قضية اغتيال الشهيد الزواري .. السجن مدى الحياة لأغلب المتّهمين    بنزرت: أكثر من 400 كغ من المواد الغذائية غير الصالحة للاستهلاك... التفاصيل    تورّط شبكات دولية للإتجار بالبشر .. القبض على منظمي عمليات «الحرقة»    عمليات جراحة الكُلى والبروستاتا بالروبوت الأولى من نوعها في تونس    مع الشروق : فصل آخر من الحصار الأخلاقي    كأس إفريقيا للأمم – المغرب 2025: المنتخب الإيفواري يفوز على نظيره الموزمبيقي بهدف دون رد    "طوفان الأقصى" يفجر أزمة جديدة في إسرائيل    الغاء كافة الرحلات المبرمجة لبقية اليوم بين صفاقس وقرقنة..    الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة تنظم ثلاث دورات تكوينية في المحاسبة الكربونية لفائدة الأساتذة الجامعيين    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    الإطاحة بشبكة لترويج الأقراص المخدّرة في القصرين..#خبر_عاجل    مناظرة 2019: الستاغ تنشر نتائج أولية وتدعو دفعة جديدة لتكوين الملفات    كأس افريقيا للأمم 2025 : المنتخب الجزائري يفوز على نظيره السوداني    بابا نويل يشدّ في'' المهاجرين غير الشرعيين'' في أمريكا: شنوا الحكاية ؟    تونس 2026: خطوات عملية لتعزيز السيادة الطاقية مع الحفاظ على الأمان الاجتماعي    توننداكس ينهي معاملات الإربعاء على منحى سلبي    الديوانة تكشف عن حصيلة المحجوز من المخدرات خلال شهري نوفمبر وديسمبر    تمديد أجل تقديم وثائق جراية الأيتام المسندة للبنت العزباء فاقدة المورد    القصور: انطلاق المهرجان الجهوي للحكواتي في دورته الثانية    في الدورة الأولى لأيام قرقنة للصناعات التقليدية : الجزيرة تستحضر البحر وتحول الحرف الأصيلة إلى مشاريع تنموية    الرابطة الأولى: علاء الدين بوشاعة رئيسا جديدا للمستقبل الرياضي بقابس    زلزال بقوة 1ر6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    عاجل: شوف شنيا قال عصام الشوالي على الماتش الجاي لتونس    عاجل: بعد فوز البارح تونس تصعد مركزين في تصنيف فيفا    عدّيت ''كوموند'' و وصلتك فيها غشّة؟: البائع ينجّم يوصل للسجن    مرصد حقوق الطفل: 90 بالمائة من الأطفال في تونس يستعملون الأنترنات    تزامنا مع العطلة المدرسية: سلسلة من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية بعدد من القاعات    قفصة: إصدار 3 قرارات هدم لبنانيات آيلة للسقوط بالمدينه العتيقة    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    قائمة سوداء لأدوية "خطيرة" تثير القلق..ما القصة..؟!    حليب تونس يرجع: ألبان سيدي بوعلي تعود للنشاط قريبًا!    هام/ المركز الفني للبطاطا و القنارية ينتدب..    عاجل: هذا موعد الليالي البيض في تونس...كل الي يلزمك تعرفه    ندوة علمية بعنوان "التغيرات المناخية وتأثيرها على الغطاء النباتي والحيواني" يوم 27 ديسمبر الجاري على هامش المهرجان الدولي للصحراء    رد بالك: حيلة جديدة تسرّق واتساب متاعك بلا ما تحسّ!    عركة كبيرة بين فريال يوسف و نادية الجندي ...شنوا الحكاية ؟    قابس: أيام قرطاج السينمائية في الجهات ايام 25 و26 و27 ديسمبر الجاري بدارالثقافة غنوش    درجة الحرارة تهبط...والجسم ينهار: كيفاش تُسعف شخص في الشتاء    هذا هو أحسن وقت للفطور لخفض الكوليسترول    بول بوت: أوغندا افتقدت الروح القتالية أمام تونس في كأس إفريقيا    عاجل: تغييرات مرورية على الطريق الجهوية 22 في اتجاه المروج والحمامات..التفاصيل    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    راس السنة : جورج وسوف بش يكون موجود في هذه السهرية    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي    تونسكوب تطلق نشيدها الرسمي: حين تتحوّل الرؤية الإعلامية إلى أغنية بصوت الذكاء الاصطناعي    اتصالات تونس تطلق حملتها المؤسسية الوطنية تحت عنوان توانسة في الدم    عاجل: اصابة هذا اللّاعب من المنتخب    عاجل/ العثور على الصندوق الأسود للطائرة اللّيبيّة المنكوبة..    اتحاد المعارضة النقابية: استقالة الطبوبي ليست نهائية ولم تكن مفاجئة    كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025: برنامج مباريات اليوم والقنوات الناقلة..#خبر_عاجل    اليوم: الدكاترة الباحثون المعطلون عن العمل يحتجون    عبد الستار بن موسى: المنتخب الوطني قادر على التطور.. والمجبري كان رجل مباراة اليوم    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    في رجب: أفضل الأدعية اليومية لي لازم تقراها    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهدي جمعة في أول حوار لصحيفة مصرية : ثورات الربيع العربي في مرحلة المخاض.. ولا نعرف هل سيخرج المولود سليماً أم لا
نشر في الصباح نيوز يوم 20 - 11 - 2014

قال رئيس وزراء تونس، المهندس مهدي جمعة، في أول حوار لصحيفة مصرية إن المشهد السياسي المصري يؤثر على تونس والعكس، مؤكداً أن مصر دولة لها خصوصيتها، ولديها آلياتها لاختيار قياداتها، ونحن نحترم خياراتها.
وشدد جمعة، في حواره لصحيفة "المصري اليومي"، على أن بلاده تنسق مع مصر في قضايا الإرهاب، موضحاً أن الإرهابيين يستهدفون أية دولة مستقرة لأن مشروعهم يتمثل في "فسخ الدول والحدود"- حسب تعبيره.
ونوَّه بأن تونس نجحت في تنظيم الانتخابات التشريعية، وأن الحكومة على نفس درجة "الأهبة واليقظة" لإجراء الانتخابات الرئاسية المقرر لها الأحد المقبل. وأكد أن حزب النهضة"، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في تونس، مثل الأحزاب الأخرى يُحاسَب إذا أخطأ، مشيراً إلى أن ثورات الربيع العربي، سيقيّمها المؤرخون. واعتبر أن هذه الثورات "في مرحلة المخاض، ولا نعرف هل سيكون المولود سليماً أم لا؟".
ووصف رئيس وزراء تونس المشهد الليبي ب"المعقد". وقال إن بلاده تتعامل مع الأحداث في جارتها الشرقية ب"ثوابت لا تتغير".
وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى العلاقات بين مصر وتونس؟
-العلاقات بين البلدين تاريخية وطيبة، وهناك تعاون كبير فيما بينهما، وعندما حدثت مشكلة للجالية المصرية في ليبيا وضعنا كل إمكانات الدولة لمساعدتهم حتى العودة إلى مصر، وكنا على تواصل دائم مع المسؤولين في القاهرة بهذا الشأن.
■ وماذا عن تلك العلاقات أثناء حكومة حركة النهضة؟
-العلاقات مع الدول تمر بفترات، وكانت المنطقة تمر بظروف خاصة دون الدخول في التفاصيل، لكن العلاقات من الدولة إلى الدولة والشعب إلى الشعب طيبة، لأن علاقتنا تمضى على ثوابت لا تتغير بتغير الأشخاص، ومبنية على الود والصداقة.
■ فترة حكم الإخوان في مصر وسقوطهم، هل أثَّرت على علاقات البلدين؟
- الثوابت في علاقتنا الخارجية، خاصة مع البلدان الصديقة والشقيقة، تقوم على عدم التدخل في شؤون الغير. والشعب المصري له خياراته. وبطبيعة الحال ما حدث في تونس أثّر في مصر، وما حدث في مصر أثر في تونس. هذا في التاريخ والحاضر والمستقبل. ونحن ننسق مع دول الجوار ومع مصر في قضايا الإرهاب، وجهودنا واحدة ومتضافرة لحماية بلداننا وشعوبنا.
■ هل أثرت ثورة "30 يونيو" على الوضع في تونس وتشكيل حكومة تكنوقراط؟
- في المشهد التونسي المسار كان واضحاً. كانت هناك ثورة أنشأت فراغاً في الحكم تمكّنا من شغله ببعض المجهودات من الأطراف الفاعلة. فقد كانت هناك بعض المؤسسات غائبة مثل البرلمان، وحدث تسلسل منطقي وأجريت الانتخابات البرلمانية، وأتت بشرعية، ورأينا نتائج تجربة السنتين الأولى والثانية من الشرعية، فلم تكن كافية. وحلاً للمشاكل توصل التونسيون إلى ضرورة أن تكون هناك توافقية بجانب الشرعية، والتأثير الأكثر كان في الداخل التونسي، حيث ضغط المجتمع المدني لإنتاج المسار الذي سرنا فيه، والذي أثبت اليوم أنه مسار سليم.
■ كيف استطاعت الحكومة التكنوقراط الوقوف على مسافة واحدة من الجميع؟
-كان هذا أمراً مهماً لأنها كانت فترة تجاذبات كبرى، فبعد فترة حكم "بن علي" والمشهد السياسي والاجتماعي الذى أعقبها كنا حريصين على تجاوز تلك المرحلة، وكان أهم شيء أن نقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، وكان أمراً صعب المنال، لكن الحمد لله استطعنا في 7 أشهر فعل ذلك حتى نطمئن الكل، ونهيئ المناخ لانتخابات شفافة وسليمة، فكان لابد أن نثبت الحياد والثقة في الحكومة.
■ الحكومة التكنوقراط لم تتأثر بتوجهات حركة النهضة، بدليل مشاركة حكومتكم في حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
-نحن لا نسمح لأنفسنا بتقييم الشعب المصري، فهذا شأن داخلي مصري، ونتعامل مع الشقيقة مصر كدولة لها خصوصيتها، ولديها آلياتها لاختيار قياداتها، ونحترم خياراتها، ولها رئيس وحكومة وممثلون دبلوماسيون نتعامل معهم. كيف اختارهم الشعب المصري؟ هذا شأن مصري نحترمه كما يحترم المصريون اختياراتنا، وفيما عدا ذلك هو شأن داخلي مصري ولا نسمح لأنفسنا بالتدخل فيه.
■ كيف ترى ظاهرة الإرهاب؟
-الأمور أصبحت متقلبة، فترى جارتنا ليبيا تتنامى بها ظاهرة الإرهاب، وفي تونس لم يكن لدينا تاريخ مع الإرهاب، لكنه تمركز في الفترة التي كانت فيها الدولة هشة. موقفنا واضح بأنه لا مكان للإرهاب في تونس، ونحن متضامنون مع كل الشعوب في محاربة الإرهاب، فالإرهاب عدو مشترك، ومقاومته تكون بالتنسيق مع كل الدول. ونحن نتعامل مع مصر على هذا الأساس.
■ ما موقفكم مما يحدث في ليبيا؟
-بطبيعة الحال عدم الاستقرار في ليبيا يقلقنا، ونحن مع عدم التدخل الأجنبي في هذا البلد، ومع الحوار ومناهضة الإرهاب، وعدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي، ودائما مع تشجيع الليبيين على الحوار، ومناهضة الإرهاب.
■ هل هناك تنسيق مع مصر بالنسبة لليبيا؟
-ننسق مع دول الجوار ومع مصر في قضايا الإرهاب، وجهودنا واحدة ومتضافرة لحماية بلداننا وشعوبنا.
■ كيف ترى عملية الكرامة هناك؟
المشهد الليبي معقد ونتعامل معه بثوابت. فنحن لا نتدخل في الشأن الليبي، وندفعهم للحوار، وكل ما يهمنا درء خطر الإرهاب، ونتمنى أن تسكت لغة السلاح، وأن يرجع كل الأطراف للحوار، وفى التجربة التونسية عندما كانت هناك تصادمات لم ننجح، وعندما جلسنا على الطاولة نجحنا ووجدنا حلولاً، ونحن سنوفر الدعم لكل ما يساعد الإخوة الليبيين على الحوار وما يساعد على إسكات لغة السلاح.
■ حركة النهضة عضو في التنظيم الدولي للإخوان، هل طلبتم منها تحديد هذه العلاقة؟
-نتعامل مع المشهد السياسي ككل على نفس المسافة من الجميع، وأرضية التعامل واضحة، فلا نحاسب على الخلفية الأيديولوجية، ونحكم على أي أحد بكيفية احترامه القانون، وليس لدينا "نهضة" أو غير "نهضة"، أي مجموعة تخرج عن القانون نحاسبها بدون أي اعتبار للون أو خلفية، و"النهضة" حزب مثل الأحزاب الأخرى ساهم في وضع الدستور.
■ "داعش" خطر يهدد المنطقة.. هل هناك جماعات إرهابية تونسية أعلنت دعمها لهذا التنظيم الإرهابي؟
-"داعش" فكر تكفيري إرهابي، يستعمل الإرهاب كوسيلة. وهذه المجموعات إرهابية بوجوه مختلفة. اليوم يسمى نفسه "القاعدة الإسلامية"، وغداً يعطى البيعة لآخر. كلها سواسية، وإرهاب بنفس المسميات ونفس الأشخاص. عندنا "أنصار الشريعة" تبايع "القاعدة"، وغداً "داعش"، وبعده "المدعوش"، أي بواجهات مختلفة، ومهما اختلفت الواجهات نحن نحارب الأصل.
■ ما الإجراءات التي اتخذتها تونس لمواجهة الإرهاب؟
-حكومتنا جعلت من الأمن أولوية، خاصة مقاومة الإرهاب، فقمنا بحملة كبيرة كان أولها تأهيل المنظومة الأمنية التي تضررت من الثورة، والتنسيق بين الأجهزة الأمنية وجعلها منظومة واحدة متناسقة، وفعّلنا جهاز الاستخبارات، ونواجه الإرهاب بجميع الطرق الأمنية، ونرصد جميع الخلايا والخلايا النائمة التي تكونت بعد الثورة، ولدينا بعض المشاكل في المرتفعات والجبال، ولكننا نتابعهم. واليوم صارت هناك عقيدة وتصالح بين الأجهزة الأمنية والشعب الذي كان ينظر إليها باعتبارها أداة قمع، لكنها اليوم جزء من الشعب. وكثفنا التعاون مع بلدان الخارج كون الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود، وننسق مع الإخوة الليبيين والجزائريين لضبط الحدود، وهناك جهود كثيرة لتفكيك هذه المنظمات في الداخل، ومنع سفرها إلى ليبيا، والمواجهة مازالت مفتوحة مع الإرهاب الذي يستهدف أية دولة يكون فيها استقرار لأن مشروعهم فسخ الدول والحدود، ونحن مشروعنا تثبيت دولة قوية بمؤسساتها وقوة قانونها، ليس بجبروتها، فهم مشروعهم مضاد ويستهدف هذه التجربة، وقد يزيدون في استهدافهم، ومهما يكلفنا فهناك إصرار من الحكومة والأجهزة الأمنية والشعب للقضاء على الإرهاب.
■ مصر أعلنت جماعة الإخوان إرهابية.. كيف ترى هذا القرار؟
- هذا قرار مصري.
■ ولكنّ هناك دولاً عربية أعلنتها أيضاً؟
- نحن ليست لدينا دراية بخلفيات القرار المصري.
■ كيف ترى "خارطة الطريق" المصرية واقتراب الانتهاء من تنفيذها؟
-كل شعب اختار خارطة طريق نتمنى له التوفيق والنجاح فيها.
■ما المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها مصر وتونس؟
-هناك مجالات عديدة يمكن التعاون فيها مثل التعاون الأمني والسياسي والاقتصادي، فمصر سوق كبيرة، وفيها كثير من الفرص، وتونس أيضاً، وعندما التقيت إخواننا المصريين قلت لهم إنه لا يلزمنا العمل كثيراً في السياسة، يلزمنا أن نعمل في الاقتصاد، لأنه مهما كانت الخيارات السياسية في بلادنا فلن تتوفر إلا بالعيش الكريم لمواطنينا من عمل وصحة وتعليم وغيرها، ونتمنى الاستقرار السياسي بين البلدين، ومقاومة المخاطر المشتركة، والشعبان متقاربان ثقافياً وحضارياً، ويبقى لنا العمل على الاقتصاد، والتركيز عليه عند الاستقرار في البلدين.
■هل سيكون تعاون بين البلدين في مجال السياحة؟
-السياحة في مصر فيها مشاكلها، وتونس كذلك، ومن الممكن أن تكون هناك فرص مشتركة، فمصر لديها خبرة كثيرة، وتونس أيضاً. وفى تقديري من الممكن أن تكون هناك فرص مشتركة، خاصة أن نتوحد في غزو الأسواق.
■ماذا عن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين قبل الثورتين فيهما؟
-نحن نريد إحياء كثير من الأمور عند استقرار الأوضاع، واستكمال المسار الانتخابي، وبعدها سنقوم بعمل لجنة مشتركة بأسلوب ومنهجية يختلفان عن اللجان السابقة التي نجحت في توثيق العلاقات السياسية، لكنها لم تنجح في توثيق العلاقات الاقتصادية، وأول لجنة ستعقد ستكون حجر أساس لعلاقات تبادل مكثف.
■بالعودة للمشهد السياسي الداخلي التونسي.. كيف تقيّمه؟
-اجتزنا المرحلة الأولى؛ الانتخابات التشريعية، بغض النظر عمن فاز أو من حصل على المركز الأول أو الثاني، فمن وجهة نظر الحكومة استطعنا إجراء الانتخابات في موعدها، وتوصلنا لتنقية المناخ الأمني، وتحييد الإدارة والمساجد، ومقاومة الإرهاب. أجرينا انتخابات بنسبة مشاركة طيبة ومقبولة من كل من شارك فيها، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً في هذه المرحلة، ونحن مستعدون على نفس درجة الأهبة واليقظة لإجراء الانتخابات الرئاسية، ونتمنى أن تكون موفقة، وبطبيعة الحال المراقبون الدوليون يكون لهم ملاحظات، وهذا شيء طبيعي.
■هل أثر المال السياسي على العملية الديمقراطية؟
-نحن جنّدنا إمكانيات الدولة وعملنا مع دائرة المحاسبات وأعطيناها الأولوية لمراقبة هذا الجانب بجانب وزارة المالية والقضاء. يقال إن هناك كثيراً من المال السياسي، وهذا ليس في تونس فقط، وعند ملاحظة أي تجاوز نتخذ الإجراءات القانونية.
■ وهل تم رصد أي تدفق أموال؟
-لم نرصد، ولو رصدنا سنطبق القانون، وهناك بعض التجاوزات، لكنها ليست بالحجم الذي تتحدث عنه، مثل تجاوز المبلغ المسموح أو عدم وجود فاتورة، لكن لم نرصد أي تدفق مالي، ولو حدث مع أي مرشح سنحاسبه، وهذا بيد القضاء.
■إلى أين وصلت الحكومة في ملف الاغتيالات السياسية؟
-هناك ملفان أحدهما أنهاه القضاء، والثاني مازال به بحث قضائي، وتعرفنا على كل الجناة وأكثرهم في السجون حالياً، وآخرون قتلوا في مواجهات خلال عمليات مقاومة الإرهاب، ويبقى أربعة في الخارج في ليبيا وسوريا، وهم من مجموعات أنصار الشريعة، ولدينا صورة مكتملة عن هذه الاغتيالات، وقمنا بكل الإجراءات، وهناك رسالة واضحة: لن يفلت أحد من العقاب حتى لو كان في الخارج.
■هل أنت راضٍ عن أداء حكومتكم في الفترة التي توليتها؟
-الآخرون هم من يقيّمونني، وهناك طريقتان للتقييم، عندما ترى المشاكل التي لم تحل تكون غير راض، وعندما تشاهد المشاكل التي تم حلها تكون راضياً، وبكل موضوعية عندما نشاهد حجم التحديات والمشاكل التي دخلنا لحلها فستجد هناك مجالات للرضا، فقد هيّأنا مناخاً سياسياً أقل تشنجاً، وهناك تقدم كبير في العملية الأمنية، وفي الميدان الاقتصادي نسير في الطريق الصحيح. والتقييم يكون موضوعياً عند نهاية المهمة، فنحن مثل كرة القدم، اللعب حتى الدقيقة 90، ومن الممكن أن يتلقى مرماك هدفاً في أي وقت.
■ هل المؤتمر الاقتصادي الذي عقدته تونس آتى ثماره؟
-هذا المؤتمر بشهادة كل من شارك فيه أعطى صورة طيبة لتونس كوجهة استثمار، وابتعدنا فيه عن الشكل التقليدي، وهدفه عودة تونس لمكانتها العالمية وتسليط الضوء عليها كوجهة استثمار، ليس كوجهة مشاكل أو اضطرابات، هذا ما نتمناه للشقيقة مصر، ومن هذا كان المؤتمر ناجحاً، وقدمنا رؤية استراتيجية للعشرين عاماً القادمة، وعرضنا بعض المشرعات.
■المعهد الجمهوري الدولي قال إن هناك رضاء شعبياً عن أداء حكومتكم.. هل فكرت في تشكيل حزب سياسي أو خوض الانتخابات؟
-أنا جئت لمهمة محددة في أهدافها ووقتها، وحتى لو حققت شعبية فذلك لا يغير من موقفنا، لكن كان عندي تعهد واضح بعدم خوض الانتخابات حتى أبقى على الحياد، وأتمكن من المساهمة البسيطة في هذه الفترة التاريخية في نجاح الانتقال من فترة صعبة إلى فترة استقرار بطريقة سلسة، فهذا أهم هدف عندي. وأنا باقٍ في مهمتي التي جئت من أجلها، وقلت لن أترشح ولن أشكل حزباً سياسياً، ولن أبقى في الحكومة القادمة.
■وماذا لو كُلفت بتشكيل الحكومة من جديد؟
-أنا مستقل وأعمل ببرنامجي، ولن أعمل ببرنامج مختلف وأحب أن أحترم قواعد اللعبة، ومن الأسس الجديدة التي نحب بناءها أن الإنسان عندما يدخل على كرسي يجب أن يعرف أنه سيخرج منه، والهدف ليس الاستمرار بل إنجاح المنظومة السياسية الجديدة.
■متى تعود تونس للحضن العربي بعد ارتباطها أكثر في ناحية أوروبا؟
-أوروبا شريك مهم، 80 % من معاملاتنا معها، وهذا شيء لابد أن نحافظ عليه وأن تتطور علاقاتنا معها، ولكن في تقييمنا أن ننوع في علاقاتنا، وعندنا جانب كبير وهو بُعدنا العربي، وأولى زيارات قمنا بها كانت للبلاد العربية، المغرب والجزائر ثم الخليج العربي قبل زيارة الولايات المتحدة، والبُعد العربي حاضنتنا الثقافية والتاريخية ومستقبلنا.
■تحدثت عن زياراتك لعدة دول عربية ولم تزر مصر حتى الآن؟
-سأزور مصر قبل خروجي من الحكومة، وأنا تحدثت مرتين هاتفياً مع رئيس الحكومة المصرية، ووزير الخارجية زار مصر عدة مرات.
■هل هناك توافق بينكم وبين قطر وتركيا؟
-لدينا توافق مع الجزائر ومصر وقطر والسعودية، فعندما توجهت للخليج توجهت لكل الدول، وعندما زرت المغرب العربي توجهت لكل دوله باستثناء ليبيا بسبب الظروف الأمنية، أما تركيا فهي بلد صديق ولنا معها تعاملات تجارية اقتصادية، والإخوة في قطر لنا معهم علاقات طيبة كونهم مهتمين بالاستثمار في تونس، والإخوة في الإمارات لنا علاقات جيدة معهم أيضاً، وإن شاء الله نراهم يستثمرن بقوة في مصر، وكل الإخوة الذين التقيت بهم في الدول العربية وجدت لديهم الاستعداد للتعامل مع تونس لنجاح الاستقرار والتجربة التونسية.
■كيف ترى الوضع في العراق؟
-الوضع صعب في العراق وكل عام مشاكل جديدة، ولابد من معاونتهم في مواجهة الإرهاب. العراق كان منارة تعليمية وحضارية وثقافية، ونحن نأسف لما يحدث هناك، وكل ما نستطيع أن نقوم به لإعانة الإخوة العراقيين فلن نبخل به.
■وماذا عن تقييمك للوضع في سوريا؟
-وضع معقد، وهناك اعتبارات دولية ومنطقة صراعات، ونتمنى للشعب السوري السلم والأمان، وقد قمنا بافتتاح مكتب إداري في سوريا لوجود جالية تونسية هناك.
■ هل سيكون هناك تقسيم لسوريا؟
-نحن حريصون على الوحدة الترابية لسوريا، فهي دولة عريقة وقريبة لنا.
■وكيف ترى دور الجامعة العربية؟
-نتمنى أن يعود دور الجامعة العربية للتنسيق المشترك، لكن الواقع لا يساعد الجامعة على لعب دور محوري.
■هل من الممكن عودة وإحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك وتكوين جيش عربي موحد؟
-نحن نحلم أولاً بتسهيل الحركة بين الشعوب، وبعدها نحلم بالجيش المشترك، وبالوحدة، وخطؤنا أننا نقفز على الواقع ونمشي في الأحلام، ففي الدول المعاصرة البناء يقوم على أسس منهجية.. لا يصح بناء سقف قبل الأساس.
■وماذا عن القضية الفلسطينية؟
-فلسطين في قلوبنا. هذا جرح في الذات العربي، نحن متضامنون معه ومساندون له، ونتألم لما يُفعل في الإخوة في فلسطين.
■ما الرسالة التي تحب أن توجهها؟
-أوجِّه رسالة للإخوة في مصر، ونتمنى لهم السلام والأمان، فمصر دولة قوية وعظيمة بتاريخها، عندها حضور كبير لدينا، وكلما تحسنت الأمور في مصر كان لها تأثير على المنطقة ككل، سواء في أمنها أو اقتصادها.
■أخيراً.. في النهاية هل كتب لثورات الربيع العربي النجاح؟
-هذا أمر يقيّمه المؤرخون، فالثورات التي مر عليها 100 عام مازالت تقيّم، ونحن في مرحلة المخاض ولا نعرف هل المولود سيكون سليماً أم لا؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.