نفى رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، إجراءه زيارة إلى الجزائر في الساعات القليلة الماضية، مثلما تناقلته وسائل إعلام عربية. وذكر أنه "كان يحضر لزيارة في الفترة الأخيرة للقاء الرئيس بوتفليقة، على أن تتم الزيارة المفترضة في الفترة المقبلة"، وحرص على تأكيد أن الجزائر لن يمسها مكروه". وقال الغنوشي ل "الشروق الجزائرية"، أمس، ردا على ما أوردته جريدة "العرب اللندنية" في عدد أمس، حول قيامه بزيارة خاطفة إلى الجزائر على متن طائرة خاصة ملك لرجل أعمال، أين التقى في رئاسة الجمهورية بعدد من مستشاري الرئيس بوتفليقة، وتناول اللقاء، بحسب المصدر، مشاورات حكومة الوحدة الوطنية التي دعا إليها الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي: "لم أجر زيارة إلى الجزائر أبدا، كان يفترض أن أزور الجزائر، وألتقي الرئيس والصديق عبد العزيز بوتفليقة، مثلما يحدث في كل مرة، لكن هذه المرة، لم تتم رغم الترتيبات التي أُعدت». وتابع في الخصوص: «قد تكون هنالك زيارة في المستقبل القريب". وكانت آخر زيارة أداها الغنوشي إلى الجزائر، والتقى فيها الرئيس بوتفليقة، منتصف شهر مارس الماضي، وتناول اللقاء حينها الوضع الأمني في ليبيا، ورغبة الغرب في تنفيذ عمل عسكري تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش. وعن الزيارات المتتالية التي يجريها بصفة دورية إلى الجزائر، وهو لا يمسك أي منصب رسمي في بلاده، قال الغنوشي: «الجزائر دولة شقيقة وصديقة، ومسؤولوها أصدقاء وإخوة، وما نقوم به يدخل في إطار الدبلوماسية الشعبية»، نافيا «السطو» على صلاحيات الرئيس الباجي ووزيره للخارجية خميس الجهيناوي، بزيارته المتكررة إلى الخارج للقاء المسؤولين الرسميين «ما نقوم بها ليس سطوا أبدا على صلاحيات المسؤولين في تونس.. نحن جزء من الحكومة». وأجرى الغنوشي بداية الأسبوع زيارة إلى باريس التقى بها عديد المسؤولين الفرنسيين. وعن نظرته إلى الوضع العام في الجزائر، خاصة في ظل الحراك الذي تعرفه الساحة الوطنية والإقليمية، قال الغنوشي: «لست متخوفا أبدا على الجزائر، فوحدة الشعب متينة، وحولها توافق وطني، هي بالنسبة إلينا الشقيقة الكبرى واستقرارها هو استقرار تونس والمنطقة». وعن الوضع في بلاده، خاصة المشاورات التي أطلقها السبسي لتشكيل حكومة جديدة، نفى الغنوشي أن تكون حركته قد رفعت يدها عن مسؤول الجهاز التنفيذي الحبيب الصيد، وقال: «لم نرفع يدنا عن السيد الحبيب الصيد، المشاروات التي أطلقها الرئيس تتناول الحكومة وبرنامج العمل والأولويات، ولم تتناول شخص رئيس الحكومة، ربما سيكون هنالك تحوير وزاري». أما عن فصل النهضة بين الدعوي والسياسي الذي تم في مؤتمرها الأخير، فسجل: «تستطيع أن تقول إنه تم التشريع لما هو واقع، فقد كنا حزبا شموليا، والآن انتقلنا من الشمولية إلى التخصيص». وبخوص اشتراك الجزائروتونس، تداعيات الأزمة الليبية، أوضح محدثنا: «الوضع لم يعد كما كان عليه، هنالك حكومة تحظى بالتأييد الداخلي، والاعتراف الخارجي». وكانت مصادر متطابقة قد نقلت إلى «الشروق»، أن الغنوشي وبتنسيق مع الجزائر، قد ساهم في تعبيد الطريق لدخول رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج العاصمة الليبية طرابلس من دون صدامات، بعدما حرك الغنوشي نفوذه على بعض الحساسيات السياسية والمسلحة لتيسير الأمور على السراج. (الشروق الجزائرية)