قال بنك "غولدمان ساكس" الأمريكي إن الزيادة الأخيرة في إنتاج النفط في ليبيا ونيجيريا تعد أحد العوامل التي تغطي على مكاسب أسعار النفط، حتى مع دفع كبار المنتجين وهما السعودية وروسيا لتمديد قرار خفض الإنتاج الذي اتخذته مجموعة "أوبك" إلى 2018. وذكرت شبكت "سي إن بي سي" الأمريكية أن البنك قال في مذكرة بحثية، إنه «في الوقت الذي نبقى فيه حذرين أثناء تحليل هذا الانتعاش في الإنتاج أخذًا في الاعتبار التوترات المحلية، فإن هذه الكميات مجتمعة بإمكانها موازنة فائدة التخفيضات الممتدة بشكل كبير». ووفقًا للشبكة فقد قالت منظمة الطاقة الدولية، ومقرها باريس أول أمس الثلاثاء، إن «أي زيادة كبيرة» في إنتاج ليبيا ونيجيريا «ستعادل بوضوح التخفيضات المقررة من جانب الدول الأعضاء في أوبك، ومن الدول غير الأعضاء بالمنظمة». وأشارت الشبكة، في تقرير أمس الأربعاء، إلى تحسن مستوى إنتاج النفط الليبي خلال الشهر الجاري، كنتيجة للقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج وقائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر. ونقلت «سي إن بي سي» عن مؤسسة «يوريشيا غروب» الاستشارية قولها، إن اللقاء يعد مؤشرًا إيجابيًّا للتوصل إلى توافق في ليبيا، لكنها أضافت أن «ضمان التوصل إلى اتفاق سلام دائم خلال الأشهر الست المقبلة سيكون صعبًا، وأن إحدى العقبات ستكون الخلاف على دور حفتر في مستقبل ليبيا السياسي». وتوقعت «يوريشيا غروب» انخفاض إنتاج النفط في ليبيا إلى 700 ألف برميل يوميًّا لبقية العام الجاري، عقب تخطيه الأسبوع الماضي مستوى ال800 ألف برميل يوميًّا. وقالت المؤسسة «في حين أن قبضة حفتر القوية على إمدادات النفط في المنطقة الشرقية من ليبيا ستحد من خطر تراجع الإنتاج، فإن مشاكل التمويل ونقص العمال الأجانب في المؤسسة الوطنية للنفط سيحد من مكاسب الإنتاج». واعتبرت شركة «آر بي سي كابيتال ماركتس» للاستشارات أن «المخاطر الجيوسياسية في ليبيا لا تزال مرتفعة، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى أن تنظيم داعش يعتبرها خيارًا احتياطيًّا، بينما يفقد التنظيم مقوماته في معاقله السورية والعراقية». وقالت «سي إن بي سي» رغم المخاوف بشأن إمدادات النفط، فلا توجد إشارة حتى الآن أن «أوبك» ستضغط على ليبيا ونيجيريا لخفض إنتاجهما حين يجتمع أعضاء المنظمة الأسبوع المقبل، مضيفة أن المنظمة ربما تسعى لوضع سقف للإنتاج كما هو الحال مع إيران. ونقلت عن وزير البترول النيجيري قوله في جانفي الماضي، إن بلاده قد تنظر في خفض الإنتاج بمجرد عودته لمستوى 1.8 مليون برميل يوميًّا، لكنه لم يعلن حجم ذلك التخفيض.