-تونس الاستثناء ستحظى بتعامل استثنائي -فالس في تونس لإعلان مساعدات جديدة لتونس باريس /الصباح : من مبعوث دار الصباح حافظ الغريبي "ان وضع تونس الاستثنائي يستوجب دعما استثنائيا .. وان وجد بلد استوجب مساعدته جنوب المتوسط فهو تونس» ، هكذا علق مانويل فالس خلال لقائه أمس بقصر ماتينيون يوسف الشاهد في قصر ماتنيون بباريس على طلب رئيس الحكومة ان تعامل تونس التي تمثل الاستثناء في المنطقة بنفس القدر ما تمثله. طلب الشاهد - الذي ابرز كيف ان تونس التي تحترم حقوق الانسان والتي اصبح بها إعلام حر ورئيس منتخب انتخابا حرا ومباشرا تقاسم هذه القيم مع أوروبا وعلى الجميع ان يدعمها بنفس قدر ما تمثله من استثناء- وجد صدى لدى الوزير الاول الفرنسي اذ صرح عقب لقائه الشاهد ظهر أمس على انفراد ثم مع الوفد الوزاري المرافق له والذي استغرق ساعة ونصف الساعة وختم بمأدبة غداء استمر خلالها الحوار ،ان «فرنسا ماضية قدما في مساعدة تونس وانه ستقف الى جانب الشاهد لدعم حكومته ومساعدتها على إنجاح الإصلاحات وإتمام المسار الانتقالي» معتبرا «تونس مثالا في محيطها العربي الاسلامي «. * حضور مكثف للمنتدى ووفق المستشار الدبلوماسي لرئيس الحكومة طارق بن سالم الذي تحدثت اليه « الصباح « فان الوزير الاول الفرنسي وعد ان تكون لفرنسا مساهمة فعالة في منتدى الاستثمار تونس 2020 وانه سيكون حاضرا لهدفين الاول لدعم العلاقات التونسية الفرنسية من خلال زيارة رسمية تسبق المنتدى بيوم يتم خلالها الإعلان عن مساعدات مالية جديدة لتونس والهدف الثاني للمشاركة في افتتاح المنتدى حيث سيكون حاضرا على راس وفد هام من المستثمرين . وحسب فالس فان لتونس مقومات لاقتصاد يمكن ان يسترجع انفاسه فاقتصاديا وان مر بهزات فانه ثمن طبيعي للهزات الأمنية التي شهدتها البلاد معتبرا في الان نفسه ان توقيت المنتدى ممتاز للتأكيد على ان تونس من أقوى الاقتصاديات الموجودة في المنطقة وانه لابد من إبراز ذلك للجميع. * اكثر من مليار اورو لتونس ووفق تصريح فالس فان فرنسا وكما تعهدت سنة 2015 على لسان رئيسها بتوفير مليار اورو لتونس خلال خمس سنوات، فان فالس رجح ان يتجاوز الدعم ذاك الرقم مؤكدا ان فرنسا بوصفها اول مستثمر واول حريف لتونس ستواصل دعمها عبر الوكالة الفرنسية للتنمية التي قال ستخصص مبلغ 250 مليون اورو خلال السنة القادمة لبلدنا من خلال برمجة 22 مشروعا جديدا في شكل دعم للمؤسسات الصغرى والمتوسطة اضافة لل25 مشروعا الحالي. دعوة الفرنسيين لزيارة تونس ولأول مرة يدعو الوزير الاول الفرنسي على المباشر عموم الفرنسيين الى زيارة تونس والتمتع بمرافقها السياحية ، دعوة جاءت لتؤكد اقتناع السلط الفرنسية بامن الوجهة التونسية وبالمستوى العالي للتاهب الأمني التونسي وباستقرار البلد ونجاحه في تجاوز مصاعبه الأمنية ، مشددا في الان نفسه على طبيعة العلاقة التي تربط الشعبين وعن حاملي الجنسية المزدوجة في إشارة واضحة للمخزون الانتخابي الذي تسعى مختلف الحساسيات السياسية لمغازلته عشية انتخابات برلمانية ورئاسية تبدو ساخنة سيما بعد نزول خبر انتخاب الرئيس الامريكي دونالد ترامب على الأوربيين كدش ماء بارد * إشارات للوزراء التونسيين فالس وخلال لقائه الشاهد دعا وزراء البلدين كل في ميدانه الى نسج علاقات ثنائية متينة ومستمرة لاعتقاده ان لها دور في تطوير مردود التعاون ، وفالس محق فيما يقول فعلى وزرائنا ان ينفتحوا اكثر على نظرائهم في البلدان الصديقة والشقيقة وان يولوا ظهورهم قليلا لبلاتوهات التلفزات وصفحات الفايس بوك ويبنوا علاقات طيبة في الخارج لان وحده التعاون الدولي سيخرج تونس من عنق الزجاجة .فالترفيع في حجم المساعدات وتجاوز سقف المليار اورو رهين تحرك دبلوماسي سياسي اذ العزيمة متوفرة وفق مصادر حضرت اللقاء وهناك نية لمزيد الانفتاح على مشاريع جديدة تخص السكة الحديدية ومشاريع اخرى اضافة لاستعداد فرنسي لرسكلة ديون اخرى ان توفرت مشاريع جدية لرسكلتها قد تفوق قيمة الرسالة المائة مليون اورو. * رسائل الشاهد من جهته كانت رسائل الشاهد واضحة وهي على ما يبدو تصب في نفس استراتجية رئيس الدولة الباجي قايد السبسي التي تبتعد عن سياسة مد اليد وتعمل على ان يكون تعامل الند للند ، محملا كلامه برسائل واضحة أولها ان تونس تمثل استثناء وأنها نجحت في كل الامتحانات الصعبة في حين فشلت غيرها من الدول ، ثانيها ان هذا الاستثناء لا يجب ان يعامل كظاهرة إعلامية بل كدولة تقاسم أوروبا نفس القيم والمبادئ لكنها تعاني من عبء انتقال ديمقراطي اثّر على المالية العمومية وخفّض نسق نموها ، ثالثها ان تونس البلد الوحيد الذي ظل فاتحا حدوده لليبيين ودفع ثمن ذلك باهظا وان اعادة بناء ليبيا لابد ان تتم عبر تونس .. رسائل واضحة حملها رئيس الحكومة في اول زيارة رسمية له تقبلها فالس بوضوح وهي نفس الرسائل التي حملها الشاهد الى الجمعية العمومية الفرنسية في اول يوم من زيارته التي انتهت بلقاء وعشاء لدى منظمة الاعراف ليكون للشاهد لقاء صباح اليوم مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.