حكايات تونسية ...«الماء إلّي ماشي للسدرة.. الزيتونة أولى بيه»    القناوية... فوائد مذهلة في ثمرة بسيطة... اكتشفها    أخبار الحكومة    المنستير: دعوة إلى إحداث شبكة وطنية للإعلام الجهوي خلال ندوة علمية بمناسبة الذكرى 48 لتأسيس إذاعة المنستير    بلدية سوسة تُحذّر: لا استغلال للرصيف أو مآوي السيارات دون ترخيص    مصب «الرحمة» المراقب بمنزل بوزلفة .. 130 عاملا يحتجون وهذه مطالبهم    وسط تحذيرات من ضربة مفاجئة جديدة.. إيران ترفض وقف تخصيب اليورانيوم    أبو عبيدة.. مستعدون للتعامل مع الصليب الأحمر لإدخال الطعام والدواء لأسرى العدو ولكن بشرط    مصادر طبية فلسطينية: قرابة 100 شهيد إثر الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ فجر الأحد    هيئة شؤون الحرمين تدعو زوار المسجد الحرام لارتداء لباس محتشم يليق بالمكان المقدّس    الجوادي بطل العالم في 800 و1500 متر سباحة ... ميلاد أسطورة جديدة    كأس أفريقيا للمحليين... حلم الجزائر في 2025    فيما «البقلاوة» تثور على التحكيم ...الترجي يحرز «السوبر»    أماكن تزورها...بلاد الجريد حضارة وتراث وتقاليد    أيام قرطاج السينمائية تكرّم الراحل زياد الرّحباني في دورتها المقبلة    العهد مع جمهور الحمامات ...صابر الرباعي... يصنع الحدث    اعلام من باجة...سيدي بوسعيد الباجي    تاريخ الخيانات السياسية (35): المنتصر يقتل والده المتوكّل    يحدث في منظومة الربيع الصهيو أمريكي    إعفاء كاتب عام بلدية مكثر    وفاة كهل غرقا بشواطئ بنزرت    تطاوين على خارطة السياحة الوطنية: إجراءات جديدة لدعم المشاريع والشركات الأهلية    واقعة قبلة الساحل تنتهي بودّ: اتصال هاتفي يُنهي الخلاف بين راغب علامة والنقابة    منظمة الصحة العالمية تدعو إلى إدماج الرضاعة الطبيعية ضمن الاستراتيجيات الصحية الوطنية وإلى حظر بدائل حليب الأم    لماذا يجب أن ننتبه لكمية السكر في طعامنا اليومي؟    فاكهة بألف فائدة: لماذا يجب أن تجعل العنب جزء من غذائك اليومي؟    هكذا سيكون الطقس هذه الليلة    جرجيس: انتشال جثتين لطفلين غرقا بشاطئ حسي الجربي    النجم الساحلي يكشف تعاقده رسميا مع ماهر بالصغير والسنغالي الحسن دياو    باجة: تجميع ربع الانتاج الوطنى من الحبوب وموسم الحصاد يقترب من نهايته    المنستير: الإعداد لإحداث ماجستير مهني في مجال الإضاءة المستدامة والذكية بالمدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير    مقترح قانون لإحداث بنك بريدي: نحو تعزيز الشمول المالي وتوفير خدمات مصرفية للفئات المهمشة    تنبيه للمواطنين: انقطاع واضطراب الماء بهذه المناطق..    سيدي بوزيد: تضرر المحاصيل الزراعية بسبب تساقط البرد    الأغاني الشعبية في تونس: تراث لامادي يحفظ الذاكرة، ويعيد سرد التاريخ المنسي    اعادة انتخاب عارف بلخيرية رئيسا جديدا للجامعة التونسية للرقبي للمدة النيابية 2025-2028    عاجل : نادي الوحدات الاردني يُنهي تعاقده مع المدرب قيس اليعقوبي    تواصل الحملة الأمنية المصرية على التيك توكرز.. القبض على بلوغر شهير يقدم نفسه كضابط سابق    بلاغ هام لوزارة التشغيل..#خبر_عاجل    بطولة العالم للسباحة: الأمريكية ليديكي تفوز بذهبية 800 م حرة    عودة فنية مُفعمة بالحبّ والتصفيق: وليد التونسي يُلهب مسرح أوذنة الأثري بصوته وحنينه إلى جمهوره    ''السوبر تونسي اليوم: وقتاش و فين ؟''    برنامج متنوع للدورة ال32 للمهرجان الوطني لمصيف الكتاب بولاية سيدي بوزيد    تقية: صادرات قطاع الصناعات التقليدية خلال سنة 2024 تجاوزت 160 مليون دينار    وزارة السياحة تحدث لجنة لتشخيص واقع القطاع السياحي بجرجيس    الملك تشارلز يعرض مروحية الملكة إليزابيث للبيع    رفع الاعتصام الداعم لغزة أمام السفارة الأمريكية وتجديد الدعوة لسن قانون تجريم التطبيع    نانسي عجرم تُشعل ركح قرطاج في سهرة أمام شبابيك مغلقة    ما ثماش كسوف اليوم : تفاصيل تكشفها الناسا متفوتهاش !    عاجل/ تحول أميركي في مفاوضات غزة..وهذه التفاصيل..    درجات حرارة تفوق المعدلات    لرصد الجوي يُصدر تحييناً لخريطة اليقظة: 12 ولاية في الخانة الصفراء بسبب تقلبات الطقس    شائعات ''الكسوف الكلي'' اليوم.. الحقيقة اللي لازم تعرفها    قبلي: يوم تكويني بعنوان "أمراض الكبد والجهاز الهضمي ...الوقاية والعلاج"    تنبيه هام: تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق..#خبر_عاجل    جامع الزيتونة ضمن السجل المعماري والعمراني للتراث العربي    كيف حال الشواطئ التونسية..وهل السباحة ممكنة اليوم..؟!    عاجل/ شبهات اختراق وتلاعب بمعطيات شخصية لناجحين في البكالوريا..نقابة المستشارين في الإعلام والتوجيه الجامعي تتدخل..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجهيناوي: لا نقبل أيّ تدخل "عشوائى" في ليبيا.. وعلاقتنا بمصر لا تخضع لأهواء حزبية.. وهذا ما طلبه منا صندوق النقد الدولي
نشر في الصباح نيوز يوم 11 - 09 - 2016

تحدث خميس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجية في حوار خص به الأهرام خلال زيارته القصيرة الى القاهرة لرئاسة دورة مجلس جامعة الدول العربية الجديدة عن قضايا وهموم الساعة سواء على صعيد العلاقات الثنائية مع مصر أو عربيا وبخاصة ملفات مكافحة الارهاب والأوضاع في ليبيا وسوريا ودول الخليج.
وفي هذا الحوار يحدد الجهيناوي وهو من أبناء مؤسسة الدبلوماسية التونسية الخطوط العريضة للسياسة الخارجية لبلاده في ظل حكومة جديدة برئاسة يوسف الشاهد وحقيقة الأزمة الاقتصادية والمفاوضات الجارية مع صندوق النقد الدولي.
ويتضمن الحوار رسائل تفيد بأن علاقات مصر وتونس على موعد قريب مع مزيد من الخطوات لتقويتها وتعزيزها . وقد نفي أي تأثير لزيادة عدد وزراء حركة حزب النهضة الاسلامية في الحكومة التونسية الجديدة على السياسة الخارجية للدولة التونسية.وأكد أن العلاقات المصرية التونسية ليس لها أي صلة بأهواء حزبية .
وفيما يلى نص الحوار:
كيف ترى الدبلوماسية التونسية فرص وتحديات رئاستها للدورة الجديدة لمجلس الجامعة العربية ؟
تسلمت تونس الرئاسة من البحرين الشقيقة والمشهد العربي الحالي للأسف غير مريح . يتميز بتعدد بؤر التوتر واستفحال ظاهرة الارهاب وتقلص دور الجامعة بصدد هذه المسائل . لكن الأمين العام للجامعة أبدى خلال زيارته قبل أيام لتونس وفي كلمته أمام اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية هنا بالقاهرة عزما على استعادة دور الجامعة العربية وأن يكون هذا الدور أكثر وضوحا في معالجة هذه القضايا . ولا يمكن ترك قضايا عربية مثلما يجرى في ليبيا وسوريا فقط للأطراف الأجنبية . وحقيقة لمست من الأمين العام ارادة قوية لتترجم الجامعة هذا التوجه.
وهل لديكم في تونس تصور لآليات محددة لدفع العمل العربي المشترك ، خصوصا وأن الدبلوماسية التونسية لها سمعتها ومكانتها .ويكفي ان نشير الى أن أول عربي أفريقي يرأس الجمعية العامة للأمم المتحدة كان التونسي المنجى سليم ( عام 1961) ؟
كما ذكرت فان المنجى سليم من رواد الدبلوماسية التونسية .وهدف هذه الدبلوماسية الآن مع التحول الى الديمقراطية هو الرجوع الى ثوابتها كالتوجه الى الحلول السلمية وعدم الانخراط في المحاور والامتناع عن اتخاذ مواقف على قواعد أيديولوجية ومحاولة المساهمة في ايجاد الحلول للنزاعات . والرئاسة التونسية للدورة الجديدة للجامعة العربية ستعمل على التوافق واستشارة مختلف الدول والاشقاء وتحقيق أكبر ما يمكن من تقارب المواقف لحلحلة القضايا العالقة .وبالنسبة لنا بدأنا اليوم بقضية ليبيا .وهى قضية مهمة لتونس ولها تأثير على الوضع الأمني عندنا.
هل نشهد توجها في الجامعة لدعم مرشح عربى واحد لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو، كما نشرت بعض وسائل الإعلام قبل بدء الدورة الجديدة .. أم أنكم غير متفائلين في ظل استمرار تعدد الترشيحات العربية ؟
هذا الأمر لم يطرح على مستوى الوزراء العرب . ومع الأسف هناك تعدد ترشيحات .وهى لشخصيات لها قيمتها . لكن يظل من الأهمية التوافق حول مرشح واحد .ولأن التقدم بعديد من الترشيحات يضعف حظوظ المجموعة العربية في المنصب .وسنعمل كدبلوماسية تونسية على تحقيق هذا الهدف . صحيح أن من حق كل دولة التقدم للترشيح .لكن لو هناك مرشح عنده حظوظ أكبر سنعمل عن طريق الاتصالات مع مختلف الأطراف لنخرج بمرشح واحد نتقدم به للمجموعة الدولية .ونحن في تونس سندعم المرشح العربي الأوفر حظا.
العلاقات المصرية التونسية تستعيد قوتها
هل هناك أخبار جديدة على مستوى العلاقات المصرية التونسية؟
علاقاتنا مع مصر متميزة . وكما تعلمون مرت بفترة تأثرت فيها بالأوضاع الداخلية للبلدين .لكن منذ الانتخابات البرلمانية والرئاسية بتونس خريف 2014 استعادت هذه العلاقات قوتها . ومصر دولة محورية ولها دور مهم ليس على صعيد الشرق الأوسط وحسب . بل على المستوى الدولي. ولاشك ان تونس تطمح الى استعادة علاقات قوية مع مصر ولمصلحة الدولتين في المقام الأول . ونهدف الى تعزيز التفاهم الثنائي لمجابهة القضايا المشتركة في الإقليم ودفع التعاون بين بلدينا . وفي أكتوبر العام الماضي قام الرئيس الباجي قايد السبسي بزيارة الى القاهرة جرت في أجواء متميزة ومثلت انطلاقة للتعاون الثنائي بين البلدين .كما وجه الدعوة للرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة تونس .وموعد هذه الزيارة سيتحدد عندما يرى الرئيس السيسي أن أجندته تسمح بها ويتفق مع شقيقه الرئيس السبسي على موعد محدد . ولقد كان لي حظ أن ألتقى بالرئيس السيسي في كيجالي وعبر لي عن رغبته في القيام بهذه الزيارة في أجل قريب .ونحن سنمهد لهذه الزيارة .وهناك اجتماع بتونس في شهر ديسمبر المقبل على صعيد التشاور السياسي بين البلدين على مستوى وزراء الخارجية . وسيزورنا الوزير سامح شكري .وهو اجتماع سيتناول بالطبع مختلف القضايا الإقليمية التي تهمنا وآفاق تطوير العلاقات الثنائية.
كيف تقيمون التعاون بين البلدين على صعيد مكافحة الإرهاب ؟
هناك تعاون بين الوزارات المعنية و الأجهزة المختصة في البلدين .لكن هدفنا هو تعزيز هذا التعاون لأن الارهاب يستهدف كلينا . وأخيرا اجتمعت في القاهرة لجنة عسكرية مصرية تونسية، وأخرى أمنية ، والتنسيق مستمر.
وضع وزير دفاع فرنسا قبل أيام مصر وتونس وحدهما في جملة واحدة تحذر من تهديد مباشر على دولتي الجوار لليبيا من توجه الارهابيين الدواعش اليهما بعدما تلقوا ضربات في سرت .. ما تعليقكم ؟..وهل تحدثتم مع باريس بهذا الشأن ؟
نتحدث بصفة مستمرة مع الفرنسيين حول هذه المسائل وغيرها . والشيء الطبيعي عندما يجرى ضرب قواعد الإرهابيين في سرت او اى مكان آخر في ليبيا ان يتجهوا الى دول الجوار .نحن نتوقع هذا وأخذنا الاحتياطات لردع أية محاولة للتدخل في التراب التونسي .وقبل ايام معدودة كان هناك لقاء بين وزيري دفاع تونس وفرنسا .وهناك تنسيق كبير بين البلدين . ونحن ندرك أن معظم الضربات الإرهابية التى اصابت تونس في السنوات الأخيرة جاءت عبر ليبيا.كان هناك فراغ سياسي كبير في ليبيا. والآن هناك المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني .ونأمل ان يتمكنا من بسط السلطة على كامل التراب الليبى ومكافحة الإرهاب.وخصوصا ان لدينا معلومات عن تمركز بعض المتطرفين في ليبيا . هم جاءوا من دول الجوار لليبيا سواء بالساحل الأفريقي أو من بؤر التوتر الأخرى كسوريا بعد ضربات الأطراف الدولية هناك . وهكذا اصبحت ليبيا ملاذا لهؤلاء الارهابيين القادمين من هنا وهناك .ونتابع ما قامت وتقوم به حكومة الوفاق الوطنى في ليبيا وندعم توجهها لمكافحة الارهاب.
هل لديكم أرقام أو تقديرات محددة عن اعداد الارهابيين الآن في ليبيا ؟
كل الأرقام بما في ذلك تلك التي اعطاها وزير الدفاع الفرنسي تظل قابلة وعرضة للتغيير . ثمة أعداد تنتقل الى ليبيا وتخرج منها.
معركة سرت ومستقبل حفتر
بعد النجاحات التي حققتها قوات البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني لطرد الدواعش من سرت ، هل ترون بأن مخاطر التدخل العسكري البرى الأمريكي الدولي وهو ما يقلقكم تداعياته المحتملة في تونس قد زالت تماما؟
نحن في تونس ضد أي تدخل بري أو بحري أو جوي في ليبيا . ونعتقد أن أي تدخل خارج الشرعية الدولية لايمكن ان يفيد. بل سيعقد الأوضاع . ونرى ان أي تدخل لابد ان يأتي بطلب من الجهات الرسمية الشرعية الليبية والمعترف بها دوليا .وهى صاحبة الحق الوحيد في هذا . ونؤكد أن أي تدخل عشوائى بدون تفويض وطلب واضحين من الحكومة الشرعية والهيئات الدولية لا نقبله وهو حتما سيؤدى الى تعكير الأجواء. والأهم بالنسبة لنا هو كيفية الاسراع بايجاد حل سياسي يجمع كافة الاطراف الليبية وحتى لا تكون البلد مرتعا للحركات الارهابية . والليبيون وحدهم هم القادرون على ضرب الارهاب .وهذه مهمتهم وليس مهمة الأطراف الدولية.
ولكن هل ترون ان مخاطر التدخل العسكري البري قد زالت تماما ؟
نتمنى ان تتمكن قوات البنيان المرصوص من القضاء على البؤر الارهابية .وهذا لصالح دول الجوار أيضا . ونحن في تونس نشعر بأننا مهددون لأننا نمثل النموذج المعاكس لما يريده الارهابيون . نحن نريد بناء ديمقراطية عصرية وفق قيم القرن الحادي والعشرين .وهم يدعون لاقامة نظام سياسي يعود الى العصور الوسطى.
هل انتم منخرطون في جهود الوساطة في ليبيا بين فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطنى ورئيس برلمان طبرق عقيلة صالح والفريق أول خليفة حفتر؟
الرئيس التونسي وعندما كنت مستشاره الدبلوماسي استقبل كل الأطراف الليبية ودعاهم الى انتهاج الحوار والتوافق . ولأن الحل الوحيد سيكون سياسيا بعد الجلوس حول مائدة التفاوض. وبكل تواضع نقول ان لدينا تجربة في تونس. فقد تمكنا من خلال الحوار الوطني الذي حصلت اطرافه الراعية على نوبل للسلام من ايجاد نموذج سياسي فيه متسع لمختلف الاطراف والتوجهات السياسية . ونحن لانطلب اتباع نموذجنا التونسي . وهو ليس للتصدير .لكن يمكن للإخوة الليبيين ان يستلهموا منه . ولايمكن لليبى ان يقصى ليبيا آخر.
هل تعتقدون كما ذهبت تقارير صحفية أخيرا أن حفتر خرج من المعادلة؟
لا أدرى خرج أم لا . لكنه يظل جزءا من المشهد السياسي الليبي .ويرجع لليبيين انفسهم ايجاد صيغة لتمكين حفتر وغيره من التواجد في الحل السياسي .وحفتر يمكن ان يكون جزءا من هذا الحل السياسي.
مع سوريا لكل حادث حديث
قلتم في السابق ان قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق عام 2011 كان خطأ فادحا سنعمل على تجاوزه .. متى تعيدون العلاقات كاملة ،وما الذى يحول دون هذا؟
صحيح ارتكبنا خطأ عندما قطعنا العلاقات . والدبلوماسي لا يلجأ الى قطع العلاقات خاصة اذا ما أراد ان يكون جزءا من الحل السياسي . وعلى اي حال لدينا الآن حضور قنصلي في سوريا ونراقب ما يجرى وتطور موازين القوى هناك. أما اعادة العلاقات الدبلوماسية كاملة فلكل حادث حديث .وعندما تتحدد الأمور سنتخذ القرار المناسب.
هل يتوقف القرار على نضج شروط معينة .. وما هي؟
سنعيد العلاقات كاملة عندما تتوجه الأطراف الى حل سياسي . ولابد ان نترك للسوريين ان يتوجهوا للحوار السياسي . وليس هناك حل بدون هذا الحوار.
ماهى حقيقة الموقف الرسمي في تونس من حزب الله ..وكنتم شخصيا قد انتقدتم تصويت وزير داخلية تونس على قرار مجلس وزراء الداخلية العرب بإعتباره منظمة ارهابية ؟
حزب الله جزء من المشهد السياسى في لبنان . ولبنان دولة شقيقة . ومبادئ السياسة الخارجية التونسية وثوابتها تقوم على عدم التدخل في الشئون الداخلية . ولاشك ان الشعب التونسي تابع بكل اعتزاز تحرير حزب الله لجزء من التراب اللبناني ومقاومته لإسرائيل . لكن هذا الشعور لايعطي لحزب الله صكا على بياض والحق في ممارسة انشطة بدول اخرى غير لبنان تصفها دول بأنها ارهابية وتنطوي على تدخل في الشئون الداخلية للآخرين .ونحن نتفهم مواقف هذه الدول من حزب الله.
بعد انتخابات تونس خريف 2014 سعت سياستكم الخارجية الى تحسين العلاقات مع السعودية وكذا الإمارات .. هل لديكم هامش مناورة للاحتفاظ بعلاقات بذات الحرارة مع قطر وفي ظل استقطاب اقليمى حاد ؟..وكيف؟
نحاول ..وهدفنا ان تكون علاقاتنا جيدة مع مختلف الأطراف . ويدفعنا في هذا مصلحة تونس . وبعيد انتخابات 2014 وفور تسلم الرئيس السبسي مهام الرئاسة بانتخابات حرة شفافة عمل على اعادة الحيوية الى علاقاتنا مع دول الخليج كافة .وقام بجولة خليجية زار خلالها السعودية والبحرين والكويت وقطر . ولا يمكننا ان نتجاهل دول الخليج . نحن نحتاج الى دعم اشقائنا، وبخاصة الخليجيون في مواجهة المصاعب الاقتصادية . ولاشك ان الأوضاع متشابكة بين شمال أفريقيا ودول الخليج .ومن مصلحتنا ان تنعم دول الخليج بالاستقرار.
استمعت في تونس الى إثنين من سابقيك في منصب وزير الخارجية عن شح المساعدات الاقتصادية من العالم التي جاءت بعد الثورة .. هل ما زال الأمر قائما؟
أقول نفس كلامهم . وبصفة عامة الدعم الاقتصادي الدولي لايرقي لمستوى اتنظاراتنا وتوقعاتنا وطموحاتنا . لكننا بدأنا نلمس استعدادا لمزيد من دعم تونس، وبخاصة من دول الخليج . ونتمنى ان يجد هذا الاستعداد ترجمة في المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد التونسي المقرر عقده في 29 نوفمبر المقبل . ولقد دعونا كل دول الخليج وأيضا مصر لحضوره.. واستجاب الجميع.
ما هو بالضبط حجم المساعدات الاقتصادية الدولية لتونس بعد أكثر من خمس سنوات من الثورة ؟
ليس عندى أرقام. يوجد بالطبع دعم لكنه لا يرقى الى توقعاتنا . وهو بالأساس من أوروبا.
وزراء النهضة وسياسة الدولة الخارجية
زاد عدد وزراء حزب حركة النهضة الاسلامي في الحكومة الجديدة برئاسة يوسف الشاهد .. هل يمكن لهذه الزيادة ان تؤثر على السياسة الخارجية للدولة التونسية ، وبخاصة على علاقاتها مع مصر ؟
هذه حكومة وحدة وطنية تضم حوالي ثمانية احزاب ومدعومة من أهم منظمتين وطنيتين.و هما الاتحاد العام للشغل ( العمال) والأعراف ( والأخيرة لرجال الأعمال والصناعة والتجارة ) . ومبادرة الرئيس السبسي لتشكيل حكومة وحدة وطنية على هذا النحو لم تأت لأن الحكومة السابقة فشلت . هذا غير صحيح . بل لأنه اعتبر أن نسق ووتيرة الاصلاحات لا تجرى بالسرعة الكافية التي يترقبها الشعب . لذا ارتأى ان تضم الحكومة الجديدة أكبر ما يمكن من الطيف السياسي حتى تتمكن من اتخاذ اجراءات جريئة بدعم من مختلف الأحزاب . وهكذا نالت الحكومة الجديدة ثقة ودعم البرلمان بأغلبية مريحة ستمكنها من اتخاذ اجراءات على اصعدة الاقتصاد ومكافحة الإرهاب.
لسنا تحت وصاية صندوق النقد
خطاب الشاهد امام البرلمان في جلسه منح الثقة كان صريحا وربما صادما حين أشار الى قرب اتخاذ اجراءات اقتصادية موجعة و تحدث عن ضغط عامل الوقت .. وهناك في تونس قلق من شروط صندوق النقد الدولى .. هل لديكم هامش مناورة في مواجهة روشتة الصندوق وتأثيراتها على الطبقات الفقيرة والوسطى؟
الحكومة التونسية هي التي ذهبت الى الصندوق .لم تجيئنا بعثته إلا بعدما طلبناه.وهذا لأننا نحتاج الى دعم مالي منه كي نحقق توزانات ضرورية لمالية الدولة . وما طلبه الصندوق هو بعض الاصلاحات . والحكومة التونسية بصدد تطبيقها . وسياسة الحكومة ألا تكون هذه الاصلاحات على حساب الطبقة الفقيرة وان تعطي الجانب الاجتماعي مكانته المهمة وأن تواجه آثار التضخم والغلاء.
الحمد لله يبدو أن هذا الصيف مر على تونس من دون هجوم إرهابي كبير كما جرى من قبل في باردو وسوسة .. هل زال خطر الإرهاب .. وهل انتم مطمئنون ؟
الخطر مع الأسف مازال قائما على تونس وغير تونس . هي حرب طويلة الأمد . انتصرنا في معارك ضد الارهاب ومصرون على كسب الحرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.