في شهر جوان.. 3 مباريات ودية للمنتخب التونسي    الكرة الطائرة.. الترجي يتأهل الى نهائي الكاس    القيروان.. البرد يتسبب في اضرار بمحاصيل الحبوب والاشجار المثمرة    القصرين.. حجز 2147 قرصا مخدرا بحوزة شخصين على متن سيارة    صفاقس : عودة متميزة لمهرجان سيدي عباس للحرف والصناعات التقليدية في دورته31    بنزرت: إلغاء إضراب أعوان الشركة الجهوية لنقل المسافرين المبرمج ليوم الأربعاء 07 ماي    مهرجان محمد عبد العزيز العقربي للمسرح...دورة العودة والتجديد و«ما يراوش» مسك الختام    لأول مرة في السينما المصرية/ فيلم يجمع هند صبري بأحمد حلمي    إلزام الناشرين الأجانب بإرجاع كتبهم غير المباعة إجراء قانوني    وفاة 57 طفلا والمأساة متواصلة ... غزّة تموت جوعا    هبة يابانية    نسبة التضخم تتراجع الى مستوى 6ر5 بالمائة خلال شهر أفريل 2025    قابس: مستثمرون من عدّة دول عربية يشاركون من 07 الى 09 ماي الجاري في الملتقى العربي للاستثمار السياحي والاقتصادي بقابس    شراكة تونسية قطرية لتعزيز القطاع الصحي: 20 وحدة رعاية صحية جديدة خلال 3 أشهر    الحماية المدنية تنبّه من الممارسات التي تساهم في اندلاع الحرائق    عاجل/ إعلام إسرائيلي: تم تدمير ميناء الحديدة في اليمن بالكامل    زغوان: رفع 148 مخالفة اقتصادية وحجز أكثر من 22 طنّا من السكر المدعم    بطولة الرابطة الأولى: برنامج الجولة الأخيرة لموسم 2024-2025    الجمعية التونسية للزراعة المستدامة: عرض الفيلم الوثائقي "الفسقيات: قصة صمود" الإثنين    ثلاث جوائز لتونس في اختتام الدورة 15 لمهرجان مالمو للسينما العربية    بطولة الرابطة المحترفة الثانية: ايقاف مباراة الملعب القابسي ومستقبل القصرين    انخفاض أسعار البطاطا في نابل بفعل وفرة الإنتاج والتوريد    أريانة: سرقة من داخل سيارة تنتهي بإيقاف المتهم واسترجاع المسروق    وزير الاقتصاد والتخطيط في الكاف : لدينا امكانيات واعدة تنتظر فرص الاستثمار    آلام الرقبة: أسبابها وطرق التخفيف منها    سعر "علّوش العيد" يصل 1800 دينار بهذه الولاية.. #خبر_عاجل    محمد رمضان يشعل جدلا على طائرته    تتمثل في أجهزة التنظير الداخلي.. تونس تتلقى هبة يابانية    الدورة الاولى لتظاهرة 'حروفية الخط العربي' من 09 الى 11 ماي بالقلعة الصغرى    مجلس نواب الشعب : جلسة عامة غدا الثلاثاء للنظر في اتفاق قرض بين تونس والبنك الإفريقي للتنمية    عاجل - سيدي حسين: الإطاحة بمطلوبين خطيرين وحجز مخدرات    عاجل/ رفض الإفراج عن هذا النائب السابق بالبرلمان..    بوفيشة: احتراق شاحنة يخلف وفاة السائق واصابة مرافقه    الرّابطة الثانية : برنامج مباريات الدُفعة الثانية من الجّولة 23.    في قضية مخدرات: هذا ما قرره القضاء في حق حارس مرمى فريق رياضي..#خبر_عاجل    المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة في زيارة عمل إلى تونس بيومين    تونس تحصد 30 ميدالية في بطولة إفريقيا للمصارعة بالدار البيضاء منها 6 ذهبيات    الهند توقف تدفَق المياه على نهر تشيناب.. وباكستان تتوعد    دوار هيشر: 5 سنوات سجناً لطفل تورّط في جريمة قتل    تصنيف لاعبات التنس المحترفات: انس جابر تتراجع الى المرتبة 36    احتلال وتهجير.. خطة الاحتلال الجديدة لتوسيع حرب غزة    قيس سعيّد يُجدّد دعم تونس لفلسطين ويدعو لوحدة الموقف العربي..    كل ما تحتاج معرفته عن ''كليماتيزور'' السيارة ونصائح الاستعمال    عاجل -فلكيا : موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    تقلبات جوية متواصلة على امتداد أسبوع...تفاصيل    انطلاق امتحانات البكالوريا التجريبية..    عاجل/شبهات تعرّض سجين للتعذيب ببنزرت: هيئة المحامين تُعلّق على بلاغ وزارة العدل وتكشف..    بطولة مدريد المفتوحة للتنس للأساتذة: النرويجي كاسبر رود يتوج باللقب    العثور على جثث 13 موظفا من منجم للذهب في بيرو    سوريا.. انفجار الوضع في السويداء مجددا.. اشتباكات وقصف ب"الهاون"    هام/ بالأرقام..هذا عدد السيارات التي تم ترويجها في تونس خلال الثلاثي الأول من 2025..    الفول الأخضر: لن تتوقّع فوائده    هام/ توفر أكثر من 90 ألف خروف لعيد الاضحى بهذه الولاية..    الدورة الاولى لصالون المرضى يومي 16 و17 ماي بقصر المؤتمرات بتونس العاصمة    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الغنوشي: في 2013 كان الجميع ضد النهضة والآن اصبحوا ضد الجبهة الشعبية... والنخبة المصرية أوصلت البلاد للكارثة
نشر في الصباح نيوز يوم 13 - 10 - 2016

قال زعيم النهضة راشد الغنوشي إن الحركة طرفا أساسيا في مسيرة التوافق التي لا بديل عنها في البلاد، فلا أحد قادراً أن يحكم وحده أو أن يقصي الآخر.
وأعتبر في حديث لصحيفة «القدس العربي» أن الصراع الحقيقي في تونس اليوم ليس بين يمين ويسار وبين إسلاميين وعلمانيين ... بل بين حركات ادماجية وسياسة الإقصاء.
ولفت إلى التطور داخل الحركة والفصل بين السياسي والدعوي، مشيرا أنه ظاهرة اجتماعية ومن لا يتطور يهمش، معتبراً أن «ما كان صالحاً قبل الثورة ليس بالضرورة صالحاً بعدها.
فمن أراد السياسة لديه الحزب، ومن أراد العمل الخيري فليتجه له، ومن أراد العمل الدعوي فليذهب إليه».
وحول ظهور وانتشار تنظيم «الدولة الإسلامية الارهابي ، يرى الغنوشي أن الإسلام الآن في حالة غضب، والغاضب أحياناً يخرج عن طوره، ويظهر تعبيرات غير معقولة حتى تخاله مجنوناً. وما تعرض له السنة العراق وسنة سوريا يخل العقل.
وفي ما يلي نص الحوار كما رود بالصحيفة:
لاحظنا ارتفاع نسبة الاحتقان في الشارع التونسي، ماعلاقة ذلك بالأزمات الاقتصادية، وأين تأثير الثورة في هذا الصدد؟
هناك من يلاحظ حتى في قيادة السيارات أن الناس يقودون بسرعة وبتوتر، وربما التونسي يعيش حالة مفارقة بين ما يريد وبين ما يقدر عليه فطموحاته عالية وامكانياته محدودة. معظم التونسيين غارقون بالدين أكثر من 50 بالمائة منهم والدين نفسه هو جزء من التوتر والحالة هذه تنعكس على علاقة الفرد بأسرته، فنجد ان نسبة حالات الطلاق ازدادت، هناك حالة شد متعلقة بطموحات عالية جداً وإمكانيات محدودة.
ذهب عصر التواصل والقناعة، والناس يعيشون بحسب مقتضيات الحياة الحديثة. نتطلع إلى حياة مثل الفرنسيين بينما دخلنا يعود إلى الصومال.
وهذا ينعكس على طموحاتنا من الثورات التي توقعنا انها ستقلب الحياة دفعة واحدة، ولكن طبيعة الحياة هي في تطور تدريجي، حتى الحرية التي نمارسها صرنا نضيق بها وربما صار الطلب هو قدر من الاستبداد لأننا مارسنا الحرية بقدر من الفوضى، وتبرز الفوضى في المرور والتجارة الموازية وهناك تجارة ما هو غير قانوني وخارج عن التشريعات القانونية واكثر من 60 بالمئة من اقتصاد البلد خارج القانون مثل التهريب وما إلى ذلك، هناك أيضاً عدم التقيد بإشارات المرور، البناء العشوائي، يبنون مساكن خارج القانون وما ترسمه خرائط المدن. وهكذا هنالك باستمرار طموحات غير واقعية .
هل هي طموحات غير واقعية، أم أنه إلى حد ما كانت الأداة غير مدروسة بشكل كامل؟ هل تجربة الحكم لم تكن ناضجة عند البعض؟
هذا هو مستوانا ولا يمكن أن نتوقع اكثر مما أعطينا. هذا هو الشعب التونسي ومنتوجه، وتبدو أهمية هذا المنتوج إذا قارنا بين حالنا وحال أمثالنا. سنة 2011 أبحرت في بحر الديمقراطية 5 زوارق تقريباً وعندما نقارن مصائرها سيكون التونسيون سعداء، لكن التونسي لا يريد أن يقارن بالآخرين لان طموحاته عالية. لو أجرى هذه المقارنة لكان سعيداً. فالمواطن لا ينظر إلى التقدير العالمي الذي حصلنا عليه عبر نوبل، بل يتطلع باستمرار إلى أن لدينا بطالة وطرقات لم تعد نظيفة والناس لا يحترمون المرور وهو ينظر إلى الجانب الفارغ من كأس الثورة ولا ينظر إلى أنه أصبح حراً .
عندما نرى رجال الأمن الآن نفرح.. عندما كنا نراهم سابقاً كنا نختبئ.
بين الجزء الفارغ والملآن من الكأس، أو بين الانجازات والاخفاقات .. ما هي النسبة الأعلى؟
بالنسبة لي مبتهج بإنجازات شعبنا، لما أغمض عيني وأرى كيف كنت أنام قبل خمس وست سنوات وأنا هائم في العالم، وآخرون هائمون في داخل البلد خائفون ولا يدرون متى يعتقلون، عندما كانت تونس محط انشغال المنظمات الحقوقية الدولية يعني كانت سجناً كبيراً، أشعر بالسعادة. فخلال خمس سنوات مرت علينا 7 حكومات وهو ما يعني ان وضعنا غير مستقر، ولكن الجانب الملآن من الكأس هو أن هذه الحكومات تغيرت برفع الأصابع وليس برفع الأسلحة، نحن الحكومات الوحيدة التي تتغير برفع الأصابع .
في نجاة القارب التونسي من بين القوارب الأخرى... هل الفضل يعود إلى النهضة؟
لدينا نصيب وإذا كان نصيبنا أكبر يكون ذلك جيداً. نقول في الأمثال التونسية «يد واحدة لا تصفق»، وعلى النخبة التونسية ان تفخر بنفسها.
لم أستطع ان أتخلص من مشهد رأيته قرب العاصمة في فندق قريب من ضاحية قمرت، انعقد فيه مجلس شورى النهضة، رأيت الفندق مليئاً بالليبيين وكلهم شبان ليسوا سياحاً بل ضحايا الحرب الأهلية، كانوا على عربات متحركة. هؤلاء ضحايا من؟ ضحايا فشل النخبة الليبية في إدارة الحوار، وهذا ما دفع ثمنه الشباب الليبي، فعادة الذين يحاربون هم الشباب، والذين يخططون هم الشيوخ، ربما بعض قادة ليبيا الآن يجلسون في فنادق في القاهرة وآخرون في اسطنبول ودبي والذي يدفع الثمن هو الشباب.
النخبة التونسية بكل عيوبها نجحت في حل مشكلات تونس على الطاولة. جزء انسحب وآخر قبل ثالث قال أن الحل في انسحاب الفئة الحاكمة وهذه الفئة لم تعارض الانسحاب. لم يكن هناك طرف واحد يستطيع أ.ن يحل المعضلة وكان يجب أن يتنازل طرف أو أكثر. والذي كان منسحباً من البرلمان يعود إليه ويواصل سن الدستور. هذه النخبة تستحق الاحترام لأنها لم تدفع الشباب التونسي إلى حمل السلاح، ففشل النخبة تدفع ثمنه الجماهير وخاصة الشباب.
وكيف تنظرون إلى ما يحدث في مصر، هل هو فشل النخبة أم الإسلاميين؟
هو فشل النخبة بالطبع، كلهم فشلوا والشعب المصري الآن يدفع الثمن، لم يستشر أحد الشعب المصري في هذه الكارثة التي نحن فيها. النخبة هي التي أوصلت مصر إلى هذه الكارثة وإلى أن تتحول البلاد إلى سجن كبير مع شعب يبحث عن لقمة العيش واللجوء. في بلادنا ليس هناك لاجئون. كنا نحن أبناء اللجوء والنهضة وحدها كان لديها ألفا لاجئ في خمسين دولة في العالم. الآن ليس لدينا لاجئون .
عدد اللاجئين الليبيين في تونس كبير، فإلى أي مدى الذي يحصل في المنطقة يفاقم الخطر على بلادكم؟
ما يجري في ليبيا يمثل خطراً على الإقليم كله خاصة تونس والجزائر، لأنه حتى من الناحية الاقتصادية وضعنا سيئ، وليبيا كانت المتعاون الدولي الثاني مع تونس وتستوعب ما لا يقل عن 300 ألف عاملا تونسيا، كلهم الآن في خبر كان، وليبيا أصبحت مركزاً لتدريب الشباب التونسي على الإضرار بليبيا وتونس والمنطقة.
وفقا لهذه المعطيات، ماهو الحل في ليبيا في تقديركم؟
الحل هو التوافق وليس هناك حل آخر.
وهل يمكن إشراك أبناء النظام السابق؟
نعم حتى ابناء النظام. سنة 2011 طُرح مشروع للحوار في تونس رفضناه نحن في النهضة. لأن الحوار يستوعب الأزلام ومن جملة عناصره ممثلو النظام القديم. رفضنا وبقينا على هذا الرفض تسعة أشهر، وبعد ذلك رأينا أن الأمور تسير إلى الكارثة فقبلنا. والآن نحكم معهم .
أشياء كثيرة تغيرت بقناعاتكم خلال السنوات الأربع الاخيرة. تحديداً التفكير في الفصل بين الدعوي والسياسي.. فهل توضح لنا ذلك؟
ليس هناك تطور في المطلق والتطور يجري في علاقة مع الواقع ونحن جزء وظاهرة اجتماعية ومن لا يتطور يتهمش. إذا تغيرت الأوضاع في البيئة وفشل الكائن الحي في التعامل معها يُفنى، ما كان صالحاً قبل الثورة ليس بالضرورة صالحاً بعدها. نحن كنا حزباً شمولياً في مواجهة نظام شمولي. سقط النظام الشمولي فلماذا نحافظ على الحزب الشمولي. كانت السياسة تدار من وراء ستار لأنها كانت ممنوعة فتختفي وراء النقابة ووراء الصحافة والعمل الخيري والحقوقي، الآن السياسة تظهر بعنوانها الحزبي. فمن أراد السياسة لديه الحزب ومن أراد العمل الخيري فليتجه نحوه، ومن أراد العمل الدعوي فليذهب إليه. كان النشاط يحتاج إلى نشاط آخر يختبئ وراءه في مرحلة الديكتاتورية بينما كنا نختبئ بالسياسة وراء عناوين أخرى فكانت الاحزاب الشمولية .
يبدو أن هذا المسار قناعة راسخة وليس مرحلياً؟
هو مرحلة من مراحل التطور، والتطور يحصل طبيعياً.
وهل تخشون العودة عنه؟
بالطبع لا، إلا إذا عاد النظام الشمولي فنرجع إلى الحزب الشمولي (مازحاً).. ربما الأحزاب الشمولية صالحة في أماكن أخرى ولكن نحن لا نقدم نظرية لكل الإسلاميين، هي نظرية تناسب وضعاً معيناً .
كيف هي العلاقة اليوم بين حركة النهضة وحزب نداء تونس وبقية الاحزاب وأيضا حزب حراك تونس الإرادة الذي يرأسه الرئيس السابق المنصف المرزوقي؟
نحن نحكم مع سبعة أحزاب اليوم، بدأنا بالترويكا بثلاثة أحزاب، ثم وصلنا إلى أربعة في المرحلة السابقة والآن هناك سبعة أحزاب تحكم مدعومة بمنظمات اجتماعية وهذا ما نسميه ب «حكم التوافق» وليس حكم الأغلبية، وقد توصلنا إليه عندما اكتشفنا الفرق بين الديمقراطية الانتقالية وبين الديمقراطية الراسخة والتقليدية أي الديمقراطية المستقرة التي يكفي الحكم فيها ب51 بالمئة. بينما في الأوضاع الانتقالية – مثل وضعنا- هناك مخاوف من الاستقطاب الاجتماعي، أن ينقسم المجتمع وهذا وضع يهيئ للحرب الاهلية والانقلابات. ففي مصر نجح (مرشح حركة الاخوان المسلمين محمد مرسي) ب 51 في المئة مقابل 49 في المئة فكان هناك حالة انشطار، ولم تدم طويلاً المسيرة، بينما الآن الحكم في تونس يستند إلى اكثر من 76 في المئة بمعنى أن قاعدة الحكم عريضة ولا تقوم على انقسام يمين ويسار وإسلاميين وعلمانيين، وإنما تقوم على أساس التوافق. فالحكم قائم اليوم على إسلاميين وعلمانيين وليبراليين ويساريين ومع ذلك المشكلات كثيرة والأوضاع متوترة وليست مستقرة.
أما في سنة 2013 الوضع كان مختلفاً. هناك مجلس تأسيس معطل ومغلق وأمامه اعتصامان كبيران، اعتصام الرحيل يطالب برحيل الحكومة واعتصام الصمود، وبينهما أسلاك شائكة والأمن يتوقع أن يهجم أحدهما على الآخر وتقع مجزرة. الآن الوضع هادئ جداً بالقياس إلى تلك المرحلة. هناك مشكلات اجتماعية وليس لدينا نزاع سياسي في تونس اليوم. كان هناك استقطاب سياسي وايديولوجي حاد بينما اليوم ليس لدينا هذا الصراع. ما هو حاصل يعود إلى مشكلة اجتماعية تحصل في كل البلدان، وحتى الدول الغربية تعيش أزمة. لدينا نسبة بطالة أكبر لكنها تقارب نسب البطالة التي تشهدها اسبانيا (14 في المائة تقريباً) . تونس الآن لا تعيش مشكلاً سياسياً بل مشكلاً اجتماعياً هو جزء من وضعها الداخلي والوضع الاقليمي. لو توجه 300 ألف عامل تونسي للعمل في ليبيا لانتهت المشكلة في تونس وعدنا إلى وضعنا الطبيعي .
ما هو مستقبل التوافق بين النهضة وحركة نداء تونس في ظل الأزمة الحالية التي يعاني منها الأخير؟
التوافق سيستمر في تونس ولا بديل عنه ولا أحد قادراً على أن يحكم وحده أو أن يقصي الآخر. التيار التوافقي يتوسع، معنى ذلك أن تيارات الإقصاء والاستئصال تنحسر بالتدرج والناس يكتشفون أهمية التوافق. اليسار كله كان مجتمعاً ضد سياسة التوافق يريد مجتمعاً لا يشارك فيه «النهضة». الآن اليسار موجود، حزب المسار والجمهوري وأحزاب أخرى رفضت سابقاً المشاركة في أي حكم، الأن بقي طرف واحد رافضاً للمشاركة، لذلك نستطيع أن نقول أنه في عام 2013 كان الجميع ضد النهضة، الآن الجميع ضد الجبهة وضد الإقصاء، وهناك أصوات من داخل الجبهة بدأت تخرج وتطالب بالمشاركة، ونحن سائرون في هذا الاتجاه، سياسة الاقصاء واقصاء النهضة وإخراجها من الحياة السياسية ورمي تهمة الإرهاب عليها، كل هذا ينحسر ولم يعد الناس يصدقون أن حركتنا إرهابية وأن مليوناً ونصف مليون انتخبوها عام 2011 يمكن ازالتهم من تونس. ورغم ذلك نداؤنا مستمر للجبهة لأن تشارك في الحكومة لأننا لسنا في مرحلة انقسام بل في مرحلة توافق، لذلك نحن نحتاج لأن تكون الجبهة داخل الحكومة وليس خارجها بينما هم يشترطون أن تكون النهضة خارج الحكومة بإقصائها. فالصراع الحقيقي في تونس اليوم ليس بين يمين ويسار وبين إسلاميين وعلمانيين، بل بين حركات ادماجية وسياسة التوافق، وبين سياسة الاقصاء .
كيف ترون ما يدور في الشرق العربي في سوريا والعراق، إلى أين تسير الأمور؟
الوضع لا يُسّر صديقاً ولا يحزن عدواً. على كل حال لو نظرنا إلى المشهد نراه محزنا، المنطقة محترقة ضربها اعصار وليس هناك اسوأ من هذا. فلماذا يقتل السوري السوري، والمصري المصري، والليبي الليبي، والعراقي العراقي. ولو بحثنا في المصائب عن نقطة ضوء في هذا الظلام نجد أن المنطقة في حالة مخاض شديد لأن هناك عصراً انتهى وآخر يولد. فعصر الحكم الفردي والزعيم الأوحد كله انتهى والبحث الآن عن البديل وهناك شعوب تمرّ في حالة فوضى بين الماضي والمستقبل والحاضر.
فرنسا أمضت مئة سنة حتى حققت هذا الانتقال، فمرت عبر مختلف المراحل وشنق فيها الملوك وشنق فيها الثوار بنفس المقصلة وعادت الملكية والامبراطورية ولكن في النهاية ولدت فرنسا ديمقراطية واجتمعت دول اوروبا كلها على افشال هذه الشعلة لكن ما حصل ان هذه الشعلة انتقلت إلى كل اوروبا، وانتصر تيار الحرية. نحن العرب هكذا طموحاتنا نتوقع أن نصحو على الخيرات الكثيرة بثمن زهيد ونتوقع أن يتم الانتقال بين عشية وضحاها إلى الحرية. منطقتنا هي قلب العالم وجسر تواصل، ونجد أن الثروات الكبرى تتجمع في منطقتنا، وقلب المصالح الدولية إسرائيل هنا في المنطقة. إذا هكذا نفهم لماذا الشرق يحترق ويدفع هذا الثمن الغالي من أجل الحرية ليس لأن التونسيين ماهرون والآخرين أقل مهارة، بل لأن الأوضاع هناك أكثر تعقيداً، وبالتالي التغيير له أثمان باهظة ويحتاج مدة زمنية أطول لكنه سيتحقق. لا يمكن أن نتصور أن الشعب السوري الذي عجن عجناً وطحن طحناً يمكن أن يعتقد أن نظام الأسد هو مستقبله وأن عائلته وابنه هو الذي سيحكم سوريا، هذه خرافة.. لكن الذي غير سوريا ومصر والعراق وغيّر قلب العالم والحضارات، ومن أراد تغيير هذه المنطقة فعليه أن لا يبسّط الأمور بل عليه أن يستعد لدفع الاثمان المطلوبة، فالمهر غٍال..
-إذن هل المنطقة سائرة نحو التقسيم؟
-يريدوننا ان ننقسم ولكن المنطقة ستتوحد.
هناك من يرى أن ليبيا سائرة نحو التقسيم؟
ربما تقسم لفترة ولكن لا يستقر التقسيم ستتجه الأمور نحو الوحدة. الإسلام في حالة صعود سيوحد المنطقة. لا أحد عاقلاً يقول أن الإسلام في حالة خمول وتراجع بل سيوحد المنطقة وكما وحدها أول مرة، سيوحدها مرة أخرى.
أكيد أن ما تتحدث عنه ليس إسلام داعش؟
الإسلام الآن في حالة غضب والغاضب أحياناً يخرج عن طوره ..ويعبر تعبيرات غير معقولة حتى تخاله مجنوناً.. ما حصل وما تعرض له السنة في العراق وسوريا يخل العقل.
كيف يمكن التعامل الآن مع هذه الحركات التي هي في حالة جنون كما وصفتها؟
بالعودة إلى العقل ..عندما يفهم الناس انه ليس بالإمكان تشييع سوريا والعراق. عندما تفهم إيران هذا ويفهم الآخرون عندئذ المجانين لن يبقى لهم مكان (القدس العربي )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.