انتهى عقد محمد الباشطبجي مع الترجي آخر شهر جوان الماضي وأعلن اللاعب أنه وضع بذلك حدّا لمسيرة طويلة وثرية ومثيرة. ساعات قبل مغادرته إلى فرنسا، كشف الباشطبجي في هذا الحوار ل"الصباح نيوز" عن رغبته في خوض تجربة التدريب وعن الجوانب الإيجابية والسلبية في مسيرته بتونس.
ماذا بقي من تجربتك التونسية وهي تشرف على النهاية؟ قضيت ست سنوات في تونس لعبت خلالها للترجي الجرجيسي والنادي الإفريقي والترجي الرياضي وتعلّمت خلالها الكثير. مثل كل لاعب كرة قدم في العالم، عشت ذكريات حلوة وأوقات صعبة طيلة هذه الفترة.
لن أنسى "العكّارة" والجنوب قضيت عاما ممتازا في جرجيس، وإضافة لتألقي على المستوى الرياضي، مثلت لي هذه الفترة فرصة لاكتشاف الجنوب التونسي. انبهرت بطيبة الناس وهدوئهم وأخلاقهم وقد اعتبرني الجميع في جرجيس ابنا من أبنائهم ولن أنسى ذلك ما حييت. ولن أنسى كذلك أن للترجي الجرجيسي، إضافة للمدرب عبد الحق بن شيخة، الفضل في بروزي وتحولي إلى النادي الإفريقي.
وكيف تقيّم تجربتك في النادي الإفريقي؟ كانت السنوات الثلاثة التي قضيتها في النادي الإفريقي الأفضل في مسيرتي الرياضية على الإطلاق. أشكر جمهور النادي الإفريقي على ما غمرني به من حب وتشجيع. من المفروض أن يتعامل الرياضي المحترف بعقلانية وبعيدا عن العواطف لكني خالفت القاعدة في علاقتي بالنادي الإفريقي وبجمهوره، فقد تعلّقت كثيرا بهم وما زالت أكنّ لهم شعورا خاصا رغم تحوّلي إلى الترجي. لم أرغب في مغادرة الإفريقي نحو الترجي. المسؤولون السابقون للنادي (فترة كمال إيدير) هم الذين أجبروني على ذلك. وأتمنّى أن يتفهّم "الأفارقة" أن لي مسؤوليات عائلية ويجب علي أن أشتغل لأضمن قوتي وقوت عائلتي. الصراع والتنافس بين النادي الإفريقي والترجي الرياضي موجود ولا يمكن إنكاره ولا إلغاؤه وهو صراع موجود في كل دول العالم بين الأندية الكبيرة. لكنه تنافس لا يتجاوز ميدان اللعب ولا يجب أن يفهم في غير هذا السياق الرياضي البحت. وعلى كل حال، لقد لعبت بألوان فريقين كبيرين وهذا شرف لي وهو أمر لا يتوفر لكل اللاعبين.
"نقطة سوداء" في الترجي لم أحصل على فرصتي كاملة أبدا في الترجي وقد كنت متأكّدا أن نبيل معلول لن يعوّل علي في كل الحالات لذلك فضلت الخروج وعدم تجديد عقدي. كان عدم إدراج اسمي في القائمة الإفريقي للترجي العام الماضي نقطة سوداء في مسيرتي وأمر لم أفهمه. وبكل تواضع، يمكن لي أن أؤكّد أني كنت واحدا من أفضل المدافعين في الترجي ولم أفهم لماذا عاملوني بهذه الطريقة. أنا لاعب كرة قدم، أعمل بجد وأعطي بلا حساب، ولست أي شيء آخر. ولأني لاعب محترف، رضيت بالتدرّب واللعب مع الآمال. لم أعاملهم بغرور وتعال بل كنت واحدا منهم أتنقل معهم في الحافلة وأتقاسم معهم كل شيء. أردت بذلك أن أعطي المثل للاّعبين الشبان وأن أثبت أن قيمة اللاعب في العمل والجدية والتضحية وليس في شيء آخر. وأتمنّى فعلا أن يتعلّم الشبان من تجربتي هذه وأن يستخلصوا منها الدروس، خصوصا لو كانوا يبحثون عن النجاح في المستويات العليا أي في أوروبا.
انتظروني مدربا لن أبتعد عن كرة القدم. سأعود إلى فرنسا وسأتفرّغ من الآن للحصول على ديبلومات التدريب ومن يدري قد أعود يوما لتدريب فرق تونسية، ولم لا الإفريقي أو الترجي.
ماذا تقول لجماهير الإفريقي؟ الحب بيننا متبادل
ولجماهير الترجي؟ أردت أن ألعب وأقدّم الإضافة لإسعادهم لكن هناك من رفض أن ألعب في الترجي.
وللتونسيين؟ أتمنّى أن تتجاوز تونس الفترة الصعبة وأن تنجح في كل المجالات.