كشف وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، سمير الطيب، ان مساهمة قطاع النباتات الطبية والعطرية في الإنتاج الفلاحي لم تتجاوز 8ر0 بالمائة رغم أنّ تونس تعد من أهم الدول المنتجة للنباتات الطبية والعطرية الغابية في العالم العربي على غرار الإكليل والزعتر والريحان والطلبات المتصاعدة في السوق الوطنية والأسواق الدولية على هذه المنتوجات. واضاف خلال مائدة مستديرة نظمتها امس الاحد، كلية الصيدلة بالمنستير والجمعية التونسية للنباتات الطبية حول "زراعة وتحويل ومراقبة جودة النباتات الطبية" "ان المعدل السنوي لقيمة مبيعات الإكليل، قدر خلال الفترة 2016/2007، بحوالي 865 ألف دينار وحوالي 134 ألف دينار بالنسبة إلى نبتة الزعتر. وحسب آخر نتائج البيع بالمزاد العلني بلغت قيمة المبيعات 847 ألف دينار بالنسبة إلى الزعتر وحوالي 5 مليون دينار بالنسبة إلى الإكليل. وافاد ان زراعة هذه النباتات تمسح في مجموعها حوالي 340 ألف هكتار موزعة بصفة متفاوتة على مختلف الولايات منها ما يقارب 60 ألف هكتار مساحات بيولوجية. وذكر الوزير ان مداخيل تصدير منتوجات النباتات الطبية والعطرية بلغ سنة 2012 حوالي 26 مليون دينار. وفي هذا الاطار، أكد الطيّب على ضرورة تركيز إستراتيجية شاملة لتطوير كافة حلقات منظومة النباتات الطبية والعطرية بتشريك هياكل البحث والإطارات الفنية والهياكل المهنية من منتجين ومحوّلين ومصدرين بتونس. ودعا إلى التفكير في بعث هيكل دعم لمنظومة النباتات الطبية والعطرية وتثمين نتائج البحوث العلمية في هذا المجال ومراقبة جودة المنتوجات وتكوين المتدخلين في هذه المنظومة والعمل على المحافظة على الثروة النباتية التونسية والتشجيع على إحداث مشاريع استثمار مختصة في إنتاج مشاتل النباتات الطبية والعطرية بطرق فنية متطورة للترفيع في المساحات المزروعة والإنتاح كمّا ونوعا حسب طلب المنتجين. وأفاد الطيّب أنّ وزارة الفلاحة ستعمل على تجسيم مشروع ريادي لانجاز حديقة نباتات طبية نموذجية تستجيب لأهداف بيداغوجية بحثية. وقد تم التنسيق بشأنها بين كلّ من كلية الصيدلة بالمنستير والجمعية التونسية للنباتات الطبية والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمنستير. وأعرب عميد كلية الصيدلة بالمنستير، عبد الحليم الطرابلسي، عن استعداد مؤسسته لتوفير كلّ ممهدات النجاح للطلبة والباحثين والباعثين في مجال النباتات الطبية مقترحا احداث مركز مراقبة النباتات الطبية في رحاب الكلية. وشدد على ضرورة ان تكون المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمنستير قاطرة لتحفيز بقية الهياكل على الانخراط في التوجه الرامي الى النهوض بمجال النباتات الطبية. وافاد رئيس الجمعية التونسية للنباتات الطبية ورئيس المؤتمر، رشيد الشملي، أنّ كل نبتة طبية سيعدّ بشأنها كرّاس شروط بالتعاون مع وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري معتبرا أنّ تونس والدول العربية عموميا قادرة على إنتاج ومراقبة وتصنيع النباتات الطبية لتحقيق الإكتفاء الذاتي. وفي ذات السياق، اعلنت وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية عن الانطلاق يوم 15 ماي المقبل بالتعاون مع منطقة بايطاليا، في تنفيذ مشروع لتطوير سلسلة القيمة من أجل فلاحة تنافسية على مستوى 11 ولاية. (وات)