أكد الدكتور خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أن حركته لا تسعى لتشكيل أي إطار ليكون بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية، وأن الحركة تريد إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية. كما أكد على أن علاقة الحركة بمصر تشهد تحسنا، وشدد على أن حماس «لن تكون في جيب أحد». ودعا الحية خلال لقاء سياسي مع عدد من الكتاب والمحللين السياسيين في مدينة غزة إلى إعادة بناء منظمة التحرير من جديد «وفق ما توافقت عليه كل القوى والفصائل». وقال إن حماس مصرة على إصلاح المنظمة، داعيا إلى إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية من جديد «بما يتوافق مع روح المرحلة». وأضاف أن ذلك الأمر يحتاج ل «إرادة سياسية ونوايا طيبة وصادقة»، مؤكدا أن حماس لا تسعى لتشكيل أي إطار بديل عن منظمة التحرير، وأنها تؤمن بمبدأ «التدافع السياسي». وكانت حركة حماس قد أعلنت موافقتها على المشاركة في الاجتماع التحضيري الذي سيناقش عقد دورة للمجلس الوطني الفلسطيني، المقرر عقده في مقر السفارة الفلسطينية في بيروت يومي 10 و11 المقبلين. وحماس ليست عضوا في المنظمة، وتريد أن تعقد انتخابات للمجلس الوطني قبل عقد دورة المجلس الوطني، كما ترفض الحركة عقد اجتماع الوطني في مدينة رام الله في الضفة الغربية، خلافا لرغبة الرئيس محمود عباس. كذلك تطرق الحية إلى ملف إنهاء الانقسام، فأكد أن حماس تتمسك بتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وجدد نفي الحركة لوجود أي مخطط لديها لطرح فكرة «الفدرالية» بين غزة والضفة. إلى ذلك قال إن الساحة الفلسطينية تمر بحالة سياسية منقسمة لمشروعين، موضحا أن الأول هو مشروع السلطة الفلسطينية الذي يعتمد على «السياسة والمفاوضات»، والأخر مشروع حماس الذي قال إنه «يزاوج ما بين المقاومة والسياسة». وتابع القول إن «التوجه الثاني له أحزاب تؤمن به ورموز تقوده»، مشددا على أن حماس «لا يمكن أن تستسلم وتتنازل عن برنامجها وسلاحها». وتطرق الحية إلى العلاقة الحالية بين حركته ومصر، وقال إنها تشهد تحسناً، مشددا على حرص حماس على إقامة «علاقة قوية مع مصر». وقال «نريد استكمال الجهد المصري الذي بدأ الحديث عنه مؤخراً تجاه غزة»، لافتا إلى أن حماس على استعداد للذهاب ل «مدى بعيد لأجل تحسين العلاقة مع الأشقاء المصريين». وجدد موقف حماس القائم على عدم المساس بالأمن المصري بأي شكل من الأشكال . ولوحظ مؤخرا تغيير النظام المصري تعامله مع قطاع غزة، حيث شوهدت زيادة في عدد أيام فتح معبر رفح البري، وكذلك شهدت عملية الفتح إدخال العديد من السلع للقطاع. وزار في الأسبوع الماضي الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس العاصمة المصرية، وأجرى مباحثات مع المسؤولين المصريين. وقال مسؤولون في الحركة إن هناك احتمالا لزيارة وفد من الحركة للقاهرة قريبا، لعقد جلسات من المباحثات، بهدف تحسين العلاقات. وساءت علاقات القاهرة بحماس، بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، واتهمت مصر الحركة بالتدخل في شؤونها، وعملت على تشديد الحصار على غزة بإغلاق أنفاق تهريب البضائع، غير أن حماس نفت ما وجه إليها من اتهامات. إلى ذلك تحدث الحية عن علاقات حماس الخارجية، وأكد أن العلاقات مع كل الدول مرحب بها «بقدر ما تقترب من فلسطين بعيدا عن الاصطفاف إلى أية محاور». وقال «سياسة حماس الخارجية متوازنة ولن تكون في يوم من الأيام في جيب أحد». وحول قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى حماس، أكد أن حركته لا تقبل الحديث عن صفقة جديدة مع الاحتلال، قبل إنهاء ملف الأسرى الذين أعاد اعتقالهم، بعد إطلاق سراحهم في صفقة التبادل الأولى. وتمكنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس من أسر جنديين إسرائيليين خلال الحرب الأخيرة على غزة صيف عام 2014، علاوة على تمكنه من أسر مواطنين إسرائيليين أحدهما من أصل إثيوبي، والآخر بدوي، بعد دخولهما غزة بمحض إرادتهما. وترفض القسام تقديم أي معلومات حول الأسرى، ويطلب خضوع الاحتلال لشروطه قبل الدخول في أي صفقة. وكانت حركة حماس قد قللت قبل أيام من إجراءات إسرائيل التي اتخذتها الحكومة المصغرة في تل أبيب، من أجل الضغط عليها لإطلاق سراح جنودها الأسرى في غزة.