مساندة متواصلة للفئات الضعيفة.. قريبا انطلاق معالجة مطالب التمويل    وفد من الحماية المدنية في الجزائر لمتابعة نتائج اجتماع اللجنة المشتركة التقنية المنعقد في جانفي الماضي    عاجل : انتخاب تونس رئيسا للمجلس التنفيذي لمركز أكساد    أعمارهم بين 13 و16 سنة.. قصّر يخربون مدرسة..وهذه التفاصيل..    الحكم الشرعي لشراء أضحية العيد بالتداين..!    وزارة الفلاحة ونظيرتها العراقية توقّعان مذكرة تفاهم في قطاع المياه    مدنين: حجز 50 طنا من المواد الغذائية المدعّمة    الحمامات: اختتام فعاليّات الصالون المتوسّطي للتغذية الحيوانيّة وتربية الماشية    صندوق النقد الدولي يدعو سلطات هذه البلاد الى تسريع الاصلاحات المالية    الرابطة الأولى: جولة القطع مع الرتابة في مواجهات مرحلة التتويج    قرعة كأس تونس 2024.    جندوبة: الحكم بالسجن وخطيّة ماليّة ضدّ ممثّل قانوني لجمعيّة تنمويّة    مفزع/ حوادث: 15 قتيل و500 جريح خلال يوم فقط..!!    الكاف..سيارة تنهي حياة كهل..    مدنين: القبض على مُتحيّل ينشط عبر''الفايسبوك''    المدير العام لبيداغوجيا التربية:الوزارة قامت بتكوين لجان لتقييم النتائج المدرسية بداية من السنة الدراسية القادمة.    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    بدرة قعلول : مخيمات ''مهاجرين غير شرعيين''تحولت الى كوارث بيئية    عمال المناولة بمطار تونس قرطاج يحتجون    جدل حول آثار خطيرة للقاح أسترازينيكا مالقصة ؟    عاجل/ يرأسها تيك توكور مشهور: الاطاحة بعصابة تستدرج الأطفال عبر "التيكتوك" وتغتصبهم..    البحيرة: إخلاء محيط مقر مفوضية شؤون اللاجئين من المهاجرين الأفارقة    حفاظا على توازناته : بنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة يرفع رأس ماله الى 69 مليون دينار    أبل.. الأذواق والذكاء الاصطناعي يهددان العملاق الأميركي    خليل الجندوبي يتوّج بجائزة أفضل رياضي عربي    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    البطولة الوطنية : تعيينات حُكّام مباريات الجولة الثانية إياب من مرحلة تفادي النزول    وسط أجواء مشحونة: نقابة الصحفيين تقدم تقريرها السنوي حول الحريات الصحفية    معهد الصحافة يقرر ايقاف التعاون نهائيا مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية بسبب دعمها للكيان الصهيوني    خطير/ خبير في الأمن السيبراني يكشف: "هكذا تتجسس الهواتف الذكية علينا وعلى حياتنا اليومية"..    اليونسكو تمنح جائزة حرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين    المنظمة الدولية للهجرة: مهاجرون في صفاقس سجلوا للعودة طوعيا إلى بلدانهم    نبيل عمار يستقبل البروفيسور عبد الرزاق بن عبد الله، عميد كلية علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة آيزو اليابانية    حالة الطقس ليوم الجمعة 03 مارس 2024    عاجل/ اكتشاف أول بؤرة للحشرة القرمزية بهذه الولاية..    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    عاجل/ الأمن يتدخل لاخلاء محيط مقر مفوضية شؤون اللاجئين في البحيرة من الأفارفة..    الرابطة المحترفة الاولى : تعيينات حكام مقابلات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    تشيلسي يفوز 2-صفر على توتنهام ليقلص آماله بالتأهل لرابطة الأبطال الاوروبية    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    العمل شرف وعبادة    "أنثى السنجاب".. أغنية أطفال مصرية تحصد مليار مشاهدة    إصابة 8 جنود سوريين في غارة صهيونية على مشارف دمشق    مجاز الباب.. تفكيك وفاق إجرامي مختص في الإتجار بالآثار    أبناء مارادونا يطلبون نقل رفاته إلى ضريح في بوينس آيرس    بايدن يتحدى احتجاجات الطلبة.. "لن أغير سياستي"    وفاة الممثل عبد الله الشاهد‬    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان عبد الله الشاهد    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    صفاقس : غياب برنامج تلفزي وحيد من الجهة فهل دخلت وحدة الانتاج التلفزي مرحلة الموت السريري؟    هام/ الترفيع في أسعار 320 صنفا من الأدوية.. وهذه قيمة الزيادة    بنزيما يغادر إلى مدريد    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الخميس 2 ماي 2024    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    يهم التونسيين : حيل منزلية فعالة للتخلص من الناموس    محمد بوحوش يكتب .. صرخة لأجل الكتاب وصرختان لأجل الكاتب    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهدي جمعة في أول حوار لصحيفة مصرية : ثورات الربيع العربي في مرحلة المخاض.. ولا نعرف هل سيخرج المولود سليماً أم لا
نشر في الصباح نيوز يوم 20 - 11 - 2014

قال رئيس وزراء تونس، المهندس مهدي جمعة، في أول حوار لصحيفة مصرية إن المشهد السياسي المصري يؤثر على تونس والعكس، مؤكداً أن مصر دولة لها خصوصيتها، ولديها آلياتها لاختيار قياداتها، ونحن نحترم خياراتها.
وشدد جمعة، في حواره لصحيفة "المصري اليومي"، على أن بلاده تنسق مع مصر في قضايا الإرهاب، موضحاً أن الإرهابيين يستهدفون أية دولة مستقرة لأن مشروعهم يتمثل في "فسخ الدول والحدود"- حسب تعبيره.
ونوَّه بأن تونس نجحت في تنظيم الانتخابات التشريعية، وأن الحكومة على نفس درجة "الأهبة واليقظة" لإجراء الانتخابات الرئاسية المقرر لها الأحد المقبل. وأكد أن حزب النهضة"، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين في تونس، مثل الأحزاب الأخرى يُحاسَب إذا أخطأ، مشيراً إلى أن ثورات الربيع العربي، سيقيّمها المؤرخون. واعتبر أن هذه الثورات "في مرحلة المخاض، ولا نعرف هل سيكون المولود سليماً أم لا؟".
ووصف رئيس وزراء تونس المشهد الليبي ب"المعقد". وقال إن بلاده تتعامل مع الأحداث في جارتها الشرقية ب"ثوابت لا تتغير".
وإلى نص الحوار:
■ كيف ترى العلاقات بين مصر وتونس؟
-العلاقات بين البلدين تاريخية وطيبة، وهناك تعاون كبير فيما بينهما، وعندما حدثت مشكلة للجالية المصرية في ليبيا وضعنا كل إمكانات الدولة لمساعدتهم حتى العودة إلى مصر، وكنا على تواصل دائم مع المسؤولين في القاهرة بهذا الشأن.
■ وماذا عن تلك العلاقات أثناء حكومة حركة النهضة؟
-العلاقات مع الدول تمر بفترات، وكانت المنطقة تمر بظروف خاصة دون الدخول في التفاصيل، لكن العلاقات من الدولة إلى الدولة والشعب إلى الشعب طيبة، لأن علاقتنا تمضى على ثوابت لا تتغير بتغير الأشخاص، ومبنية على الود والصداقة.
■ فترة حكم الإخوان في مصر وسقوطهم، هل أثَّرت على علاقات البلدين؟
- الثوابت في علاقتنا الخارجية، خاصة مع البلدان الصديقة والشقيقة، تقوم على عدم التدخل في شؤون الغير. والشعب المصري له خياراته. وبطبيعة الحال ما حدث في تونس أثّر في مصر، وما حدث في مصر أثر في تونس. هذا في التاريخ والحاضر والمستقبل. ونحن ننسق مع دول الجوار ومع مصر في قضايا الإرهاب، وجهودنا واحدة ومتضافرة لحماية بلداننا وشعوبنا.
■ هل أثرت ثورة "30 يونيو" على الوضع في تونس وتشكيل حكومة تكنوقراط؟
- في المشهد التونسي المسار كان واضحاً. كانت هناك ثورة أنشأت فراغاً في الحكم تمكّنا من شغله ببعض المجهودات من الأطراف الفاعلة. فقد كانت هناك بعض المؤسسات غائبة مثل البرلمان، وحدث تسلسل منطقي وأجريت الانتخابات البرلمانية، وأتت بشرعية، ورأينا نتائج تجربة السنتين الأولى والثانية من الشرعية، فلم تكن كافية. وحلاً للمشاكل توصل التونسيون إلى ضرورة أن تكون هناك توافقية بجانب الشرعية، والتأثير الأكثر كان في الداخل التونسي، حيث ضغط المجتمع المدني لإنتاج المسار الذي سرنا فيه، والذي أثبت اليوم أنه مسار سليم.
■ كيف استطاعت الحكومة التكنوقراط الوقوف على مسافة واحدة من الجميع؟
-كان هذا أمراً مهماً لأنها كانت فترة تجاذبات كبرى، فبعد فترة حكم "بن علي" والمشهد السياسي والاجتماعي الذى أعقبها كنا حريصين على تجاوز تلك المرحلة، وكان أهم شيء أن نقف على مسافة واحدة من جميع الأحزاب، وكان أمراً صعب المنال، لكن الحمد لله استطعنا في 7 أشهر فعل ذلك حتى نطمئن الكل، ونهيئ المناخ لانتخابات شفافة وسليمة، فكان لابد أن نثبت الحياد والثقة في الحكومة.
■ الحكومة التكنوقراط لم تتأثر بتوجهات حركة النهضة، بدليل مشاركة حكومتكم في حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي؟
-نحن لا نسمح لأنفسنا بتقييم الشعب المصري، فهذا شأن داخلي مصري، ونتعامل مع الشقيقة مصر كدولة لها خصوصيتها، ولديها آلياتها لاختيار قياداتها، ونحترم خياراتها، ولها رئيس وحكومة وممثلون دبلوماسيون نتعامل معهم. كيف اختارهم الشعب المصري؟ هذا شأن مصري نحترمه كما يحترم المصريون اختياراتنا، وفيما عدا ذلك هو شأن داخلي مصري ولا نسمح لأنفسنا بالتدخل فيه.
■ كيف ترى ظاهرة الإرهاب؟
-الأمور أصبحت متقلبة، فترى جارتنا ليبيا تتنامى بها ظاهرة الإرهاب، وفي تونس لم يكن لدينا تاريخ مع الإرهاب، لكنه تمركز في الفترة التي كانت فيها الدولة هشة. موقفنا واضح بأنه لا مكان للإرهاب في تونس، ونحن متضامنون مع كل الشعوب في محاربة الإرهاب، فالإرهاب عدو مشترك، ومقاومته تكون بالتنسيق مع كل الدول. ونحن نتعامل مع مصر على هذا الأساس.
■ ما موقفكم مما يحدث في ليبيا؟
-بطبيعة الحال عدم الاستقرار في ليبيا يقلقنا، ونحن مع عدم التدخل الأجنبي في هذا البلد، ومع الحوار ومناهضة الإرهاب، وعدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي، ودائما مع تشجيع الليبيين على الحوار، ومناهضة الإرهاب.
■ هل هناك تنسيق مع مصر بالنسبة لليبيا؟
-ننسق مع دول الجوار ومع مصر في قضايا الإرهاب، وجهودنا واحدة ومتضافرة لحماية بلداننا وشعوبنا.
■ كيف ترى عملية الكرامة هناك؟
المشهد الليبي معقد ونتعامل معه بثوابت. فنحن لا نتدخل في الشأن الليبي، وندفعهم للحوار، وكل ما يهمنا درء خطر الإرهاب، ونتمنى أن تسكت لغة السلاح، وأن يرجع كل الأطراف للحوار، وفى التجربة التونسية عندما كانت هناك تصادمات لم ننجح، وعندما جلسنا على الطاولة نجحنا ووجدنا حلولاً، ونحن سنوفر الدعم لكل ما يساعد الإخوة الليبيين على الحوار وما يساعد على إسكات لغة السلاح.
■ حركة النهضة عضو في التنظيم الدولي للإخوان، هل طلبتم منها تحديد هذه العلاقة؟
-نتعامل مع المشهد السياسي ككل على نفس المسافة من الجميع، وأرضية التعامل واضحة، فلا نحاسب على الخلفية الأيديولوجية، ونحكم على أي أحد بكيفية احترامه القانون، وليس لدينا "نهضة" أو غير "نهضة"، أي مجموعة تخرج عن القانون نحاسبها بدون أي اعتبار للون أو خلفية، و"النهضة" حزب مثل الأحزاب الأخرى ساهم في وضع الدستور.
■ "داعش" خطر يهدد المنطقة.. هل هناك جماعات إرهابية تونسية أعلنت دعمها لهذا التنظيم الإرهابي؟
-"داعش" فكر تكفيري إرهابي، يستعمل الإرهاب كوسيلة. وهذه المجموعات إرهابية بوجوه مختلفة. اليوم يسمى نفسه "القاعدة الإسلامية"، وغداً يعطى البيعة لآخر. كلها سواسية، وإرهاب بنفس المسميات ونفس الأشخاص. عندنا "أنصار الشريعة" تبايع "القاعدة"، وغداً "داعش"، وبعده "المدعوش"، أي بواجهات مختلفة، ومهما اختلفت الواجهات نحن نحارب الأصل.
■ ما الإجراءات التي اتخذتها تونس لمواجهة الإرهاب؟
-حكومتنا جعلت من الأمن أولوية، خاصة مقاومة الإرهاب، فقمنا بحملة كبيرة كان أولها تأهيل المنظومة الأمنية التي تضررت من الثورة، والتنسيق بين الأجهزة الأمنية وجعلها منظومة واحدة متناسقة، وفعّلنا جهاز الاستخبارات، ونواجه الإرهاب بجميع الطرق الأمنية، ونرصد جميع الخلايا والخلايا النائمة التي تكونت بعد الثورة، ولدينا بعض المشاكل في المرتفعات والجبال، ولكننا نتابعهم. واليوم صارت هناك عقيدة وتصالح بين الأجهزة الأمنية والشعب الذي كان ينظر إليها باعتبارها أداة قمع، لكنها اليوم جزء من الشعب. وكثفنا التعاون مع بلدان الخارج كون الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود، وننسق مع الإخوة الليبيين والجزائريين لضبط الحدود، وهناك جهود كثيرة لتفكيك هذه المنظمات في الداخل، ومنع سفرها إلى ليبيا، والمواجهة مازالت مفتوحة مع الإرهاب الذي يستهدف أية دولة يكون فيها استقرار لأن مشروعهم فسخ الدول والحدود، ونحن مشروعنا تثبيت دولة قوية بمؤسساتها وقوة قانونها، ليس بجبروتها، فهم مشروعهم مضاد ويستهدف هذه التجربة، وقد يزيدون في استهدافهم، ومهما يكلفنا فهناك إصرار من الحكومة والأجهزة الأمنية والشعب للقضاء على الإرهاب.
■ مصر أعلنت جماعة الإخوان إرهابية.. كيف ترى هذا القرار؟
- هذا قرار مصري.
■ ولكنّ هناك دولاً عربية أعلنتها أيضاً؟
- نحن ليست لدينا دراية بخلفيات القرار المصري.
■ كيف ترى "خارطة الطريق" المصرية واقتراب الانتهاء من تنفيذها؟
-كل شعب اختار خارطة طريق نتمنى له التوفيق والنجاح فيها.
■ما المجالات التي يمكن أن تتعاون فيها مصر وتونس؟
-هناك مجالات عديدة يمكن التعاون فيها مثل التعاون الأمني والسياسي والاقتصادي، فمصر سوق كبيرة، وفيها كثير من الفرص، وتونس أيضاً، وعندما التقيت إخواننا المصريين قلت لهم إنه لا يلزمنا العمل كثيراً في السياسة، يلزمنا أن نعمل في الاقتصاد، لأنه مهما كانت الخيارات السياسية في بلادنا فلن تتوفر إلا بالعيش الكريم لمواطنينا من عمل وصحة وتعليم وغيرها، ونتمنى الاستقرار السياسي بين البلدين، ومقاومة المخاطر المشتركة، والشعبان متقاربان ثقافياً وحضارياً، ويبقى لنا العمل على الاقتصاد، والتركيز عليه عند الاستقرار في البلدين.
■هل سيكون تعاون بين البلدين في مجال السياحة؟
-السياحة في مصر فيها مشاكلها، وتونس كذلك، ومن الممكن أن تكون هناك فرص مشتركة، فمصر لديها خبرة كثيرة، وتونس أيضاً. وفى تقديري من الممكن أن تكون هناك فرص مشتركة، خاصة أن نتوحد في غزو الأسواق.
■ماذا عن اللجنة العليا المشتركة بين البلدين قبل الثورتين فيهما؟
-نحن نريد إحياء كثير من الأمور عند استقرار الأوضاع، واستكمال المسار الانتخابي، وبعدها سنقوم بعمل لجنة مشتركة بأسلوب ومنهجية يختلفان عن اللجان السابقة التي نجحت في توثيق العلاقات السياسية، لكنها لم تنجح في توثيق العلاقات الاقتصادية، وأول لجنة ستعقد ستكون حجر أساس لعلاقات تبادل مكثف.
■بالعودة للمشهد السياسي الداخلي التونسي.. كيف تقيّمه؟
-اجتزنا المرحلة الأولى؛ الانتخابات التشريعية، بغض النظر عمن فاز أو من حصل على المركز الأول أو الثاني، فمن وجهة نظر الحكومة استطعنا إجراء الانتخابات في موعدها، وتوصلنا لتنقية المناخ الأمني، وتحييد الإدارة والمساجد، ومقاومة الإرهاب. أجرينا انتخابات بنسبة مشاركة طيبة ومقبولة من كل من شارك فيها، وهذا يعتبر إنجازاً كبيراً في هذه المرحلة، ونحن مستعدون على نفس درجة الأهبة واليقظة لإجراء الانتخابات الرئاسية، ونتمنى أن تكون موفقة، وبطبيعة الحال المراقبون الدوليون يكون لهم ملاحظات، وهذا شيء طبيعي.
■هل أثر المال السياسي على العملية الديمقراطية؟
-نحن جنّدنا إمكانيات الدولة وعملنا مع دائرة المحاسبات وأعطيناها الأولوية لمراقبة هذا الجانب بجانب وزارة المالية والقضاء. يقال إن هناك كثيراً من المال السياسي، وهذا ليس في تونس فقط، وعند ملاحظة أي تجاوز نتخذ الإجراءات القانونية.
■ وهل تم رصد أي تدفق أموال؟
-لم نرصد، ولو رصدنا سنطبق القانون، وهناك بعض التجاوزات، لكنها ليست بالحجم الذي تتحدث عنه، مثل تجاوز المبلغ المسموح أو عدم وجود فاتورة، لكن لم نرصد أي تدفق مالي، ولو حدث مع أي مرشح سنحاسبه، وهذا بيد القضاء.
■إلى أين وصلت الحكومة في ملف الاغتيالات السياسية؟
-هناك ملفان أحدهما أنهاه القضاء، والثاني مازال به بحث قضائي، وتعرفنا على كل الجناة وأكثرهم في السجون حالياً، وآخرون قتلوا في مواجهات خلال عمليات مقاومة الإرهاب، ويبقى أربعة في الخارج في ليبيا وسوريا، وهم من مجموعات أنصار الشريعة، ولدينا صورة مكتملة عن هذه الاغتيالات، وقمنا بكل الإجراءات، وهناك رسالة واضحة: لن يفلت أحد من العقاب حتى لو كان في الخارج.
■هل أنت راضٍ عن أداء حكومتكم في الفترة التي توليتها؟
-الآخرون هم من يقيّمونني، وهناك طريقتان للتقييم، عندما ترى المشاكل التي لم تحل تكون غير راض، وعندما تشاهد المشاكل التي تم حلها تكون راضياً، وبكل موضوعية عندما نشاهد حجم التحديات والمشاكل التي دخلنا لحلها فستجد هناك مجالات للرضا، فقد هيّأنا مناخاً سياسياً أقل تشنجاً، وهناك تقدم كبير في العملية الأمنية، وفي الميدان الاقتصادي نسير في الطريق الصحيح. والتقييم يكون موضوعياً عند نهاية المهمة، فنحن مثل كرة القدم، اللعب حتى الدقيقة 90، ومن الممكن أن يتلقى مرماك هدفاً في أي وقت.
■ هل المؤتمر الاقتصادي الذي عقدته تونس آتى ثماره؟
-هذا المؤتمر بشهادة كل من شارك فيه أعطى صورة طيبة لتونس كوجهة استثمار، وابتعدنا فيه عن الشكل التقليدي، وهدفه عودة تونس لمكانتها العالمية وتسليط الضوء عليها كوجهة استثمار، ليس كوجهة مشاكل أو اضطرابات، هذا ما نتمناه للشقيقة مصر، ومن هذا كان المؤتمر ناجحاً، وقدمنا رؤية استراتيجية للعشرين عاماً القادمة، وعرضنا بعض المشرعات.
■المعهد الجمهوري الدولي قال إن هناك رضاء شعبياً عن أداء حكومتكم.. هل فكرت في تشكيل حزب سياسي أو خوض الانتخابات؟
-أنا جئت لمهمة محددة في أهدافها ووقتها، وحتى لو حققت شعبية فذلك لا يغير من موقفنا، لكن كان عندي تعهد واضح بعدم خوض الانتخابات حتى أبقى على الحياد، وأتمكن من المساهمة البسيطة في هذه الفترة التاريخية في نجاح الانتقال من فترة صعبة إلى فترة استقرار بطريقة سلسة، فهذا أهم هدف عندي. وأنا باقٍ في مهمتي التي جئت من أجلها، وقلت لن أترشح ولن أشكل حزباً سياسياً، ولن أبقى في الحكومة القادمة.
■وماذا لو كُلفت بتشكيل الحكومة من جديد؟
-أنا مستقل وأعمل ببرنامجي، ولن أعمل ببرنامج مختلف وأحب أن أحترم قواعد اللعبة، ومن الأسس الجديدة التي نحب بناءها أن الإنسان عندما يدخل على كرسي يجب أن يعرف أنه سيخرج منه، والهدف ليس الاستمرار بل إنجاح المنظومة السياسية الجديدة.
■متى تعود تونس للحضن العربي بعد ارتباطها أكثر في ناحية أوروبا؟
-أوروبا شريك مهم، 80 % من معاملاتنا معها، وهذا شيء لابد أن نحافظ عليه وأن تتطور علاقاتنا معها، ولكن في تقييمنا أن ننوع في علاقاتنا، وعندنا جانب كبير وهو بُعدنا العربي، وأولى زيارات قمنا بها كانت للبلاد العربية، المغرب والجزائر ثم الخليج العربي قبل زيارة الولايات المتحدة، والبُعد العربي حاضنتنا الثقافية والتاريخية ومستقبلنا.
■تحدثت عن زياراتك لعدة دول عربية ولم تزر مصر حتى الآن؟
-سأزور مصر قبل خروجي من الحكومة، وأنا تحدثت مرتين هاتفياً مع رئيس الحكومة المصرية، ووزير الخارجية زار مصر عدة مرات.
■هل هناك توافق بينكم وبين قطر وتركيا؟
-لدينا توافق مع الجزائر ومصر وقطر والسعودية، فعندما توجهت للخليج توجهت لكل الدول، وعندما زرت المغرب العربي توجهت لكل دوله باستثناء ليبيا بسبب الظروف الأمنية، أما تركيا فهي بلد صديق ولنا معها تعاملات تجارية اقتصادية، والإخوة في قطر لنا معهم علاقات طيبة كونهم مهتمين بالاستثمار في تونس، والإخوة في الإمارات لنا علاقات جيدة معهم أيضاً، وإن شاء الله نراهم يستثمرن بقوة في مصر، وكل الإخوة الذين التقيت بهم في الدول العربية وجدت لديهم الاستعداد للتعامل مع تونس لنجاح الاستقرار والتجربة التونسية.
■كيف ترى الوضع في العراق؟
-الوضع صعب في العراق وكل عام مشاكل جديدة، ولابد من معاونتهم في مواجهة الإرهاب. العراق كان منارة تعليمية وحضارية وثقافية، ونحن نأسف لما يحدث هناك، وكل ما نستطيع أن نقوم به لإعانة الإخوة العراقيين فلن نبخل به.
■وماذا عن تقييمك للوضع في سوريا؟
-وضع معقد، وهناك اعتبارات دولية ومنطقة صراعات، ونتمنى للشعب السوري السلم والأمان، وقد قمنا بافتتاح مكتب إداري في سوريا لوجود جالية تونسية هناك.
■ هل سيكون هناك تقسيم لسوريا؟
-نحن حريصون على الوحدة الترابية لسوريا، فهي دولة عريقة وقريبة لنا.
■وكيف ترى دور الجامعة العربية؟
-نتمنى أن يعود دور الجامعة العربية للتنسيق المشترك، لكن الواقع لا يساعد الجامعة على لعب دور محوري.
■هل من الممكن عودة وإحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك وتكوين جيش عربي موحد؟
-نحن نحلم أولاً بتسهيل الحركة بين الشعوب، وبعدها نحلم بالجيش المشترك، وبالوحدة، وخطؤنا أننا نقفز على الواقع ونمشي في الأحلام، ففي الدول المعاصرة البناء يقوم على أسس منهجية.. لا يصح بناء سقف قبل الأساس.
■وماذا عن القضية الفلسطينية؟
-فلسطين في قلوبنا. هذا جرح في الذات العربي، نحن متضامنون معه ومساندون له، ونتألم لما يُفعل في الإخوة في فلسطين.
■ما الرسالة التي تحب أن توجهها؟
-أوجِّه رسالة للإخوة في مصر، ونتمنى لهم السلام والأمان، فمصر دولة قوية وعظيمة بتاريخها، عندها حضور كبير لدينا، وكلما تحسنت الأمور في مصر كان لها تأثير على المنطقة ككل، سواء في أمنها أو اقتصادها.
■أخيراً.. في النهاية هل كتب لثورات الربيع العربي النجاح؟
-هذا أمر يقيّمه المؤرخون، فالثورات التي مر عليها 100 عام مازالت تقيّم، ونحن في مرحلة المخاض ولا نعرف هل المولود سيكون سليماً أم لا؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.