هدّد نائب رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي سيلفان شالوم أمس بشنّ هجوم واسع النطاق على قطاع غزة اذا لم توقف حركة «حماس» اطلاق الصواريخ من القطاع على اسرائيل، وذلك بعد ليلة رعب عاشتها غزة حيث كثّف الطيران الحربي الاسرائيلي من غاراته مما أدّى الى سقوط عدد من الجرحى. شالوم قال في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية انه «اذا لم يتوقّف اطلاق الصواريخ على اسرائيل يبدو أنه سيتعيّن علينا رفع مستوى نشاطنا وتكثيف عملياتنا ضد «حماس». وأضاف شالوم محذّرا «لن نسمح مجدّدا برؤية أطفالنا مرعوبين في الملاجئ وسيجبرنا ذلك في النهاية على شنّ هجوم عسكري جديد». وتابع المسؤول الصهيوني قوله «آمل أن نتمكن من تفادي ذلك غير أن هذا من الخيارات التي نملكها واذا لم يكن أمامنا من خيار آخر فسنستخدمه في المستقبل»حسب قوله. ليلة رعب وكان سكان غزة قد قضوا ليلة من الرعب تحت تهديد القصف، حيث شنّت الطائرات الاسرائيلية سبع غارات على أهداف متفرّقة في القطاع، أسفرت احداها عن اصابة 3 فلسطينيين بجروح. وقال مدير اللجنة العليا للاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة الطبيب معاوية حسنين ل«يونايتد برس انترناشونال»، ان ثلاثة مواطنين أصيبوا بجروح طفيفة بعدما قصفت الطائرات الاسرائيلية مصنعاً للأجبان والألبان في حي الصبرة بمدينة غزة. وذكر أن الاصابات وقعت نتيجة تناثر الشظايا والحاق أضرار بعدد من المنازل المجاورة للمصنع الذي تم تدميره بشكل كامل بعد اشتعال النيران داخله، مشيرا الى أن الغارات الأخرى على أهداف متفرقة من القطاع لم تخلف اصابات. وقال سكان محليون ومصدر أمني ان الغارات بدأت بعد منتصف الليلة قبل الماضية، بنصف ساعة، بثلاث غارات استهدفت غرفتين متنقلتين غرب مدينة خان يونس، ما أدى الى تدميرهما بشكل كامل. وذكر مصدر محلي ان الموقع المستهدف يعود الى حركة «الجهاد الاسلامي»، التي تبنى ذراعها المسلح «سرايا القدس» اشتباكات مع قوة اسرائيلية وقتل جنديين قبل أسبوع. وقال المصدر الأمني الى أن الغارة الثانية استهدفت مصنع المواطن أحمد دلول في مدينة غزة ما أدى الى تدميره بشكل كامل، فيما شنت بعد ذلك بدقائق غارتين على وسط قطاع غزة استهدفت احداهما غرفة متنقلة تابعة لشرطة حماس فيما استهدفت الأخرى شقة في بناية. وذكر سكان محليون أن غارة سابعة شنتها طائرات الاحتلال استهدفت مجموعة ناشطين بالقرب من منطقة الواحة شمال قطاع غزة دون أن يسجل وقوع اصابات. وقد سقط بعد ظهر أمس صاروخ في منطقة مفتوحة على ساحل مدينة عسقلان، كان قد أطلق من قطاع غزة. وحسب وسائل الاعلام العبرية فإن الصاروخ لم يتسبّب في وقوع إصابات أو أضرار. تدخل دولي من جانب آخر طالب اسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة الفلسطينية المقالة أمس المجتمع الدولي بالتدخل لوقف «التصعيد والعدوان» الاسرائيلي، عقب سلسلة من الغارات الاسرائيلية. وأدان هنية في بيان صحافي «التصعيد الاسرائيلي على قطاع غزة الليلة قبل الماضية وطالب «المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذا التصعيد والعدوان». وأكد ان «الحكومة تجري اتصالات مع الفصائل (الفلسطينية) للحفاظ على التوافق الداخلي حماية لشعبنا وتعزيزا لوحدته» في اشارة الى توافق حكومته مع الفصائل الفلسطينية المسلحة على وقف اطلاق الصواريخ على جنوب اسرائيل. وقد أعربت مصر أمس عن انزعاجها وقلقها إزاء التصعيد الاسرائيلي الأخير في القطاع والتهديدات بزيادة العمليات العسكرية ضده. وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي ان بلاده تتابع هذا الوضع عن قرب وانها أجرت اتصالات مع الجانب الاسرائيلي لوقف التصعيد الحالي. وأبدت بريطانيا أيضا «قلقها» من هذا التصعيد ودعت الطرفين الى «ضبط النفس».