تونس 12 أفريل 2010 (وات) - ابرز السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث ان سياسة تونس الثقافية انبنت بحرص من الرئيس زين العابدين بن علي على مصالحة التونسي مع ذاكرته وتاصيل الكيان بهذه المصالحة واعادة الاعتبار لكل الرموز المضيئة في التراث الوطني المادي واللامادي. واضاف لدى اشرافه يوم الاثنين ببيت الحكمة بقرطاج على الجلسة الافتتاحية للدورة 12 لملتقى قرطاج الدولي حول "الانسان-الذاكرة" ان هذه المصالحة تمكن من تجذير الفرد في موروثه الحضاري وتاكيد الاعتزاز بهذا الموروث والتمسك بمقومات الهوية باعتبار ان الفعل الثقافي لا ينطلق من العدم ولا يولد من فراغ. واكد الوزير من جهة اخرى على اهمية موضوع الملتقى باعتبار ان الذاكرة هي اهم عنصر في تحديد علاقة الانسان بالزمن وبالفعل في مفهومه الوجودي النبيل وفي تطوير هذه العلاقة وتنميتها ذلك ان الذاكرة صلة الوصل بين الحاضر والماضي مشيرا الى ان الانصهار بينهما يبوا الذاكرة مكانة محورية في الثقافة بمعناها الانتروبولوجي الاشمل بجميع مكوناتها. واوضح في هذا السياق ان الفعل الثقافي يتلازم فيه الاهتمام بالموروث وحفظه وتثمينه مع الحرص على استقرائه باستمرار وتمثله تمثلا ياخذ بعين الاعتبار صيرورة الواقع المعيش في حركته المتسارعة. وبين ان العناية بالذاكرة والتراث لا تقتصر على التراث المادي من خلال الحفريات وصيانة المعالم التاريخية وبناء المتاحف بل تشمل ايضا التراث اللامادي الذي يحظى بعناية خاصة من ذلك تطوير معهد الاثار الذي اصبح معهدا وطنيا للتراث واحداث الوكالة الوطنية لاحياء التراث والتنمية الثقافية ومركز الموسيقى العربية والمتوسطية "النجمة الزهراء". وفي حديثه عن الثورة الرقمية التي تشهدها اليوم نظم حفظ المعلومات وطرق تداولها لاحظ الوزير ان هذه الثورة افرزت تحديات جديدة من ذلك نشاة ذاكرة رقمية عملاقة وهوما قد يفضي الى ازاحة الذاكرة المعيشة داخليا وتقليص دورها او حتى الغائها لفائدة ذاكرة تقانية مهيكلة. وتضمنت الجلسة الافتتاحية لملتقى قرطاج الدولي الثاني عشر الذي ينظمه المجمع التونسي للعلوم والاداب والفنون "بيت الحكمة" الى غاية يوم 16 افريل الجاري تقديم مداخلة للاستاذة حورية بنيس سيناصر مديرة ابحاث بالمركز الوطني للبحث العلمي بالمغرب بعنوان "نحت للزمن..ذاكرة، فن وحياة".