واصلت اسرائيل فجر اليوم الأحد غاراتها على قطاع غزة حيث قتل طفل فلسطيني وشقيقته بعد ساعات على إصابة ستة صحافيين بجروح في ضربة استهدفت مكتب قناة تلفزيونية. وقصفت البحرية الإسرائيلية المتمركزة قبالة سواحل القطاع بكثافة مدينة غزة ليل السبت الأحد، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. وقال الطبيب اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة ان "الطفلين تامر اسعيفان وشقيقته جمانة استشهدا وأصيب ثلاثة آخرون من العائلة نفسها في غارة على منزلهم في بلدة بيت حانون" شمال القطاع. وأكد القدرة ان 13 اخرين غالبيتهم من عائلة ابو فول اصيبوا بجروح متفاوتة اثر استهداف منزلهم في بلدة بيت لاهيا. وذكر شهود عيان ان القصف الاسرائيلي الحق اضرارا كبيرة في المنزلين المستهدفين وفي عدد من المنازل المجاورة. من جهة ثانية، جرح ستة عاملين على الاقل في مكتب قناة القدس الفضائية في مدينة غزة اثر تعرض المكتب لقصف جوي اسرائيلي في ساعات الفجر الاولى الاحد، وفق ما افاد المصدر الطبي الفلسطيني نفسه. واكد الطبيب اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في حكومة حماس ان "ستة صحافيين على الاقل اصيبوا بجروح بين متوسطة وطفيفة عندما قصفت طائرات حربية اسرائيلية مكتب قناة القدس الفضائية في بناية برج شوا وحصري في حي الرمال غرب مدينة غزة والذي يضم عددا من المكاتب الصحافية". ونقل المصابون على الفور الى مستشفى الشفاء بمدينة غزة للعلاج. واوضح شهود عيان ان اضرارا جسيمة لحقت بمكتب القناة القريبة من حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، ومكاتب اعلامية مجاورة. وقد غادر عدد من الصحافيين مكاتبهم على الفور بعد سقوط الصاروخ الاسرائيلي الاول قبل ان تقوم الطائرات باطلاق صاروخين اخرين على الاقل على المكان نفسه. وقال عماد الافرنجي مدير مكتب فضائية القدس في قطاع غزة اثناء نقله عددا من المصابين الى مستشفى الشفاء بغزة انها "جريمة جديدة ضد الاعلاميين". واضاف ان "معركة الاعلام هي التي اجبرت اسرائيل المرة الماضية (حرب نهاية 2008) لوقف قتل الاطفال والمدنيين"، مشددا على ان الاعلاميين "سيكملون مسيرتهم الاعلامية والمهنية". وكان 16 فلسطينيا قتلوا السبت في غزة لترتفع بذلك حصيلة الفلسطينيين الذين قتلوا في الهجوم العسكري الاسرائيلي الذي اطلقت عليه اسرائيل اسم "عمود السحاب" الى 48 شخصا. كما قتل ثلاثة اسرائيليين. وجرح حوالى 400 فلسطيني و18 اسرائيليا. وفي الوقت نفسه اطلق 733 صاروخا على اسرائيل تمكن نظام الدفاع الصاروخي "القبة الحديدة" من اعتراض 243 منها. وقال الجيش الاسرائيلي انه منذ الساعة 21,00 (19,00 تغ) من السبت لم يطلق اي صاروخ. واكد الجيش الاسرائيلي انه اصابة 950 هدفا في قطاع غزة. ومع ذلك، تحدث الرئيس المصري محمد مرسي مساء السبت عن "مؤشرات" الى امكان التوصل قريبا الى وقف لاطلاق النار بين الطرفين. وقال مرسي في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان حكومته على اتصال بالحكومة الاسرائيلية والفلسطينيين و"هناك بعض المؤشرات عن امكانية التوصل قريبا الى وقف لاطلاق النار" الا انه اضاف انه "لا توجد ضمانات" في هذا الاطار. من جهتها، اعلنت الجامعة العربية بعد اجتماع طارىء في القاهرة ان الامين العام للجامعة نبيل العربي سيقود وفدا وزاريا الى غزة في زيارة تضامنية الاحد او الاثنين. وفي واشنطن، قال البيت الابيض ان "اطلاق الصواريخ من قطاع غزة هو العامل الذي ادى الى نشوب هذا النزاع"، مؤكدا ان لاسرائيل "الحق في الدفاع عن نفسها وتقرير التكتيك الواجب استخدامه". وسيصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الاحد الى المنطقة لاجراء محادثات مع القادة الاسرائيليين والفلسطينيين. وقالت مصادر طبية ومنظمات للدفاع عن حقوق الانسان ان حوالى نصف الفلسطينيين الذين قتلوا في العملية ليسوا مقاتلين وبينهم ستة اطفال وثلاث نساء. واعلنت حماس وشهود عيان ان الغارات الاسرائيلية استهدفت مساء السبت منازل خمسة من القادة العسكريين لحماس في غزة. فاضافة الى مقر حكومة حماس، استهدفت الغارات المقر العام لقيادة الشرطة والجامعة الاسلامية وستاد فلسطين اكبر مجمع رياضي في غزة. وحول المجمع الحكومي المدمر بالكامل، ما زالت رائحة البارود تنتشر صباح اليوم بينما يملأ الغبار الهواء حول اوراق وقطع اثاث. ولليوم الثالث على التوالي اطلقت صفارات الانذار في تل ابيب. وبعيد ذلك اعترضت "القبة الحديدية" صاروخا. وتبنت حركة حماس اطلاق هذا الصاروخ الذي قالت انه من نوع فجر-5. والخميس والجمعة سقطت ثلاثة صواريخ على منطقة تل ابيب بينها اثنان في البحر. وفي الوقت نفسه تسارعت الاستعدادات لعملية برية محتملة بحشد حوال عشرين الف من جنود الاحتياط الاسرائيليين. ويفترض ان تتخذ الحكومة قرارا بشأن استدعاء 75 الفا من جنود الاحتياط. وشنت اسرائيل هذه العملية في اوج حملة للانتخابات التشريعية التي ستجرى في جانفي بتصفية قائد عمليات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس احمد الجعبري. وهو اهم مسؤول تقوم اسرائيل بتصفيته منذ العملية المدمرة التي شنتها اسرائيل ديسمبر 2008 وجانفي 2009 وسمحت بوقف اطلاق الصواريخ موقتا. من جهة اخرى، اطلقت المدفعية الاسرائيلية النار باتجاه الاراضي السورية في الساعات الاولى من اليوم الاحد ردا على اطلاق نار استهدف الية عسكرية اسرائيلية في الجولان المحتل ولم يسفر عن اي اصابات. وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي لفرانس برس انه "حصل اطلاق نار على جنودنا في المنطقة الوسطى من الجولان" استهدف "آلية". واضافت ان "الجنود ردوا بالمدفعية في اتجاه مصدر النيران وتمت اصابة الهدف"، من دون اعطاء تفاصيل اضافية. (أ ف ب)