"يمثل تخصيص ندوة فكرية دولية لطرح قضايا فكرية أدبية وأثرية تعني بالتراث غير المادي، مسألة أساسية في هذا الظرف الجغراسياسي للعقود الثلاثة الأخيرة، ويعتبر تحويل تطاوين إلى عاصمة إقليمية للتراث المادي واللامادي، ومقرا لمركز الدراسات المغاربية والعربية للتراث وتثمينه، وفق ما أوصى المشاركون في الندوة، أمرا مهما جدا لإشعاع تطاوين والمنطقة عموما" ذلك ما أكده وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين في كلمته الاختتامية لفعاليات ندوة بعنوان "التراث غير المادي بين سبل الحفاظ وآليات الاستغلال"، نظمها المهرجان الدولي للقصور الصحراوية في دورته الثامنة والثلاثين. وأضاف الوزير قوله "إن ما يهمنا كمبدعين هو أن تطرح هذه القضايا التي تلزم الانسان باعتبار دوره في النهوض بوضعه الثقافي والاجتماعي، وهو ما تجلى اليوم في تطاوين بعمقها التاريخي"، مشددا على وجوب معرفة كيفية "الحفاظ على ذواتنا وعلى تاريخنا في سياق تطور فكري وحداثي يلزم الانسان على المحافظة على علاقته مع مجتمعه". من جهتها عبرت الوزيرة السابقة ورئيسة جمعية لقاءات للتربية والثقافات المغربية نجيمة طاي طاي غزالي، الخبيرة الدولية في التراث الشعلبي، عن فرحتها بتحقيق هذا الحلم المتمثل في بعث مركز الدراسات المغاربية والعربية للتراث وتثمينه والذي طالما انتظره المفكرون والمثقفون في البلدان المغاربية والعربية، باعتباره يجسد الوحدة المغاربية، وفق تعبيرها، مضيفة أن الثقافة هي السبيل لهذه الوحدة التي تمكن المجتمع المدني الذي، أصبح القوة الرابعة، من كسب التحديات. وأكدت أن الثروة المغاربية والعربية تكمن في تراثها وتاريخها وليس في غازها وبترولها على حد تعبيرها. أما الدكتور خالد الشابانات من السعودية فقد ثمن مبادرة بعث المركز قائلا "هذه المبادرة يمكن أن نجني ثمارها عندما تحملها الطاقات المبدعة الصادقة"، وأعرب عن أمله في أن تعم الوطن العربي بأكمله داعيا إلى تسليط المزيد من الضوء عليها والتعريف بها على نطاق واسع. وقبل إشرافه على اختتام الندوة أدى وزير الشؤون الثقافية والوفد المرافق له إلى المعرض الوطني للصناعات التقليدية وجابوا مختلف أجنحته، واطلعوا على محتوياته المتأتية من عدة مناطق من داخل الجمهورية ومن عدة مناطق من الجزائر وليبيا.
