نظرت اليوم الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس في الجزء الأول من ملف عملية باردو الإرهابية والمتهم فيه شخصين وهما حسين ضيف الله وسيف الدين العياري، الأول من اجل القتل العمد مع سابقية القصد والدعوة الى ارتكاب جرائم ارهابية والإنضمام الى تنظيم ارهابي وحمل اسلحة ومتفجرات ...والثاني توفير اسلحة ومتفجرات ومعدات لعناصر ارهابية وعدم اشعار السلط الرسمية بأفعال خطيرة ومجرمة قانونيا. وأحضر العنصر الإرهابي عادل الغندري قصد سماع شهادته في القضية. وباستنطاق المتهم الأول حسين ضيف الله تراجع في اعترافاته المسجلة عليه بحثا والتي كان أفاد فيها بأن عادل الغندري ساعده في السفر الى ليبيا أين التحق بمضافة بمصراتة على ملك الإرهابي نور الدين شوشان المكنى بصابر وقد التقى هناك بعديد الأشخاص ثم بعد أن مر أسبوع تم نقله الى مدينة درنة وانضم الى معسكر لتدريب الإرهابيين تابع لأنصار الشريعة وأسندت له كنيتة أبو اسحاق. كما أفاد أمام الباحث بانه التقى هناك بالإرهابي أحمد الرويسي المكنى بأبو زكريا ومنفذي عملية باردو الإرهابية جابر الخشناوي وياسين العبيدي . وأنه بعد فترة دامت سبعة وعشرون يوما سافر الى تركيا ثم منها الى سوريا أين دخل مدينة حلب عبر أحد المهربين وانضم الى جبهة النصرة وقاتل في صفوفها، ثم قرر العودة الى ليبيا بعد أن احتد القتال بين جبهة النصرة وتنظيم "داعش" الإرهابي، وأنه بعد عودته من سوريا الى ليبيا طلب منه الإرهابي أحمد الرويسي بضرورة العودة رفقة جابر الخشناوي وياسين العبيدي الى تونس لتنفيذ مهمة لم يفصح له عنها. وكشف المتهم أمام الباحث أيضا من أنه التقى بعادل الغندري وقد سلمه هذا الأخير سلاح كلاشينكوف، كما قال أنه التقى بجابر الخشناوي وياسين العبيدي بمحطة المنصف باي وكانا يحملان حقيبة ظهر تحتوي على خمسة قنابل يدوية، وأنه بتاريخ 18 مارس 2015 علم بالهجوم الإرهابي على متحف باردو. غير أن هذه التفاصيل أنكرها وقال أنه تعرض الى تعذيب شنيع وبأنه أمضى على محاضر بحث دون أن يطلع عليها. أما المتهم الثاني سيف الدين العياري فقد تمسك بتصريحاته التي سجلت عليه أمام الباحث والتي كان قال فيها بأنه قبل واقعة الهجوم على متحف باردو كان يقيم صحبة ياسين العبيدي في استديو تابع لمنزل والديه وأن العبيدي يوم تنفيذ علمية باردو اتصل به وطلب منه أن يسلمه حقيبة صغيرة الحجم كان تركها بالأستديو تحتوي على وثائق نافيا ضلوعه في عملية باردو. مع العلم أن رئيس الدائرة الجنائية الخامسة أجرى مكافحة قانونية بقاعة الجلسة بين عادل الغندري وحسين ضيف الله وقد أكد ضيف الله أن عادل الغندري لم يسهل له عملية السفر الى ليبيا ثم منها الى تركياوسوريا، اما الغندري فرغم مواجهة القاضي له بأنه معروف بتسفيره شبان مدينة بن قردان الى بؤر التوتر الا أنه أنكر وقال أثناء المكافحة أنه ساهم في تسفير مغربي الجنسية من مدينة بن قردان الى ليبيا فقط. لما فسح القاضي المجال للدفاع للترافع رافع محامي حسين ضيف الله ولاحظ أن موكله تعرض الى تعذيب شنيع عند بحثه من طرف فرقة مكافحة الإرهاب بالقرجاني وانه ليس هو فقط بل كل الذين تم ايقافهم ابان عملية باردو. واضاف أن التساخير الفنية التي أفادت بأن موكله مورط في عملية باردو ثبت أنها مدلسة. وكشف بأن فرقة مكافحة الإرهاب ببريطانيا هي من ساعدت في كشف العناصر المورطة الحقيقية في عملية باردو الإرهابية عندما قدمت الى تونس وقامت بتحقيق كشفت فيه عن طريق وسيلة "الجيباكس" وهي وسيلة الإتصال التي استعملها الضالعون الحقيقون في عملية باردو الإرهابية. كما كشف المحامي بأن جابر الخشناوي منفذ العملية كان يقيم قبل خمسة ايام من العملية بأحد النزل بباب الجديد. وختم مرافعته بطلب الحكم بعد سماع الدعوى في حق موكله. ورافع محامي المتهم الثاني سيف الدين العياري ولاحظ ان موكله يعرف ياسين العبيدي منذ الطفولة وبأنه درس مع هذا الأخير في المرحلة الإبتدائية وان الجميع يعلم أنهما كان صديقين وأنه يوم عملية باردو اتصل ياسين العبيدي بموكله واخبره أنه يريد الإقامة معه بالأستديو التابع لمنزل موكله. واضاف الدفاع أنه موكله أثناء فترة اقامة ياسين العبيدي معه بالأستديو لم يلاحظ عليه أي امر مستراب وأنه يوم الهجوم على متحف باردو اتصل ياسين العبيدي بموكله طالبا منه تسلميه حقيبة صغيرة كان تركها العبيدي بالأستديو فأخبره أنه متواجد بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة ثم طلب موكله من العبيدي الإتصال بشقيقته لتسلمه تلك الحقيبة. وأكد المحامي في مرافعته أن موكله لا يعلم بمخطط ياسين العبيدي طالبا الحكم في حقه بعدم سماع الدعوى. بعد المرافعة حجزت المحكمة القضية اثر الجلسة للتصريح بالحكم.