أصدرت مساء امس الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس حكمها في قضية قتل حارس زاوية سيدي عبد القادر بمنزل بوزلفة من ولاية نابل وأصدرت ضد 13 متهما أحكاما بالسجن تراوحت بين عدم سماع الدعوى والإعدام، حيث قضت الدائرة بالحكم بعدم سماع الدعوى في حق 6 متهمين وحكمت بالإعدام على أحد المتهمين فيما ترواحت بقية الأحكام بين 6 سنوات و10 و36 سنة سجنا. تفاصيل القضية تفيد أن المتهمين تعمدوا في سنة 2015 الى ارتكاب جريمة قتل مع سابقيّة القصد وذلك في إطار تنفيذ مخطط إرهابي. وقد كشفت التحرّيات والأبحاث أنه يوم 11 فيفري 2015 علمت فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمنطقة قرمبالية أنه في اطار التوقي من المخاطر الإرهابية ومتابعة تحركات العناصر السلفية الخطيرة بمرجع النظر خاصة بعد قتل القائم على شؤون زاوية سيدي عبد القادر بمنزل بوزلفة تبين أن عناصر سلفية متشددة تورطت في العملية وذلك وفق ما أخبر به أحد المنتمين لتلك العناصر والده وقد عبر ذلك العنصر السلفي المنتمي لنفس المجموعة التي نفذت عملية قتل حارس زاوية سيدي عبد القادر لوالده عن ندمه على مخالطة تلك العناصر خاصة بعد قيامهم بجريمة قتل القائم على شؤون الزاوية ، كما اخبر والده أنه بحكم مخالطته لتلك العناصر المتشددة فقد اطّلع على مخططهم المتمثل في عملية مداهمة واقتحام مركز الحرس الوطني بمنزل بوزلفة باستعمال الزجاجات الحارقة والأسلحة البيضاء والسيوف في ساعة متأخرة من الليل بعد أن رصدوه ودرسوا مقره، وكانوا ينوون بعد ذلك قتل الأعوان الموجودين فيه والإستيلاء على الأسلحة والوسائل الموجودة به ومن ثمة ينطلقون في عملية الفتح حسب تصريحهم له بهدف ادخال الفوضى بمدينة منزل بوزلفة ومنها كافة الولايات وتكون بالتالي رسائل الى كافة الخلايا النائمة حسب رأيهم للتحرك الا أنه تم تأجيل هذه العملية لأنهم كانوا يفتقرون الى الأسلحة الضرورية والكافية لتنفيذ المخطط. وقد كشفت الأبحاث أيضا أن المتهمين كان يعقدون بالمقاهي اجتماعات ولقاءات في عدة مناسبات وكان حديثهم يتمحور حول "الجهاد" في سوريا والعراق وضرورة قتل أعوان الحرس والشرطة والجيش الوطني لانهم طواغيت حسب رأيهم وقد افتى اثنان منهم بحرق زاوية سيدي عبد القادر بمنزل بوزلفة وقتلوا الحارس ، وخطط المتهمون أيضا للاستيلاء و السيطرة على جامع "الكلبوسي" بمنزل بوزلفة وجعله معقل للسلفيين المتطرّفين. وقد اعترف أحد المتهمين المورطين في القضية أنه قتل حارس زاوية سيدي عبد القادر بمشاركة متهم آخر، مبينا أنه دأب على آداء فريضة الصلاة وبأنّه كان يتردّد على مسجد كائن بالمنطقة وقد ساهم ذلك بالإضافة الى اطّلاعه على بعض المواقع الاجتماعية التي تتضمن بعض الخطب الدينيّة التي تقول بأن مقامات الأولياء الصّالحين والزّوايا مثل زاوية سيدي عبد القادر بمنزل بوزلفة هي أماكن للشرك بالله فضلا على أنها تم استغلالها لممارسة الشعوذة. عملية قتل حارس الزاوية خطّط لها أوّلا بحرق زاوية سيدي عبد القادر بمنزل بوزلفة على السّاعة منتصف اللّيل في اللّيلة الفاصلة بين 2و3 فيفري 2015 بعد أن اقتنى اثنان من المتّهمين قارورة بنزين وولج أحدهما إلى داخل فناء الزاوية ثم خلع باب الغرفة التي كان ينام فيها حارس الزاوية ولما حاول هذا الأخير الإمساك به انهال عليه بالطعنات وتركه يتخبّط في دمائه وفرّ صحبة شريكه.