تراجع عدد حوادث الشغل القاتلة بنسبة 18.3 بالمائة إلى موفى سبتمبر 2016، لتبلغ 98 حادثا مقابل 120 حادثا خلال نفس الفترة من سنة 2015 وأفاد مدير الوقاية من الأخطار المهنية بالصندوق الوطني للتأمين على المرض (كنام)، رفيق الدخلي، في تصريح ل(وات)، بأنه تم تسجيل 63 حادثا قاتلا في مكان العمل، و35 في الطريق خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المنصرم. ومن أهم أسباب حوادث الشغل القاتلة، سقوط الأشخاص من أعلى، لا سيما في حضائر البناء، والتعرض إلى التيار الكهربائي (التكهرب)، بحسب المسؤول. وأظهرت الاحصائيات تراجع مجموع حوادث الشغل إلى موفى شهر سبتمبر من العام الفارط بنسبة 3ر3 بالمائة لتبلغ 28194 حادثا مقابل 29162 حادثا في الفترة ذاتها من 2015 وتوزعت هذه الحوادث على 26604 حوادث في مكان العمل و1590 حادثا في الطريق. أما الامراض المهنية، فقد تراجعت بدورها بنسبة 9.7 بالمائة لتصل الى 1023 حاثا مع نهاية سبتمبر من السنة المنقضية مقابل 1133 حادثا في نفس الفترة من 2015 وبالنسبة الى التوزيع القطاعي لحوادث الشغل، أوضح رفيق الدخلي، أن اهم الحوادث تم تسجيلها في قطاعات البناء والصناعات الكيميائية والصناعات الغذائية والنسيج والملابس (بين 8 و 9 بالمائة). وعلى مستوى التوزيع الجهوي لحوادث الشغل المسجلة، استأثرت ولاية صفاقس بالنصيب الأكبر بنحو 18 بالمائة، باعتبارها قطبا صناعيا وتجاريا كبيرا، تليها ولاية بن عروس ب12 بالمائة وسوسة ب10 بالمائة وتونس العاصمة ب8ر9 بالمائة والمنستير ب9.2 بالمائة. وعزا المسؤول أسباب تراجع نسب حوادث الشغل، إلى العمل الميداني الذي يقوم به الصندوق الوطني للتأمين على المرض في مجال الوقاية، لافتا إلى التراجع الهام في الحوادث في المؤسسات التي يقع متابعتها سنويا بمعدل انخفاض بنحو 25 بالمائة في 2016 كما برر تقلص حوادث الشغل المهنية باستجابة وتفاعل المؤسسات الاقتصادية مع البرامج الوقائية والجهود المبذولة لتحسين ظروف العمل. من جهة أخرى، قال مدير الوقاية من الاخطار المهنية بالصندوق الوطني للتامين على المرض، إنه تم خلال السنة الماضية، في اطار تنفيذ البرامج الوقائية للحد من حوادث الشغل، القيام بحوالي 2300 زيارة ميدانية لأهم المؤسسات التي تعرف تواترا في تسجيل حوادث الشغل لديها. وتنقسم هذه الزيارات، بين زيارات لتقييم البرامج الوقائية للصندوق من خلال اختيار 100 مؤسسة من بين الأكثر تسجيلا لحوادث الشغل، سنويا، وإنجاز برنامج يمتد على كامل السنة لمتابعة التدابير الوقائية لديها وأضاف أنه في إطار حفز المؤسسات على الاستثمار في برامج الوقاية والسلامة المهنية، متعت "الكنام" العام الفارط حوالي 50 مؤسسة بالتخفيض في نسبة مساهماتها في نظام حوادث الشغل والأمراض المهنية بنسب تتراوح بين 0.4 و4 بالمائة، بما مكنها من ربح حوالي 1.5 مليون دينار من اجل اعادة استثمار هذا المبلغ في برامج الوقاية من الاخطار المهنية وحوادث الشغل. كما منح الصندوق موفى العام الماضي قروضا بقيمة 480 الف دينار لفائدة 3 مؤسسات لتحسين ظروف العمل للعمال بطرق ميسرة، من خلال الانتفاع بقرض بنسبة فائدة تصل الى 5 بالمائة ويسترجع على 10 سنوات مع فترة امهال ب 3 سنوات ومنحة ب 25 بالمائة من قيمة المشروع لتصل مجموع المنح مع موفى السنة الماضية 120 الف دينار لمؤسسات للاستثمار في برامج الوقاية. وأفاد رفيق الدخلي، من جانب اخر، بأن "الكنام"، وفي اطار السعي الى الحد من تواتر حوادث الشغل في قطاع البناء، الذي يعتبر القطاع الذي يسجل اكبر نسبة من حوادث الشغل في تونس، سيساهم بالتنسيق مع وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية، في تنظيم سلسلة من الملتقيات التكوينية لفائدة مهندسي وزارة التجهيز بالإدارات الجهوية التابعة لها، وذلك بداية من يوم 28 فيفري 2017 وكامل شهر مارس القادم. وأوضح ان الهدف من هذه الحلقات التكوينية هو مزيد ترسيخ ثقافة السلامة المهنية لدى مهندسي الوزارة، والتقليص قدر الامكان من حوادث الشغل في الحضائر والمشاريع التي تشرف عليها الوزارة.(وات)