غادرت في حدود الساعة الثامنة والربع من مساء امس الأربعاء، الباخرة "ماهتاب بايراكتار" Mehtap Bayractar، ميناء صفاقس التجاري، متجهة نحو ميناء "نوفوروسيسك" Novorossiysk الروسي، وذلك في إطار خط تجاري بحري جديد بين تونسوروسيا، بمعدل رحلتين ذهابا وإيابا كل شهر، أحدثته الشركة التونسية للملاحة في إطار تنويع الوجهات التجارية والبحث عن أسواق جديدة للمنتوج التونسي. وكانت الباخرة التي سوغتها الناقلة التونسية من مؤسسة تركية خصيصا لهذا الخط، محملة بنحو 25 حاوية من المنتوجات التونسية المتمثلة بالأساس في تمور الدقلة ومادة «الشامية» و»الحلقوم» و»الهريسة». واعتبر مسؤولو الشركة التونسية للملاحة، «تواضع» هذه الحمولة، أمرا طبيعيا، بالنظر إلى كونها رحلة إفتتاحية، متوقعين أن يرتفع حجم الحمولات بشكل ملحوظ في قادم الرحلات، علما وأن طاقة الباخرة تصل إلى 220 حاوية. ويتوقع أن تستغرق الرحلة ستة أيام لتصل الباخرة في أعقابها إلى ميناء «نوفوروسيسك»، حيث تقوم بتفريغ حمولتها من البضائع التونسية باتجاه هذه السوق الواعدة التي تعد 160 مليون مستهلك. وقد تجندت عديد الأطراف لتأمين انطلاقة ناجحة لهذه الرحلة الأولى، على غرار الشركة التونسية للشحن والترصيف ومصالح الديوانة التونسية وشرطة الحدود وإدارة الميناء التجاري والشركة التونسية للملاحة. وفي كلمة ألقاها خلال حفل استقبال انتظم بميناء صفاقس بمناسبة إطلاق الخط الجديد، دعا علي بلقاسم، الرئيس المدير العام للشركة التونسية للملاحة، رجال الأعمال والمصدرين، إلى «المحافظة على هذا الخط الذي سيفتح آفاقا تجارية واعدة أمامهم»، مثمنا التعاون والجهود المبذولة من القطاعين العام والخاص والتي توجت بإحداث الخط وتقريب المسافات نحو وجهات واعدة، على غرار الوجهتين الروسية والتركية. من جهته أكد محمد السلامي، المدير الجهوي لمركز النهوض بالصادرات في صفاقس، على هامش الحفل، أن الخط الجديد سيمكن المصدرين من اختصار آجال التصدير وربح الوقت، فضلا عما يتيحه من امتيازات مالية، حيث سيمكن مستعمليه من التخفيض في كلفة النقل بنسبة تصل الى 50 بالمائة بالنسبة إلى بعض المواد. ودعا رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بصفاقس، أنور التريكي، إلى «ضرورة القيام بحملة ترويجية للخط البحري الجديد في أوساط الأعمال ولا سيما المؤسسات التصديرية»، مبينا أن ولاية صفاقس تعد عددا كبيرا من هذه المؤسسات التي تختص في تصدير مواد ومتوجات مختلفة. وكان والي صفاقس، الحبيب شواط، أبرز في كلمة ألقاها بالمناسبة، أهمية الخط البحري الجديد باتجاه روسيا، في دفع التصدير وتحسين الميزان التجاري التونسي، لافتا إلى أهمية التفكير في إحداث خطوط أخرى نحو وجهات تجارية واعدة، مثل الوجهة الإفريقية.