بعد الخسائر الميدانية لتنظيم "داعش" ببؤر التوتر سواء في سورياوالعراق أو ليبيا هناك مخاوف جدية من عودة أنصار التنظيم الى بلدانهم لتنفيذ عمليات إرهابية على غرار تونس وقد أفاد الخبير الأمني والإستراتيجي علي الزرمديني في تصريح ل"الصباح نيوز" في هذا الصدد أنه بناء على عقيدة تنظيم "القاعدة" أو "داعش" لا يمكن للتنظيمات الإرهابية أن تتخلى عن مقاتليها الى أي وجهة غير محددة ومستهدفة أو أن تسمح لهم بمغادرة مواقع التمركز الرئيسية الا لغاية أو هدف مخطط له. يضيف الزرمديني أنه حتى لو فرضنا حصول انشقاق في صفوف تنظيم "داعش" أو "القاعدة" فإن الطرف المنشق سيتحول الى الطرف الآخر بمعنى في صورة انشقاق مقاتلين في تنظيم «داعش» فإنهم سيلتحقون بتنظيم "القاعدة" والعكس بالعكس. واعتبر محدثنا أن تسلل "الدواعش" الى تونس أو الجزائر ممكنة وقائمة لتنفيذ مخططات ارهابية أو لإعادة الإنتشار أو التمركز حسب المخطط. وتابع بأننا اليوم لو نقوم بقراءة لواقع العراق نرى أنه بعد التضييق على مقاتلي "داعش" بالموصل عاد البعض منهم الى سوريا مضيفا "ما يهمنا نحن في تونس ما يحدث في ليبيا من تمركز للإرهابيين في شكل خلايا ومجموعات صغيرة حول الحدود الجنوبية لليبيا التي تعتبر الملاذ الآمن لتلك الجماعات من جانب تشاد والسودان وأيضا حول الحدود الغربية الفاصلة بين ليبيا وتونسوالجزائر فهذا الإرتباط بالجنوب بجماعات بوكو حرام وفي الغرب بالخلايا النائمة المتمركزة في تونسوالجزائر من شأنه أن يعطيها متنفسا وقوة وفاعلية من خلال الإرتباط بها ويدفعها بالتالي الى القيام بعمليات ارهابية تستهدف هذين البلدين( تونسوالجزائر) . وأوضح الزرمديني انه من هذه الصورة يتوقّع تسلل تلك الجماعات الى تونس للإحتماء والإلتحام والدفع نحو القيام بعمليات ارهابية تسعى بها الى اعادة تفاعلها مع الأطراف الموجودة داخل التراب التونسيوالجزائري ، مضيفا « ان الإحتياط ضروري والإستعداد النفسي لا بد أن يكون متواصلا وخاصة حسن التمركز ووضع كل السيناريوهات المحتملة فذلك مهم جدا لتفادي أي حدث ارهابي". واعتبر الزرمديني أنه بالإضافة الى ذلك فإنه من الضروري أيضا التركيز على الجانب الإستخباراتي والإستعلاماتي بالتنسيق بين الجزائروتونس لتفادي حصول أي مفاجأة قد تحصل.