كشف عبيد البريكي وزير الوظيفة العمومية والحوكمة المُقال ل"الصباح نيوز" ان تأجيل ندوته الصحفية التي كان من المبرمج عقدها غدا الخميس الى يوم الجمعة يعود الى عدم حصوله على قاعة شاغرة بأحد النزل بوسط العاصمة. وحول مدى علاقة هذا التأخير بالمشاورات السياسية بين مختلف الأطراف نفى البريكي ان يكون للتأجيل علاقة بالتحركات القائمة واللقاءات الماراطونية التي شهدتها الساحة السياسية في الأيام القليلة الماضية وانما سببه الرئيسي استحالة توفر قاعة شاغرة بأحد الفنادق قبل يوم الجمعة. وعما اذا كان قد تأخر نسبيا في كشف ما لديه من معطيات وهو ما اثار بعض التأويلات رد البريكي قائلا "لم أتأخر ولكني انتظرت لقاء رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في موعد حدد قبل عملية اقالتي ،وشخصيا اعتبر رئيس الجمهورية هو الضامن للدستور وقلت ان للرجل حنكة سياسية جنبت البلاد الكثير من المتاعب تمثلت في تأسيسه لحزب ثم في "وثيقة قرطاج" دون ان ننسى دعوته الى رص الصفوف من أجل مصلحة تونس، لكن السؤال هل كانت تونس ستهتز اذا أرجأ رئيس الحكومة قرار الاقالة الى ما بعد مقابلتي مع رئيس الدولة وهو على علم بها." وعما اذا كان قد خرج على "النواميس" قال البريكي "رئيس الحكومة تحدث في حواره التلفزي الأخير عن النواميس، والنواميس ليست ان تعبر عن الاستقالة لان الاستقالة ليست بدعة ، فقد استقال الباجي من حكومة بورقيبة كما استقال محمد الناصر من الحكومة في ظل التوتر مع اتحاد الشغل وغيرهما.لكن أين النواميس في ان لا يعلم المعني بالأمر باقالته الا عن طريق الاعلام الرسمي ،واين النواميس في طريقة الاقالة عند رئيس الحكومة حيث يهاتفك منتصف النهار ويذكرك بخصالك ويشكرك وبعد ساعة فقط تعلم بخبر اقالتك." وبخصوص المسائل التي سيكشفها خلال ندوته الصحفية قال البريكي "طبعا سأكشف أسباب عدم مواصلتي العمل في الوظيفة العمومية التي تتعلق بملفات اعتبرها حارقة في مجال الاصلاح اضافة الى بعض الملفات التي بدت لي ملفات فساد لم تتم متابعتها." وفي سياق متصل أكد البريكي انه ليس من السهل واليسير ان يتخذ قرارا بالمغادرة في هذا الظرف الذي تعيشه البلاد ما لم يكن راجعا الى اختلاف في المقاربات في التعامل مع الملفات المطروحة في المرحلة الحالية. واجابة عن سؤال : "ما اذا كان من الممكن عودته الى المنصب الوزاري الذي كان يشغله بحكومة يوسف الشاهد لو تم عرض هذا المقترح عليه ؟ قال وزير الوظيفة العمومية والحوكمة المقال "الاجابات لا تبنى على فرضيات" سألته من جديد: وماذا لو تحققت هذه الفرضية ؟ فأجاب " أعيد وأكرر لا أجيب على فرضيات". وعن مدى ندمه في تلويحه بالاستقالة الذي أفضى الى اقالته في وقت قياسي شدد البريكي على انه لم يندم يوما على أي خطوة أقدم عليها ، متابعا "بالعكس أشعر براحة بال غير عادية لسبب بسيط انه رفع عني الحرج عندما تم التسرع في قرار الاقالة ولم أعد ملزما بواجب التحفظ." وفيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت اليه على خلفية تصريحاته بانه وضع هاتفه على حالة "مضخم الصوت" ""haut- parleur وهو ما اعتبره البعض مسا بهيبة الدولة قال البريكي "في الحقيقة لم اضع هاتفي على حالة"""haut- parleur عن قصد وانما مكالمتي مع رئيس الحكومة كانت يوم السبت في حدود منتصف النهار في وقت غادرت فيه الكاتبة عملها وحين رن الهاتف كان الجهاز بعيدا عني نسبيا لأسمع وانا في موقعي أي ان القصد لم يكن اسماع من معي".