قال اليوم وزير الخارجية الأسبق والدبلوماسي أحمد ونيس ان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية يُعدّ "محطة استغراب". وأوضح في تصريح ل"الصباح نيوز" انه يرى، ووفق المحللين الأوروبيين والأجانب، أنّ الأوساط الأوروبية والدولية متخوّفة لأنّ الميزان المالي والنقدي تزعزع بإعلان فوز ترامب بالرئاسة الأمريكية. واعتبر ان نتائج الانتخابات الأمريكية أثبتت أن اليمين المتشدد فضّل على الوسط المستنير وهو ما يفسر النسبة التي منحت لترامب في الانتخابات على حساب هيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية. وقال ان الخطاب السياسي لترامب كان يُغذّي ردة الفعل لمجموعة البيض المتشددين «البروتسنتيين» من أصل إيرلندي والورثاء المؤسسين للدولة الأمريكية التي تؤمن ب»الغلبة» ولا تقبل المساواة ونصرة الميزان مع القوى الأخرى بالعالم، مضيفا أنهم شعروا بأنهم فقدوا قوّتهم لصالح الأقليات. كما قال ونيس أنه بالرغم من هفوات ترامب الكلامية والأخلاقية والسياسية في خطاباته الانتخابية إلا أنّ مجموعة البيض المتشددين التي تشكل 40 بالمائة من مناصري ترامب بقوا ثابتين ولقوا حظهم وانتصروا اليوم على الأغلبية التي مكنت باراك أوباما من الفوز. وأشار ونيّس إلى ما يمثله اللوبي اليهودي من خطر على مستقبل المجتمع الأمريكي والسلم والعالم العربي بلقاء مصالحه مع مصالح البيض المتشددين، موضحا أنّ هذا اللوبي اليهودي عدّو لأوباما وبإحراز هذا الأخير على جائزة نوبل للسلام شعر أنه سيقع تحوّل مستقبلي للمجتمع الأمريكي. ومن جهة أخرى، قال: "أنا أخشى اليوم على القدس.. كما أخشى أن يكون الفيتو الذي تكتسبه الولاياتالمتحدةالأمريكية في الأممالمتحدة قد تقبض عليه دولة إسرائيل ويصبح فيتو إسرائيلي". وبخصوص علاقة أمريكا ببقية الدول ومنها تونس بعد فوز ترامب، دعا ونيّس إلى الالتفات إلى الدول التي تؤمن بالديمقراطية اللبرالية أي أوروبا واسيا والصين وروسيا..، مضيفا: "فاليوم نخشى أن تكون الولاياتالمتحدة في تراجع خطير على المسيرة المستنيرة اللبرالية التقدمية بعد زمن جورش بوش". وعن العلاقة المستقبلية لأمريكا بالإسلام السياسي، ردّ أحمد ونيّس: "اليوم ومهما كان هذا الإسلام سياسي أو غيره فإن ترامب سيكون مع كلّ ما يخدم مصلحة إسرائيل.. كما أنّ ترامب يجهل الملفات الأساسية والتي هي أساس العلاقات الدولية والمتمثل أساسا في الميزان الجديد للعلاقات بالنكران لأيّ زعامة منفردة، غير أنّ اليوم هناك خشية من عودة زعامة القطب الأمريكي". وختم قوله بالتأكيد مرّة أخرى على "خشيته العميقة على مصير القدس".