في مينيسوتا حيث شكل استيعاب عدد كبير من اللاجئين الصوماليين رهانا انتخابيا، فازت مسلمة من أصل صومالي بمقعد في مجلس نواب الولاية، لأول مرة في الولاياتالمتحدة. وستدخل اللاجئة السابقة إلهان عمر في الثالث من جانفي الى مجلس نواب عم الولاية القريبة من كندا والتي باتت المكان المفضل للاجئين الصوماليين القادمين الى أمريكا. تستقبل مينيسوتا ثلث الصوماليين الوافدين الى الولاياتالمتحدة والذين بلغ عددهم 25 الفا وفق آخر احصاءات تعود الى 2010. وجاء فوز إلهان المحجبة البالغة من العمر 33 عاما بعد الحملة التي خاضها الرئيس الجمهوري المنتخب دونالد ترامب ضد المسلمين بشكل خاص. وقالت الهان لوكالة فرانس برس «حتى وان كان يفترض ان تشكل رسالته تهديدا لنا لكي لا نشارك في التصويت ولكي لا نعتبر انفسنا جزءا من النظام الاميركي، فقد كان لذلك مفعول عكسي». واضافت «اعتقد ان فوزنا هو مصدر الهام لكثير من الشباب والملونين والمهاجرين وللجميع. حتى وان لم يكن النظام ملائما لنا جميعا يمكننا مع ذلك ان نشق طريقنا ويمكننا ان نضمن ان خلق فرصا لاناس مثلنا». وفازت هيلاري كلينتون بنسبة 47% من الاصوات في مينيسوتا الثلاثاء مقابل 45% لترامب الذي هاجم الصوماليين المقيمين في الولاية في الأسبوع الاخير من حملته واعتبرهم مسؤولين عن الاضطرابات التي تشهدها الولاية. وقال حينها «هنا في مينيسوتا عشتم بشكل مباشر المشكلات الناجمة عن سوء ادارة ملف اللاجئين مع وصول عدد كبير من اللاجئين الصوماليين الى ولايتكم من دون علمكم بذلك حتى». وأضاف «بعضهم انضم الى تنظيم داعش وينشرون اراءهم المتطرفة عبر البلاد وعبر العالم باسره». وانضم بعض من الشباب الصوماليين الأمريكيين الى صفوف جماعات مثل حركة الشباب المجاهدين في الصومال. كما تأثرت البلاد بالاعتداء الذي شهدته مينيسوتا ونفذه ضاهر آدن الأمريكي من أصل صومالي البالغ من العمر عشرين عاما عندما شن في سبتمبر هجوما في الوسط التجاري في سانت كلاود موقعا عشرة جرحى. وقال مكتب التحقيقات الفدرالي لاحقا انه اعتنق التطرف. واقرت الهان عمر بان فوز ترامب سيجعل الامور «صعبة جدا». وقالت «سيتعين علينا العمل على تنظيم الجالية استعدادا لما يمكن ان يحدث. سيتعين علينا مضاعفة خطابات المحبة امام خطابات الكراهية». وتتعدى القناعات السياسية لهذه النائبة الناشطة في مجال السياسات والمبادرات الخاصة بالمرأة، مصير اللاجئين الصوماليين اذ انها تبذل جهودا ايضا من اجل اقليات اخرى مثل المهاجرين من شرق افريقيا او الليبراليين البيض والطلاب. وتؤكد انها تعطي الاولوية لتمويل التعليم وتسهيل الالتحاق بالمؤسسات التربوية واصلاح القانون الجزائي. وقال مدير مركز دراسات السياسة والحوكمة في جامعة مينيسوتا لورانس جيكوبس «شهدنا تحولات مهمة جدا في الولاياتالمتحدة مع وصول الالمان والإيرلنديين الكاثوليك واليهود وغيرهم الى البلاد. السياسة تكون في البداية ذات صبغة عرقية تماما ثم تتطور مع تشكل ائتلاف» من اعراق متعددة. واعتبر انه «تطور ايجابي جدا» ان نرى الهان عمر تتطور بهذه الطريقة. وصلت الهان الى الولاياتالمتحدة وهي في الحادية عشرة من عمرها مع عائلتها بعد ان امضت أربع سنوات في مخيم للاجئين في كينيا لجأت اليه العائلة هربا من الحرب في الصومال. واعتبرت ميمونة غان (35 عاما) فوزها صفعة لترامب ومصدر الهام للمسلمين. وقالت المرأة المقيمة في قرية ميبل غروف في شمال غرب مينيسوتا «رؤيتها تبهج قلوبنا وقلوب الشباب. وصول الهان الى هنا وفوزها مصدر فخر لكل المسلمين وليس فقط للصوماليين». (وكالات)