برزت مدينة بنقردان خلال السنة الماضية وطفا اسمها عالميا بعد النجاح الكبير الذي حققه أهاليها بوقفهم صفا واحد وبصدور عارية جنبا الى جنبا مع الوحدات الأمنية والعسكرية خلال ملحمة شهر مارس2016 بتصديهم إلى تنظيم داعش الإرهابي الذي انكسرت شوكته الرهيبة على مشارف هذه المدينة التي أراد التنظيم السيطرة عليها وجعلها إمارة له حيث تم إجهاض هذا المخطط الإرهابي بفضل التلاحم الكبير بين المواطنين والوحدات الأمنية والعسكرية في صورة أبهرت العالم. رغم ان مدينة بنقردان مثلها مثل عدد من المدن التونسية التي تعيش الخصاصة الحرمان وسط ظروفا قاسية ممّا جعل أغلب سكانها يعيشون على تعطي التجارة البينية عبر الحدود التونسية الليبية وبعد ما عرفته الجهة خلال شهر مارس من السنة الماضية تعددت الوعود بتنفيذ المشاريع المخصصة للجهة والتي اغلبها بل جلها هي مشاريع مبرمجة قبل اندلاع ثورة 14 جانفي أي تم إدراجها على خلفية ما يسمى بثورة التراويح التي اندلعت خلال شهر أوت سنة 2010 على خلفية تضييق الخناق على المواطنين على مستوى المعبر الحدودي برأس جدير وتم منعهم من مزاولة نشاطهم التجاري من جراء مخططات كان يقودها من الجانب التونسي الطرابلسية ومن الجانب الليبي أبناء ألقذافي الذين أرادوا السيطرة على المعبر ونهب خيرات الشعبين التونسي والليبي. وبعد ثورة 14 جانفي نظر أهالي مدينة بنقردان للمستقبل بعيون حالمة من اجل ان تنال مدينتهم حقها التنموي ويتم انجاز المشاريع المرصودة للجهة لكن ذلك ظل مجرد حلم لان ما كانوا ينتظرونه لم يتحقق منه أي شيء واتت أحداث شهر مارس من السنة الماضية واكتشف الجميع ان الخصاصة والحرمان والظلم مهما كان لا يمكن ان يعادله بيع أي شبر من هذه الأرض لان وكما قال والد عروسة الشهداء سارة الموثقة ويوم 7مارس أي يوم استشهاد ابنته " وطني قبل بطني ... وبلادي قبل اولادي". وفي ثنايا تلك الحماسة علق الجميع مرة أخرى آمالا عريضة بعد ان تتالت الوعود بانجاز هذه المشاريع على اثر زيارة الوفود الوزارية وأيضا رئيس الجمهورية الذي صنف مدينة بنقر دان بالعاصمة الثانية لتونس حيث أكد الجميع على الانطلاق في اقرب الأوقات بل هناك من حدد تواريخ انطلاق المشاريع المبرمجة وهي المنطقة اللوجستية ومنطقة التبادل الحر بالشوشة من معتمدية بنقردان . وأكد حينها الحبيب الصيد رئيس الحكومة السابق خلال زيارته للمنطقة ان عملية الانجاز ستنطلق خلال السنة الماضية بكلفة قدرها 120 مليون دينار وايضا الانطلاق في انجاز المنطقة الصناعة 1 و2 الأولى على مستوى طريق راس جدير والثانية على مستوى منطقة النفاتية كما اكد ايضا إنجاز المشروع المندمج بمنطقة " الوعرة" (الراجعة في جزء منها إلى ولاية مدنين والجزء الآخر لولاية تطاوين) والذي وفق تعبيره انطلق بنسق دون المطلوب بكلفة 53 مليون دينار منها25 مليون دينار مخصصة لمعتمدية بن قردان التابعة لولاية مدنين ولكنه بدوره بقي مجرد وعد رغم ما له من أهمية كبرى على مستوى الرقي بالقطاع الفلاحي بالجهة .هذا الي جانب أعلان رئيس الحكومة السابق يومها عن مشاريع عدة اهما تخص تحلية مياه الشرب وذلك عبر برنامج وعد بانطلاقته خلال السنة الماضية يهم إنجاز 7 أو 8 آبار ومحطة تحلية بكلفة جملية قدرها 40 مليون دينار إضافة إلى مشروع انجاز محطة تطهير بالمدينة بكلفة 14 مليون دينار ومشاريع أخرى تخص الطرقات والتنوير .كما وعد وقتها بانطلاقتها في غضون سنة 2016 بكلفة 60 مليون دينار، مذكرا بإجراءات أخرى تم إقرارها لفائدة القطاع الصحي ومنها تركيز الة سكانير بالمستشفى الجهوي ببن قردان وتدعيم هذه المؤسسة بأطباء الاختصاص. و رغم كل الخصائص والمؤهلات التي تتمتع بها المنطقة للبروز كقطب صناعي وتجاري و خدماتي لم تحرك السلط ساكنا لتنفيذ وعودها التنموية وتفعيل قراراتها الكثيرة بل ظلت مجرد وعود من طرف الحكومات المتعاقبة .وهنا نذكر ايضا على سبيل المثال أن بنقردان من بين المناطق الأولى في إنتاج الملح كما انها تملك ثروة حيوانية هامة من الإبل ولاغنام والماعز الا انه اخذ في التقلص لتوالي سنوات الجفاف وغلاء العلف وغياب الدعم فهرب أغلبه للقطر الليبي وهنا متى توفي الحكومة لوعودها وتنطلق في تنفيذ المشاريع المدرجة والتي لاتزال معطلة دون توضيح اسباب التعطيل ان وجدت...