اصدر الهاشمي الحامدي، رئيس حزب العريضة الشعبية بيانا عبر فيه عن استيائه من تجاهل وسائل الاعلام الوطنية لحزبه. وجاء في البيان ما يلي: "أقول لوسائل الإعلام الوطنية في البداية، باحترام كامل لها، وبوضوح وصراحة، إن كل استطلاعات الرأي التي تتجاهل حزب العريضة الشعبية في الواقع السياسي الحالي، وفي الإنتخابات المقبلة، تخدع نفسها، وتخدع وسائل الإعلام، وتخدع الرأي العام. مثلها هنا مثل كثير من الفضائيات والإذاعات التونسية التي تتجاهل أخبار العريضة الشعبية ومواقفها بالكامل، كأنها غير موجودة أصلا في الساحة التونسية. إنها ببساطة، تعيد بشكل يثير الشفقة، عملية الخداع والتضليل الكبرى التي جرت قبل الانتخابات السابقة، والتي قامت على تجاهل العريضة الشعبية بشكل كامل، فلما نطق الشعب التونسي الحر برأيه الحر يوم الانتخابات، وأعطى العريضة الشعبية المركز الثاني بترتيب الأصوات، صعقت مراكز سبر الآراء ومن سار في دربها من محللين وخبراء. ولجأ بعضهم إلى حلول يائسة، من نوع التصفيق لإسقاط قوائم العريضة الشعبية، وإعلان حرب مفتوحة على مؤسسها كاتب هذه السطور، واتهامه بالشعبوية وبكل نقيصة في قاموس الشتائم السياسية والأخلاقية. قرأت في أحدث استطلاعات الرأي التي نشرت نتائجها في بعض وسائل الإعلام الوطنية إشارة عابرة إلى العريضة الشعبية وأنها من الأحزاب التي حافظت على حد أدنى من الولاء الانتخابي، يقارب النصف ممن يعلنون عن نيتهم إعادة تصويتهم لفائدة نفس الحزب. عدا ذلك، لا يوجد ذكر للعريضة الشعبية أبدا. وذكر سبر آخر للآراء أن العريضة الشعبية هي القوة السياسية الثانية في البلاد إذا جرت الانتخابات اليوم، غير أنها لن تفوز بمقعد واحد إذا جرت الانتخابات بعد عام لقد شعرت بالشفقة على منتجي بعض استطلاعات الرأي أيضا وهم ينشرون نتائج سبرهم للآراء حول الانتخابات الرئاسية المقبلة. إنهم يذكرون أسماء عدد من المرشحين، يفاضلون بينهم، وفي نفس الوقت يتجاهلون مؤسس العريضة الشعبية، ومرشحها للانتخابات الرئاسية المقبلة بشكل علني ورسمي، وزعيم القوة السياسية الثانية في البلاد طبقا لاستطلاع الرأي الحقيقي الذي لا نزاع حوله ولا خلاف، والمتمثل في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. أسأل جميع التونسيين بمحبة وتواضع واحترام: بالله عليكم، هل سمعتم باستطلاع للرأي في أية دولة ديمقراطية في العالم يقصي الحزب الرئيسي للمعارضة ويتجاهل أنصاره المنتشرين في كل أنحاء البلاد من بنزرت إلى تطاوين، وهم المنتمون في أكثرهم للشرائح التي فجرت الثورة ولم تنل من ثمارها شيئا إلى اليوم؟ وهل سمعتم باستطلاع للرأي في أية دولة ديمقراطية ينشر توقعاته للانتخابات الرئاسية المقبلة ويقصي منها اسم زعيم القوة السياسية الثانية في البلاد الذي قدم البرنامج العملي الوحيد لتحقيق أهداف الثورة من خلال الصحة المجانية ومنحة البطالة ونال ثقة مئات الآلاف من أبناء الشعب يوم الانتخابات؟ لقد حصلت على أصوات أكثر من المرزوقي وبن جعفر، فكيف يتم إقصائي وإقصاء العريضة الشعبية من استطلاعات الرأي وتعتمد أسماء هؤلاء ومن حصل على أصوات أقل منهم في الانتخابات السابقة؟ أجيبوني يا أهل المنطق والإنصاف: أليس هذا من الحقرة والإقصاء والاستهتار بأصوات مئات الآلاف من التونسيين؟ أليس من الاستهتار بالشعب تخييره بين الرمضاء والنار: رمضاء حكومة جربناها وشبعت فشلا، وبين نار العودة للسياسات القديمة التي ثار الشعب عليها؟ لماذا هذا الاستهتار، ولمصلحة من يتم تغيب البديل الحقيقي عن الترويكا وعن ممثلي السياسات القديمة، وهو العريضة الشعبية المنحازة لأشواق الشعب العميقة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية؟ الواقع أن أكثر استطلاعات الرأي التي تنشر هذا الأيام عبث بالإعلام والسياسة واستهانة بعقول التونسيين واستخفاف بهم وقلة احترام لهم. لذلك أقول لجميع بنات وأبناء الشعب التونسي الأبي: لا تكترثوا أبدا بهذه التقارير. فصوتكم الحر بيد كل واحد منكم، وقد بينتم ذلك في الإنتخابات السابقة. وكل المعطيات المتوفرة لدي، تبين أن العريضة الشعبية ستحقق بعون الله فوزا كبيرا في الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة. وأضيف: إن رسالة نشطاء العريضة الشعبية اليوم، ومهمتهم الكبرى، هي بث روح الأمل والتكاتف بين جميع بنات وأبناء تونس الجميلة، المؤمنين بأن تونس تستحق نظام الصحة المجانية وقادرة على تنفيذه، وتستطيع توفير مليار و200 مليون دينار للإنفاق على منحة البطالة، وتستطيع توفير خدمة النقل المجاني للمسنين، وتستحق نظاما سياسيا يصون الحريات الفردية والجماعية والدينية، ويبني العدالة الاجتماعية، ويضمن المساواة في الحقوق والواجبات بين جميع التونسيين، وتستحق حكومة وطنية تتكل على الله ثم شعبها، ولا تتملق أو تخضع لنفوذ أية دولة أجنبية صديقة كانت أو شقيقة. إنني أدعو جميع التونسيين المؤمنين بهذه المبادئ إلى التكاتف والتعاون من أجل أن تقوم حكومة العريضة الشعبية في الانتخابات المقبلة بتفويض شعبي كبير، وعندئذ تدخل بلادنا عصرا جديدا بالفعل، وتتحقق الأهداف الأساسية للثورة التونسية. ما أطلبه منهم عمليا هو التصويت للعريضة الشعبية يوم الإنتخابات، وإقناع أصدقائهم وأقاربهم بالتصويت لها. وأقول أخيرا لكل العاملين في مجال استطلاعات الرأي: كل الاستطلاعات التي تقصي العريضة الشعبية من الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، لا قيمة لها، ولن ينخدع بها شعب تونس الحر الأبي. وغدا عندما تقوم حكومة العريضة الشعبية وتتشكل من وزراء من أفضل الكفاءات الوطنية، وبعد أن أؤدي القسم رئيسا للجمهورية بعون الله، وأشرع في تنفيذ التزامي بتطبيق برنامجي الصحة المجانية ومنحة البطالة، سيشعر الذين ينشرون استطلاعات الرأي التي أرد عليها بحرج شديد، هذا والأيام بيننا، وإن غدا لناظره قريب" ويجدر التذكير ان "الصباح نيوز" كانت قد نشرت في مقال سابق حول سبر الاراء وتحصلت فيه العريضة الشعبية على المرتبة السادسة في نسبة تصويت التونسيين اذا ما أجريت انتخابات تشريعية السنة المقبلة.