ارتفعت قيمة صادرات البلاد التونسية من النباتات الطبية والعطرية من 8 ملايين دينار سنة 1990 الى 15.3 ملايين دينار سنة 2001. رغم ذلك فإن هذا القطاع الذي يحمل منافع تطبيبية وتجميلية جمة يعاني جملة من الصعوبات. وقد تطرق بعض الاساتذة والباحثين في قطاع النباتات العطرية والطبية خلال الندوة التي نظمتها الغرفة الفنية الاقتصادية بأريانة بالاشتراك مع جمعية الورد (يوم السبت 15 ماي بمنتزه بئر بلحسن بأريانة) الى بعض هذه الصعوبات. فالسيد نوفل السويح وهو أستاذ وباحث بالمعهد الوطني للبحوث في الهندسة الريفية والمياه والغابات يؤكد أن قطاع النباتات العطرية والطبية يشكو غياب زراعات بالمعنى الصحيح بإمكانها تلبية الحاجيات الدولية. ويعاني من ضآلة عدد الاصناف المزروعة وعدم تواجد البذور وعدم كفاءة اليد العاملة وغياب هياكل ذات الاختصاص وغياب دليل نباتي ويشكو أيضا من محدودية وحدات التقطير التي تعتمد وعدم خضوع التجار والوسطاء الى تحديد الاسعار. كل هذا يسهم في وصول زيوت نباتية ذات جودة متوسطة والحال أن الجودة العالية لمثل هذه النباتات أساسية لكسب المنافسة في الاسواق الخارجية. * طلب متزايد ويدعو الاستاذ نوفل السويح الى ضرورة تحسيس الفلاحين وتشجيعهم على زراعة النباتات العطرية والطبية مع وضع وسائل فلاحية حديثة واقتراح مساعدة فنية وضمان عقود بين للمزارع والفلاح والتاجر والزيادة في عدد وحدات التقطير وتكوين باعثين شبان، وضرورة تعميم التجارة الالكترونية للحصول على فرص الشراكة بين الفلاح التونسي والسوق الخارجية. كل ذلك من أجل إحكام الاستثمار في النباتات الطبية والعطرية التي لها أكثر من استعمال واحد (في الصناعات الغذائية وصناعة العطور ومواد التجميل الطبيعية) والتي تشهد إقبالا متزايدا عليها. نباتات طبية وعطرية عديدة تصل الى حوالي 150 نبتة تستغل زيوتها في العطورات زيت الريحان مثلا يستغل في العطر والحلويات، الترنجية تستغل كمجفف أو كمكيف وزيوت الصنوبريات تستغل كمواد طبية، الرند أيضا مكن استغلاله كمبيد بيولوجي معطر أيضا أما التابل فزيته يستعمل في العطورات. إجمالا فإن البلاد تمتلك إمكانات نباتية كبيرة (زعتر، حبق، الماروبيا، الكلتوس)... من الممكن الاستفادة منها خاصة في ظل تشجيع الاراضي السقوية. ويكشف الاستاذ رضا كريشان وهو أستاذ بمدرسة البستنة بشط مريم عن استعمالات مختلفة للنباتات العطرية التي تستغل لتجميل المساحات الخضراء ولتعطير الحدائق الخصوصية ولتعطير جسم الانسان ولتعطير المحيط بصفة عامة. * خصائص النباتات العطرية والطبية تتكاثر بطرق مختلفة كما يوضح ذلك الاستاذ الصادق شرف الدين (مدير معهد فلاحي): «تتكاثر بالبذر خاصة بالنسبة للنباتات الحولية، وتتكاثر بواسطة الاعضاء النباتية (تكاثر خضري) ولكل نبتة بعض الخاصيات التي تتميز بها. فالورد مثلا هو نبات شجيري متسلق موطنه الاصلي جنوب غرب آسيا ويستحسن جمعه في الاوقات الباردة على أن يقطر مباشرة بعد الجمع. الياسمين نبات شجيري أيضا و طبيعة نبات متسلقة وهو من مميزاته أنه شره يحب المواد الغذائية والري (مرة كل 10 أيام في الصيف) وهذا الياسمين مادة فعالة ومن أرقى وأغلى أنواع الدهون الطبيعية ومن أجود معطرات التجميل الراقية. إن إحكام الاهتمام بهذا القطاع ومزيد الاستفادة منه على المستوى الطبي خاصة أمر ضروري في ظل ثبوت الفاعلية العلاجية لهذه النباتات مقارنة بالعقاقير والادوية الكيمياوية.