سلمت السلطات المكسيكية بارون المخدرات خواكين "إل تشابو" غوسمان إلى الولاياتالمتحدة. وقد وصل إلى نيويورك بعد رفض المحكمة المكسيكية العليا لطلبات طعن أخيرة تقدم بها. ويتزعم غوسمان الذي يتمتع بنفوذ كبير كارتل سينالوا الذي يقف وراء جزء كبير من أعمال العنف في حرب المخدرات في المكسيك والمتهم بإدخال أطنان من المخدرات إلى الولاياتالمتحدة. وقالت وزارة الخارجية المكسيكية إن "إل تشابو" الذي اعترض على تسليمه للولايات المتحدة بكل الوسائل القانونية الممكنة "تم تسليمه إلى السلطات الأمريكية". من جهته، كتب وزير الداخلية المكسيكي ميغيل أنخيل أوسوريو شونغ في تغريدة على تويتر إن غوزمان "تم تسليمه بعد الظهر (الخميس) وسيواجه الملاحقات الجنائية ضده". واعتبرت محكمة الاستئناف أن تسليمه يتماشى مع معاهدة ثنائية بين البلدين وأن حقوق غوسمان لم تنتهك حسب ما جاء في بيان لها. وعبرت وزارة العدل الأمريكية عن "شكرها للحكومة المكسيكية على تعاونها الواسع ومساعدتها لضمان أمن عملية تسليم غوسمان". وحطت الطائرة التي أقلت غوزمان في مطار لونغ آيلاند ماك آرثر في إيسليب بولاية نيويورك، حسبما ذكرت وزارة العدل الأمريكية في بيان. وبث شريط تلفزيوني يظهر على ما يبدو موكب غوسمان يصل إلى سجن في نيويورك انتشر في الشارع أمامه عدد كبير من العناصر المسلحين. وذكرت وسائل إعلام أمريكية أنه سيمثل الجمعة أمام محكمة فدرالية في بروكلين. وتتهم السلطات الأمريكية زعيم عصابة "سينالوا" الذي يتمتع بنفوذ كبير بأنه أدخل كميات كبيرة من المخدرات إلى الولاياتالمتحدة وغذى حربا بين كارتلات التهريب في المكسيك. وهو ملاحق في ولايتي تكساس وكاليفورنيا خصوصا بتهم تهريب مخدرات وقتل وغسل أموال. وقالت وزارة العدل الأمريكية إنها "تعبر عن شكرها للحكومة المكسيكية على تعاونها الواسع ومساعدتها لضمان أمن عملية تسليم غوزمان". وأتى تسليم غوسمان إلى الولاياتالمتحدة قبل ساعات من تولي دونالد ترامب مهامه كرئيس للولايات المتحدة. وكان ترامب تواجه مع المكسيك بشأن مسألتي التجارة والمهاجرين. وتعهد الرئيس الأمريكي المنتخب إقامة جدار عند الحدود بين البلدين. واعتبر اليخاندرو هوب الخبير المكسيكي الكبير في الشؤون الأمنية أن قرار تسليم غوسمان في الساعات الأخيرة من ولاية باراك أوباما وقبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض "لم يأت صدفة". وأوضح لوكالة فرانس برس "هم أرادوا تجنب أن يتبجح ترامب بذلك لذا عمدوا إلى تسليمه في اللحظات الأخيرة" من ولاية أوباما. إلا أن اليخاندرو الماسان صاحب كتاب عن سيرة غومسان بعنوان "ذي موست وانتيد"، قال إن تسليم تاجر المخدرات يشكل "هدية إلى ترامب" لأن الرئيس المكسيكي يريد إقامة علاقات جيدة مع نظيره الأمريكي الجديد. ونفى البرتو الياس بلتران نائب المدعي العام المكسيكي للشؤون الدولية أن يكون التوقيت أتى بدافع سياسي. وأوقف غوسمان أول مرة في غواتيمالا العام 1993 إلا أنه فر من سجن للمجرمين الخطيرين العام 2001 من خلال الاختباء في عربة للغسيل. وأوقفت البحرية المكسيكية بدعم من وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية "إل تشابو" مجددا في فيفري 2014 في منطقة ماساتلان في ولاية سينالوا حيث كان مع زوجته وابنتيه التوأمين. إلا أن غوسمان فر من السجن بطريقة جريئة بعد 17 شهرا على توقيفه. فقد حفر رجاله نفقا يمتد على كيلومتر ونصف الكيلومتر وصولا إلى حمام زنزانته في سجن التيبلانو قرب مكسيكو ما سمح له بالفرار على دراجة نارية موضوعة على سكة. وألقي القبض مجددا على غوسمان في جانفي 2016. وأوضحت السلطات يومها أنها تمكنت من تقفي أثره إثر لقاء سري بين غوسمان والممثل الأمريكي شون بن والممثلة المكسيكية-الأمريكية كايت ديل كاستيو. (وكالات)