رأى الأستاذ بمعهد الصحافة و علوم الاخبار الدكتور في العلاقات الدولية هاني مبارك في قراءته لقطع العلاقات بين الدول الخليجية وقطر انه نتاج عن خلافات تاريخية وقديمة ترجع لمئات السنين. وأضاف مبارك في تصريح ل"الصباح نيوز" أن هذه الخلافات التاريخية بين السعودية والبحرين وقطر، هي عائلية على الحدود وعلى النفوذ في المنطقة. وأشار مبارك أن قطر أنشأت قناة «الجزيرة» كرد على النفوذ السعودي داخل الجزيرة العربية، مضيفا أن الدوحة لجأت إلى القوة الناعمة لمجابهة هذا النفوذ. وأشار أن سرعة استجابة بعض البلدان العربية للقطع يشير لوجود نوع من الاصطفاف، موضحا في هذا السياق أن السعوديين أرادوا جلب الامريكان لصفهم ورؤيتهم الاستراتيجية وأن قطر كانت تنازع السعودية علاقتها مع الامريكان، وهو ما لا يخدم الأهداف الاستراتيجية السعودية والتي ترنو إلى إعادة نفوذها داخل منطقة الشرق الأوسط. وأضاف مبارك أن العامل الثاني هو وجود إيران وفرض نفسها كقوة إقليمية على المنطقة، مما حرك السعودية محاولة في إعادة فرض نفسها كقوة استراتيجية في المنطقة. وأقر مبارك، في هذا السياق، بأن الإيرانيين والأتراك اقتسموا النفوذ في هذه المنطقة، وأن الحرب التي أعلنتها السعودية من خلال تحالف عربي على اليمن أرادتها ان تعلن من خلالها ان لها نفوذا إقليميا لكنها فشلت وساهمت في استنفاذ قوة الرياض، وهذا ما سارع بالسعودية للذهاب في طريق الولاياتالمتحدة واستراتيجية الرئيس الأمريكي دونالد الترامب «لمحاربة الإرهاب». وأشار أن المنطقة دخلت في نوع من الصراع الإقليمي، وأن العنوان لجمع الدول المنطقة هو الحرب على الإرهاب. وأكد مبارك في هذا الاطار أن الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن علاقاتها بقطر، مهما كانت علاقاتها متطورة مع الرياض.
