اتهم الطاهر الحرزي، والد الشاب التونسي المشتبه في مشاركته في قضية اغتيال السفير الأميركي في بنغازي في سبتمبر الماضي، السلطات التونسية بمحاولة تقديم ابنه «كبش فداء» للأمريكيين، وذلك وفق ما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء. ونفى والد علي الحرزي تهمة مشاركة ابنه في عملية الاغتيال. وقال في تصريح ل«الشرق الأوسط» إن ابنه موجود في السجن المدني بالمرناقية وقد التقاه مرارا حيث أعلمه بأن نفس الأشخاص الذين حققوا معه عام 2005 حول جرائم إرهابية مفترضة في عهد بن علي هم أنفسهم الذين استجوبوه بعد إلقاء القبض عليه في إسطنبول. وأضاف لنفس الصحيفة إن ابنه علي الحرزي قد حوكم عام 2006 بنفس القانون وأدخل السجن بتهمة «الرغبة في الالتحاق بالجهاد في العراق»، وغادر السجن بعد تمتعه بالعفو التشريعي العام السنة الماضية. وقال:" إن السلطات التركية قد أطلقت سراح مرافق ابنه بعد ثلاثة أيام من إلقاء القبض عليهما في مطار إسطنبول، وأبقت على ابنه لأسباب يجهلها، مبينا أنّ ابنه لا يزال يهدد بتنفيذ إضراب عن الطعام داخل السجن للمطالبة بالإفراج عنه بدعوى خلو ملفه من أية قرائن تدينه". ومن جهة أخرى، عبّر والد علي الحرزي عن استغرابه من استجابة السلطات التونسية ب "سرعة للضغوط والإملاءات الأميركية"، واعتبرأنّ ما وقع نادر حصوله. وزارة العدل تردّ ومن جهته، نفى نور الدين البحيري وزير العدل اليوم الثلاثاء في تصريح لإذاعة شمس أ ف م أن يكون وفد من المحققين من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي يباشر التحقيق مع المشتبه به علي الحرزي. كما بيّن أن علي الحرزي تم إيقافه في تركيا وتحويله إلى تونس بمقتضى مذكرة تفتيش صادرة ضدّه في إطار معاهدات دولية، وأنه موقوف على ذمة القضية حيث تكفلت النيابة العمومية بالملف. وفي هذا الإطار، قال البحيري أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد أرسل إنابة عدلية حتى يتمكّن من تقديم الحجج والأدلّة التي بحوزته.