رغم حالة الارتباك التي تعيش على وقعها الجامعة التونسية لكرة القدم بعد أن رفض المدرب هنري كاسبارجاك كل مساعيها لإنهاء العلاقة التي تربطه بالمنتخب بصفة وديّة وبأقل التكاليف المالية،فإن ملك الكرة في تونس والفاعل الأول فيها ونعني وديع الجريء قد أنهى الاتفاق مع المدرّب الجديد للعناصر الوطنية والتي ستمسح فيها جامعتنا الموقرة سياساتها الارتجالية وقراراتها الانفرادية التي قادت كرتنا نحو مستنقعات التعاسة رغم اجتهاد جماعة "المنزه" في محاولة إقناعنا بأن نمتلك البطولة الأفضل إفريقيا وعربيا وأن ترتيب المنتخب تطور كثيرا رغم خيباته المتتالية في السنوات الأخيرة. قلنا إن الجريء قد حسم هوية المدرب الثامن في السنوات الست الأخيرة حيث منح ثقته في محلل قنوات "بيين سبورت" القطرية والذي سبق له وأن عانق الفشل مع العناصر الوطنية بعد هزيمة مع الرأس الأخضر في رادس في التصفيات المؤهلة إلى مونديال البرازيل. وعلى الرغم من محاولة بعد المسؤولين الفاعلين في المشهد الرياضي إقناع الجريء بتنصيب عمار السويح على رأس المنتخب،فإن الوديع وبقية أعضائه مكتبه قد اتفقوا على أن نبيل معلول هو رجل المرحلة القادمة لاعتبارات عديدة أولها معرفته الجيدة باللاعبين وبأجواء الكرة التونسية وبالتالي عدم حاجته لوقت كبير للتأقلم وثانيها وأهمها طبعا امتلاكه لشبكة علاقات واسعة مع هيكل الإعلام بما سيمكنه من حصانة نسبية ومن تقليل الضغوط المسلّطة على المكتب الجامعي الذي اكتوى بنيران رجال ونساء السلطة الرابعة نتيجة ما تشهده ملاعبنا من فضائح لا تحصى ولا تعد. المدرّب السابق للترجي الرياضي التونسي وللمنتخب الكويتي أبدى تحمّسا كبيرا لخلافة هنري كاسبارجاك وأنهى بشكل يكاد يكون نهائيا الاتفاق مع رئيس الجامعة ولم يبق سوى الإعلان الرسمي عن الزيجة التي نتمنى أن تعود بالنفع على منتخبنا وأن تحقق الهدف المنشود وهو التأهل إلى مونديال روسيا 2018.