وصل مجددا الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي الجزائري ، مدير ديوان الرئاسة، أحمد أويحيى، نهاية الأسبوع الماضي في زيارة ثانية غير معلنة إلى تونس، استقبله خلالها رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، وقيادات حزبية ليبية أخرى في سياق التنسيق الجزائري - التونسي لتسوية الأزمة الليبية. وأكدت مصادر مطلعة ل "الشروق الجزائرية " أن أمين عام الأرندي، عاود زيارة العاصمة تونس في زيارة غير معلنة الخميس الماضي، وجاءت زيارة أويحيى الثانية، بصفته الحزبية أي رئيس التجمع الوطني الديمقراطي وقد استقبل من قبل راشد الغنوشي، الذي لم تمض عن زيارته التي استقبل خلالها من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الأسبوعان، وليس كمدير لديوان الرئاسة وهي نفس الصفة التي سبق وأن حملها في الزيارة الأولى التي جرت في 24 جانفي الماضي، هذه الزيارة التي حاولت بعض القيادات في التجمع إلباسها صفة زيارة المجاملة، على اعتبار أن راشد الغنوشي سبق له وأن استقبل من قبل أحمد أويحيي بمقر الحزب ببن عكنون السنة الماضية. ويبدو أن مدير ديوان الرئاسة الذي توجه إلى تونس في أيام عمل على اعتبار أن الزيارة الأولى كانت يوم الثلاثاء والثانية الخميس الماضي، وهو الذي لم يسبق له وأن ضحى بيوم عمل من أجل نشاط حزبي، استخدم مضطرا مظلته الحزبية،بالنظر إلى طبيعة الشخصيات التونسية التي التقاها، والتي لم يكن بينهم من يحمل الصفة الرسمية، فقد كان في استقباله في المطار القيادي بالنهضة رفيق عبد السلام، مستشار العلاقات الخارجية، إلا أن سفير الجزائربتونس عبد القادر حجار لم يتخلف عن الموعد ولم يفارق أويحيي لا في زيارته الأولى ولا في الثانية، الأمر الذي يؤكد أن مدير ديوان الرئاسة توجه إلى تونس بتكليف بمهمة رسمية ولا علاقة لها بالنشاط الحزبي. زيارة أويحيي الثانية لتونس تؤكد دون أن تترك أي مجال للشك أن الرجل كلف من قبل الرئيس بملف الوضع الأمني في ليبيا والمصالحة بين الأطراف المتنازعة هناك، وهو الملف الذي أضحى يؤرق الجزائر لدرجة جعلت الرئاسة تدخل على خط وزارة الشؤون الخارجية التي يشرف على تسيير ملفاتها مناصفة وزيرين، ويتعلق الأمر بكل من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، ووزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل. ويبدو من خلال المؤشرات المتوفرة وتصريحات عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الداعية الليبي علي الصلابي، الذي كان أحد الشخصيات التي التقاها أحمد أويحيي، أن الجزائر تراهن على جهود التيار الإسلامي بتونس لإقناع الأطراف الليبية للجلوس الى طاولة المصالحة حيث أكد الصلابي في تصريح خاص للشروق في أعقاب زيارة أويحيى الأولى أن ملف المصالحة الليبية لا يجب أن يخرج عن يدي الجزائروتونس ومصر بدرجة أقل، هذه التصريحات التي جاءت مطابقة لتصريحات الرئيس التونسي باجي قايد السبسي الذي زار الجزائر منتصف ديسمبر الماضي، لساعات اكتفى فيها بلقاء الرئيس بوتفليقة، وأكد في ختامها أن الملف الليبي حاز الحيز الأكبر من المحادثات