تستأنف الأحد في سويسرا محادثات بالغة الأهمية لإعادة توحيد قبرص، تأمل الأسرة الدولية في تحقيق تقدم حاسم فيها بعد 42 عاما من تقسيم الجزيرة. وكان الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس والزعيم القبرصي التركي مصطفى أكينجي، ناقشا من السابع إلى الحادي عشر من نوفمبر في سويسرا، مسألة الأراضي، وهي واحدة من أكثر النقاط حساسية في المحادثات، لكن على الرغم من "التقدم المهم" الذي تحدثت عنه الأممالمتحدة، لم تسمح المفاوضات باختراق كاف لإنهاء الملف. وخلال محادثات الأحد والاثنين في مون بيليران، يأمل أناستاسيادس وأكينجي في التوصل إلى خارطة وضعت عليها الحدود الداخلية للكيانين "قبرصي يوناني وقبرصي تركي" اللذين سيشكلان اتحادا فدراليا، وهذا الأمر يتطلب دراسة إجراءات إعادة أو تبادل ممتلكات أو دفع تعويضات لأصحابها. ويأمل أناستاسيادس في أن تسمح هذه الترتيبات بعودة مائة ألف قبرصي يوناني إلى الممتلكات التي اضطروا لتركها، بينما يأمل القبارصة الأتراك في ألا يغادر عدد كبير من الأشخاص منازلهم. ومسألة قبرص المقسمة واحدة من أقدم القضايا في العالم. وقد جرت محاولات عدة لإعادة توحيدها من دون جدوى، وكان آخرها في 2004. وبدأ الأمر عندما غزا الجيش التركي في 1974 شمال الجزيرة ردا على انقلاب يهدف إلى إلحاقها باليونان، وأثار قلقا على الأقلية الناطقة بالتركية فيها. وغداة هذا الغزو سجلت حركة نزوح كبيرة للسكان الذين اضطر عشرات الآلاف منهم للتخلي عن ممتلكاتهم بين ليلة وضحاها. وفيما أعلن القبارصة الأتراك في الشمال "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى أنقرة، انضمت الجمهورية القبرصية، التي لا تمارس سلطتها إلا في جنوب الجزيرة حيث الأغلبية من القبارصة اليونانيين، إلى الاتحاد الأوروبي في 2004. وأي اتفاق يتوصل إليه الرئيس القبرصي وزعيم القبارصة الأتراك سيعرض للتصويت عليه في استفتاء في شطري الجزيرة.(وكالات)