناسبة عن عزم محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية عرض مبادرة تهدف الى انشاء محكمة دستورية دولية كمؤسسة تضاف الى مختلف المؤسسات الاممية الفاعلة على الساحة الدولية والتي من شانها أن تخوّل لمكونات المجتمع الوطني او الدولي اللجوء اليها في حال خرق النصوص المؤسسة للحريات الاساسية وللحوكمة وللشرعية الدولية. ودعا دول حركة عدم الانحياز الى دعم هذه المبادرة ومساندتها. كما دعا المجموعة الدولية ومجموعة دول عدم الانحياز الى الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني المغتصبة ورفض كل اشكال الاحتلال والاستيلاء على الارض ورفض الاستيطان وأدان اسرائيل لعرقلتها عقد اجتماع لجنة فلسطين في حركة عدم الانحياز ومنع دخول اعضائها مدينة رام الله، حسب نفس البلاغ. وأكد وزير الشؤون الخارجية على اهمية وقوف مجموعة دول عدم الانحياز الى جانب الشعب السوري الشقيق في مطالبه المشروعة في الحرية والكرامة والديمقراطية، مبينا ان تونس كثورة لا تملك الا ان تساند الشعب السوري في محنته التي يمر بها اليوم. كما عبر عن رفض تونس وادانتها الشديدة لما تتعرض له الاقلية المسلمة في ميانمار ودعا اعضاء الحركة للنظر في هذه القضية بصفة مستعجلة وملحة. من ناحية أخرى، شدد الوزير على أهمية إصلاح المنظومة الأممية من خلال توسيع تركيبة مجلس الامن واعطاء صلاحيات أكبر للجمعية العامة، مؤكدا على إحياء دور الجمعية العامة من خلال تعزيز قدرتها على اتخاذ القرار الدولي في القضايا العاجلة والسريعة في حال اخفاق مجلس الامن في معالجة القضايا المطروحة امامه. وفي إطار مشاركته في أشغال هذه القمة أجرى الوزير عددا من اللقاءات مع نظرائه رؤساء الوفود المشاركة، حيث التقى مع نظيره علي أكبر صالحي وزيره الخارجية الإيراني. وأكدا الوزيران على ضرورة التماسك والمؤازرة بين دول الحركة حتى تبقى مشعة ومؤثرة في ظل التطورات و التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مختلف دول العالم. كما كانت للوزير، وفق ذات البلاغ، محادثة مع وزير التنمية رئيس الوفد التركي الذي تبادل معه وجهات النظر حول القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة. وإتفق الوزيران على المضي قدما نحو تفعيل الاتفاقيات الثنائية و مزيد دعم التبادل التجاري بين البلدين. وكان للوزير أيضا لقاءات أخرى جمعته بالخصوص مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ونائب الرئيس النيجيري ونائب وزير الخارجية رئيس الوفد السعودي، ووزراء خارجية كل من ليبيا والجزائر والكويت والعراق وكوبا تناول فيها بالدرس سبل تطوير علاقات التعاون الثنائي مع بلدانهم من خلال العمل على مزيد دفع الاستثمارات في تونس وتطوير المبادلات التجارية. يذكر ان المرزوقي الغى حضوره القمة رغم لنه سبق وتردد خبر حضوره